الأمين العام للأمم المتحدة: نحو 700 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع
الدوحة — أعلن رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، تبنّي إعلان الدوحة السياسي خلال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي عُقدت في قطر، ووصفت هذه الخطوة بأنها “جرعة معزِّزة للتنمية” تهدف إلى مواجهة اتساع الفجوات وعدم المساواة على الصعيد العالمي.
في كلمة رئيسية، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القادة العالميين إلى التوحد خلف “خطة شعوب جريئة”، مشدِّداً على أنه من غير المقبول أن لا يزال نحو 700 مليون شخص يعيشون في فقرٍ مدقع بينما يمتلك أغنى 1% ما يقرب من نصف ثروة العالم، وأنه لأمرٌ لا يُطاق أن نحو أربعة مليارات شخص يفتقرون إلى أي شكلٍ من أشكال الحماية الاجتماعية.
عُقدت القمة في عاصمة قطر لبناء قاعدة انطلاقٍ جديدة تستند إلى أهداف التنمية التي وُضعت قبل ثلاثين عاماً في قمة كوبنهاغن. وجاء في توقعات الأمم المتحدة حضور نحو أربعين رئيس دولة، وممثلين على مستوى وزاري يبلغ عددهم نحو 170، إلى جانب قادة منظمات المجتمع المدني و14,000 مندوب من شتى أنحاء العالم.
يشمل اعلان الدوحة التزاماتٍ في محاورٍ عدة، منها القضاء على الفقر، وتوسيع الوصول إلى “عمل لائق”، وتعزيز الاندماج الاجتماعي، وتحقيق المساواة بين الجنسين، واتخاذ إجراءات حاسمة تجاه التغير المناخي.
ورغم ما تحقق من تقدم خلال الثلاثين عاماً الماضية — إذ غادر أكثر من مليار شخص دائرة الفقر المدقع، والوضع العالمي للتوظيف عند مستويات تاريخية منخفضة نسبياً، وتوسعَ الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية، وانخفضت وفيات الأطفال والأمهات وارتفعت معدلات إتمام التعليم بين الفتيات والطلاب عموماً — أكد غوتيريش أن التحديات ما تزال جسيمة، وأن القمة تفتح أبوابها في وقتٍ يسود فيه قدرٌ كبير من عدم اليقين العالمي والانقسام والنزاعات والمعاناة الإنسانية الواسعة.
وحذّر من أن البلدان النامية لا تتلقّى مستوى الدعم المطلوب، وأن الجهود لا تسير بالسرعة الكافية لتخفيف تقلبات وكوارث كوكبٍ يزداد دفئاً.
السلام والاستقرار
افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة بنداءٍ إلى مواصلة الدعم للشعب الفلسطيني في ظل الدمار الناجم عن الحرب الإسرائيلية في غزة، مؤكداً أن “تحقيق التنمية الاجتماعية في أي مجتمع مستحيل دون سلام واستقرار دائمين”، ومشدداً على أن السلام العادل يجب أن يكون دائماً لا حلولاً مؤقتة.
وطالب المجتمع الدولي بزيادة مساهماته في جهود إعادة الإعمار، قائلاً إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى جميع أشكال المساعدة ليتعافى من الدمار الذي ألحقه ما وصفه بنظام الفصل العنصري في فلسطين. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 70 مليار دولار لازمة لإعادة بناء غزة.
وعبر غوتيريش للصحفيين عن “قلقه العميق” إزاء ما أسماه استمرار الانتهاكات لوقف إطلاق النار في القطاع، مطالباً بوقفها وضرورة التزام جميع الأطراف بقرارات المرحلة الأولى من الاتفاقية السلامية.
كما أدان الأمير الجرائم المرتكبة في السودان، معبراً عن الصدمة الجماعية إزاء الفظائع التي حدثت في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، ومؤكداً موقف قطر الرافض لتلك الأعمال بعد استيلاء قوات الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور الأسبوع الماضي.