الولايات المتحدة تنفّذ الضربة العاشرة القاتلة ضد قوارب بينما تتسارع حملة القصف أخبار دونالد ترامب

الولايات المتحده تشن الضربة الصاروخية العاشرة وتقتل ستة أشخاص على متن سفينة متهمة بتهريب المخدرات

أعلنت واشنطن أنها نفّذت ضربتها الصاروخية العاشرة على مركب بحري تُتهمه بتجارة المخدرات، ما أسفر عن مقتل جميع ركابه الستة، في تصعيد متواصل لحملة قصف بدأت قبل أسابيع وجُمِعَت حتى الآن حصيلتها المعروفه إلى 43 قتيلاً مع استمرار الإعلان عن هجمات إضافية.

وتأتي هذه الضربة وسط تصاعد في وتيرة الهجمات الجوية: فقد أعلنت الحكومة الأميركية عن ثلاث ضربات خلال أيام متتالية هذا الأسبوع. ونشر وزير الدفاع بيت هيغسث نبأ القصف عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، محدِّداً الضحايا كأعضاء في عصابة «ترين دي أراغوا» المتمركزة في فنزويلا، ومشيراً إلى أن الرئيس دونالد ترامب أذن مجدداً بالهجوم الذي قيل إنه وقع في مياه دولية من بحر الكاريبي.

وقال هيغسث إن الاستخبارات الأميركية «كانت تعلم» أن المركب مشارك في تهريب مخدرات وسالَ في مسار معروفه لوسائل التهريب وأنه كان يحمل مخدرات، من دون تقديم أدلة علنية تُثبت تلك الادعاءات. وأضاف أنه كانت هذه هي الضربة العسكرية الأولى التي تستهدف زورقاً ليلاً.

كما كرر هيغسث خطاب إدارة ترامب المتصاعد بالقول إنه ينبغي معاملة مهربي المخدرات كجماعات مسلحة مثل تنظيم القاعدة. ونقله عن نفسه: «إذا كنتَ نركو-إرهابياً يهرّب المخدرات في نصف الكرة الغربي، فسنعاملك كما نعامِل القاعدة. نهاراً أو ليلًا، سنفكك شبكاتك، نتعقب أفرادك، نطاردك، ونقضيك».

أسئلة قانونية متصاعدة

أثارت هذه الحملة تساؤلات قانونية واسعة. فبينما بدأت إدارة ترامب هذا العام بتصنيف بعض الكارتلات اللاتينية كـ«منظمات إرهابية أجنبية»، فإن تصنيف «الإرهاب» استُخدم تاريخياً لوصف جماعات مسلحة تسعى لتحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية عبر العنف، وليس بالضرورة لشبكات إجرامية تهدف إلى الربح عبر الاتجار بالمخدرات. ويؤكد خبراء القانون أن مجرد وسم جماعة بالإرهاب لا يمنح تلقائياً إذن استعمال القوة العسكرية.

يقرأ  قصف إسرائيلي مكثف على غزة يودي بحياة 61 شخصًا رغم دعوة ترامب لوقف الضربات

وقد دان زعماء في كولومبيا وفنزويلا حملة القصف ووصفوها بـ«القتل»، بينما اعتبرت خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن ذلك قد ينطوِي على خروقات للقانون الدولي. فمعاهدات مثل ميثاق الأمم المتحدة تقصر استخدام القوة عموماً على حالات الدفاع عن النفس. وكتب خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بينهم بن سول، أن «القانون الدولي لا يسمح باستخدام القوة أحادي الجانب في الخارج لمحاربة الإرهاب أو تهريب المخدرات».

وتعود بداية الحملة إلى 2 سبتمبر/أيلول حين قتلت ضربة صاروخية 11 شخصاً، وتلتها هجمات أخرى خلال الشهر نفسه. وشهد أكتوبر تصعيداً في التكرار واتساع النطاق: فقد وقعت على الأقل سبع ضربات معلومة هذا الشهر، معظمها في الكاريبي، فيما نُفِّذت ضربتان الأسبوع الماضي في المحيط الهادئ لأول مرة. وترك هجوم بتاريخ 16 أكتوبر، استهدف غواصة صغيرة أو «غاطسة»، ناجين اثنين — الأمر الذي يعد سابقة — وأعيد تسليم هذين الناجين إلى بلديهما إكوادور وكولومبيا؛ وصرحت حكومة إكوادور بأنها أخلت سبيل أحدهما لعدم وجود أدلة تُجيز توجيه تهمة.

وانتقد معارضون الحملة وُصفوها بأنها إعدامات خارج نطاق القضاء، فيما تقول عائلات في كولومبيا وترينيداد وتوباغو إن بعض القتلى كانوا صيادين عاديين لا مهربين، وأنهم فقدوا أحباءهم في ضربات اعتبروها خاطئة وظالمة.

ترامب يدّعي الصلاحية التي تبيح الاستمرار

على صعيد السياسة الداخلية، لم تُبدِ إدارة ترامب أي نيّة للتراجع بل أعلنت الاستمرار في حملتها ضد من تصفهم بمهربي المخدرات، مع تهديدات متكررة بتوسيع الضربات لتشمل أهدافاً برية — ووعود لم تتحقق بعد. وفي جلسة عُقدت في البيت الأبيض للحديث عن حملتها ضد المخدرات، سُئِل الرئيس لماذا لم يسع لطلب تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية، فأجاب بلا تردد أنه لا يرى حاجة لذلك.

يقرأ  كلارنا، شركة «اشترِ الآن وادفع لاحقًا»، تخرج إلى البورصة بأكبر اكتتاب عام أولي في 2025

وتنصّ الدستور الأميركي على أن للكونغرس السلطة الحصرية في إعلان الحرب، وإن كانت تسلسلات سابقة قد منحت رؤساء أميركيين تفويضات لاستخدام القوة العسكرية (AUMFs) لشن هجمات محددة؛ وهو ما يقول منتقدون إنه أُسيء استعماله لتبرير قرارات رئاسية أحادية. ورد ترامب على سؤال الصحافي بقوله: «لا أظن أننا سنطلب بالضرورة إعلان حرب. أعتقد أننا سنقتُل الناس الذين يأتون بالمخدرات إلى بلدنا. سنقتلهم. سيكونون — كما تعلمون — أمواتاً».

في مؤتمره الصحفي مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته قبل أيام، جادل ترامب أيضاً بأن ما أسماه عدد الوفيات الناتجة عن جرعات زائدة من المخدرات يبرر عملياً قرار حملته القتالية: «هذه مشكلة أمن قومي»، وقال إن تجارة المخدرات قتلت 300 ألف أميركي خلال العام الماضي، «وهذا يمنحنا سلطة قانونية». لكن هذه الأرقام لا تتطابق مع بيانات الحكومة الأميركية؛ إذ أظهرت بيانات أولية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) نحو 73,690 وفاة جرعة زائدة خلال فترة اثني عشر شهراً منتهية في أبريل.

وبناءً على افتراضات ترامب أن كل قارب مُستهدف ينقذ 25,000 حياة أميركية، فمع عشر ضربات فقط يصل العدد المفترض لمنع الوفيات إلى 250,000 — رقْمٍ يتناقض مع بيانات الصحة العامة المتاحة ويثير المزيد من التساؤلات حول مبررات وشكل هذه الحملة. النص المرسل كان فارغا.
يرجى ارسال النص المراد إعادة صياغته وترجمته.

أضف تعليق