بينالي تايبيه ٢٠٢٥ الحنين: دافعٌ لا يلين

الدورة الرابعة عشرة لبينالي تايبيه — «همسات على الأفق»
تفتح في 1 نوفمبر بمتحف تايبيه للفنون الجميلة. أخرج المعرض وقام بتنسيقه سام برداويل وتيل فيلراث (مديران في هامبورغر بانهوف — المتحف الوطني للفن المعاصر، برلين)، ويضم نحو 150 عملاً لسبعة وسبعين فناناً من سبع وثلاثين مدينة، بينها أربعة وثلاثون عملًا مفوَّضًا جديدًا وتركيبات خاصة بالمكان تمتد في فضاءات الرسم والنحت والسينما والتصوير الفوتوغرافي والأداء.

محور المعرض هو الاشتياق كدافع إنساني دائم يتجاوز الممكن ويخبر عن المستقبل بصمتٍ مُصرّ بدلًا من التصريح الصاخب. الإطار المفاهيمي يستمد توجُّهه من ثلاثة أشياء متواضعة لكنها مشحونة عاطفيًا مأخوذة من الأدب والسينما التايوانية — غير معروضة فعليًا في القاعات لكنها تشكّل القوس الزمني والعاطفي للعرض: الدمية من فيلم «صانع الدمى» (1993) للمخرج هو شياو-هسين تجسد الصمود عبر حقب الاحتلال والتجدد؛ المذكرة في رواية تشين ينغ-تشن «أخي الأصغر كانغشونغ» (1960) تلتقط صراع جيل بين اليقين والخيبة؛ والدراجة في رواية وو مينغ-يي «الدراجة المسروقة» (2015) تستحضر الفقد والوراثة والانتماء. معًا تشكّل هذه العناصر عمارةً غير مرئية للبينالي: الدمية استمرارية، والمذكرة باطنية، والدراجة سعي — ثلاث تعبيرات متداخلة للاشتياق.

يمتزج الحاضر بالذاكرة عبر إدماج حوالى ثلاثين قطعة من مجموعة متحف تايبيه للفنون الجميلة مع الاعمال المعاصرة؛ في هذا الحوار لا تعمل مقتنيات المتحف كقطع جامدة بل كوكلاء أحياء للاشتياق، يربطون بين الماضي والحاضر ويُشجّعون على حوار بين الأجيال. استُبدلت الجدران الصلبة بحواجز نسيجية معلّقة تردّد موضوعات المعرض، فخلقت عتباتٍ منفذة وخطوط رؤية مفتوحة تشجّع إيقاعًا من البروز والانسجام.

«نريد بينالي لا يمكن أن يوجد إلا هنا — يستمع إلى التواريخ واللغات والتناقضات التي تشكّل طبيعة تايبيه. حوارنا مع مجموعة متحف تايبيه لم يكن فعلاً من الحنين بل فعل تأصيل: إصرارٌ على أن المحلي، حين يُتعامل معه بعمق، يصبح عدسة للعالم. في ‹همسات على الأفق›، الاشتياق هو ذلك الجسر — يبدأ في خصوصية الذاكرة ويمتد إلى أفقٍ مشترك يتحوّل فيه المحلي إلى كوني»، هكذا قال سام برداويل وتيل فيلراث.

يقرأ  دونالد واسوا: مخلوقات خشبية رقيقة تنهض من مستقبل تخييلي — كولوسال

أبرز المحطات في المعرض
الطابق الأرضي مخصص للأعمال التي تُرى الحرفة والذاكرة والرعاية كأفعال بقاء. من بينها «مطار وهمي» (2025) لسيو زي-يان التي تعيد بناء ممر إيهام جوي من حقبة الاستعمار الياباني؛ و«خارج الحقول» (1934) لتشين تشِن، حيث جسدت لوحات النساء الأنيقات تايبيه الساعية لهويتها؛ و«وقفة مرجحة» (2025) لأفرا الظاهري، تركيب حبل متكرر يدعو للتأمل في البطء كشكل من أشكال المقاومة.

المستوى السفلي يركّز على الجسد كشاهد ووعاء للتحوّل. عبر أحجار مسحّوكة إيقاعياً وأوعية زجاجية، تحوّل إيفانا باشيتش فعل التنفّس إلى منحوتة في عمليها «شغف الهواء» (2020–24) و«متانويّا» (2025). صورة فوتوغرافية سنة 1956 للراحل سيو تشينغ-بو بعنوان «ثقة» تلتقط لحظة اقتراب حميمي بين رجلين يمزج الفصل والاتصال في آنٍ واحد، بينما يستخدم عمل جاكي كونولي «مملكة المعادن (أخضر داكن)» (2025) صورًا حالمة لدمج الذاكرة بمناظر افتراضية، محوِّلاً الحزن الشخصي إلى مناظِر رقمية.

في الطابق العلوي تتبنى الأعمال سلالة فنية مدفوعة بالرغبة في الإدراك والتفسير والاتصال — تعيد تصوُّر العالم عبر عدسة الاشتياق. انفصل ليو كوو-سونغ عن الرسم بالحبر التقليدي لتطوير أشكال تجريدية جديدة في «الجبل العائم» (1971)، بينما بنَت إيفا جوسبان غابة معكوسة في «هنا» (2025) مستلهمة من لوحة هوانغ قونغوانغ الكلاسيكية «السكن في جبال فوتشون» (1348–50). وفي «هيكل عظمي» (2025) يحوّل P. Staff القاعة إلى تحقيق في السيطرة والمقاومة، مطبّقًا طبقات من صور بالأشعة تحت الحمراء وسردًا شعريًا لفحص سبل تنظيم الأجساد وتحريرها.

تعليق لي-تشن لو، مديرة متحف تايبيه للفنون الجميلة: «منذ انطلاقه، احتضن بينالي تايبيه تنوّع الأصوات. هذه الدورة تتأمل الروابط بين الخبرة المحلية والسياق العالمي، داعية الزوّار لإعادة التفكير في مواقعهم ضمن عالم مترابط.»

لمزيد من المعلومات: taipeibiennial.org/2025
تابعوا متحف تايبيه للفنون الجميلة على فيسبوك وإنستاغرام.

يقرأ  روعةُ يومِ بيتر هوجارَ البطيءُ الهادئُ

أضف تعليق