في غانادو بولاية أريزونا نشأ الراعي والنسّاج دينِ (Navajo) نيكايل بيغاي محاطًا بالحكايات وبقصاصات الصحف القديمة عن الأقمشة المعقّدة التي نسجتها الراحلة جوليا باه جو وعائلتها. من بين مئات القطع التي أبدعتها جو في قرية غريسوود، تميّزت واحدة بلا منازع: بساط ضخم وزنه حوالي 250 رطلاً محاك من صوف مغزول وملوَّن يدويًا يُعرف باسم دييوغي تسوه — «البساط الكبير». العمل المهيب، الذي طالما عُرف محليًا باسم «بساط هوبيل-جو»، عُرض الآن في متحف أفِلِدت ميون تحت اسمه الدينِي الأصلي.
بعد إنجازه عام 1937، عُرض دييوغي تسوه في مركز تجارة هوبل ومنشآت هوبل للسيارات في وينسلّو، ووُصِف حينئذ بـ«أكبر سجاد نافاجو في العالم». جال البساط في مناسباتٍ وفضاءاتٍ عدّة داخل الولايات المتحدة، من بينها قاعات مجلس الشيوخ في واشنطن عام 1945، والمعرض العالمي بنيويورك في كوينز عام 1964، ومتحف هيرد في فينيكس عام 1965.
تقول لوري بنتلي لو، المديرة الإبداعية في المتحف، إن التسمية الشعبية «بساط هوبل» رُجِّحت بعد أن تنازل البساط عن لقبه كأكبر قطع السجاد عام 1977، إذ إن فكرة صنع أكبر بساط نافاجو انطلقت من لورنزو هوبل الابن؛ وكانت مجموعة «الأخت الكبرى» التي أنجزتها جماعة تشيلتشينبيتو في 1979 مثالًا أحدث على هذا الطموح.
يمتد دييوغي تسوه بطول نحو 33 قدمًا وعرض نحو 21 قدمًا، وتزدان أرجاؤه بنقوشٍ حيويةٍ متقنة مستلهمة من سماء الليل، وفخاريات السكان القدماء في بويبلو، ومن الحياة البرية المحلية. عندما عُرض البساط في المتحف قبل عامين، قال بيغاي إنه فُقد عنه الكلام: «كدت أرى الخراف التي حُلجت والتي ربتها جوليا، وتخيلت كمّ المشاعر التي احاطت بها أثناء العمل حتى وصلت إلى هذه التحفة».
أُنجز هذا العمل في ظل سياسات حكومية قاسية مفروضة آنذاك، شملت تقسيمات أرضية وإجراءات تقليص الثروة الحيوانية، وجُهِّز بالبداية بتكليف من هوبل الابن كوسيلة لجذب الزبائن إلى أعماله في غانادو وسط اقتصاد الغربة والكساد. قاد المشروع جو وابنتها ليلي هيل، التي تولّت نسج الجزء الأكبر بعد مرض والدتها، وساهم أفراد العائلة في حلج وغسل وتمشيط وصبغ صوف مئات الخراف، فيما ساعد نسّاجون من عشيرة «كينلِتشِي’نِّي» (البيت الأحمر) في عملية الغزل.
مر البساط بعد وفاة هوبل عام 1942 عبر أيدي مالكين مختلفين إلى أن وُضع في مخزن عام 1986. وفي 2012 استحوذ على القطعة مؤسِّسا المتحف، آلان أفيلدت وتينا ميون، اللذان أطلقا عليها اسم «بساط هوبل-جو» تقديرًا لعمل جو ثم تبرّعا بها لصندوق فنون وينسلو، وهي معروضة الآن في المتحف كقرض طويل الأمد من ذلك الصندوق.
تؤكد إدارة المتحف أن إعادة تسميته باسمه الدينِي جاءت بعد أكثر من عام من المناصرة والمشاورات المكثفة مع أفراد عائلة جو وممثلي المجتمع، ورأت فيها خطوة نحو الاعتراف بالأصل الثقافي للعمل وبالنساء والحوارات المحلية التي أنتجته. كما عبّر داستين روبرِدو، طالب بجامعة نيو مكسيكو شارك في تحديث المعرض، عن ترحيبه بهذا المسار بوصفه مثالًا للتعاون المجتمعي: ربط المتاحف بصانعي المنطقة وعائلاتهم يفتح آفاقًا للشراكة والتعليم المستمر.
غريس كيرلي، إحدى حفيدات جو الكبرى، تقول إن اسم دييوغي تسوه هو الاسم الصحيح للبساط، وأن حفاظه الاستثنائي على حالته أثرَ فيها فرحًا، إذ يجسّد مهارات عدد كبير من نساء نافاجو وقصصهن في النسيج والفن. إعادة التسمية، إذًا، ليست مجرد تغيير لافتة، بل اعتراف بسردٍ تاريخي وثقافي متجذّر.