الهند ثاني أكبر منتج للجمبري في العالم — الآن باتت مهددة أخبار الحرب التجارية

كولكاتا، الهند — بوذّادِب برهادان، مزارع روبيان في ناندغرام بولاية البنغال الغربية شرقي الهند، خاطر بزراعة دورة ثانية من الروبيان بعد أسابيع قليلة فقط من حصاد الدورة الأولى.

هو بحاجة ماسة للنقد، ولذلك قبل المخاطرة بإمكانية إصابة المحصول بالأمراض، وهي ظاهرة شائعة عندما تُجرَى حصادتان في الحوض نفسه خلال العام الواحد.

أُجبر جزئياً على اتخاذ هذا القرار بفعل تراجع أسعار الروبيان بعد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الهندية، ما أضرّ بالأسواق التصديرية.

«أسعار الروبيان الساقطة تجعلني قلقاً من استرداد استثماري البالغ 300,000 روبية (حوالي 3,380 دولاراً)»، قال ذلك لصحيفة الجزيرة.

الهند هي ثاني أكبر دولة منتجة للروبيان في العالم بعد الإكوادور، ومعظم إنتاجها موجه للتصدير. في السنة المالية المنتهية في مارس 2025 أرسلت الهند ما قيمته 5 مليارات دولار من الروبيان المجمد إلى الأسواق العالمية، وتشكل الولايات المتحدة نحو 48% من مبيعاتها.

تنتج الهند نوعين تجاريين رئيسيين من الروبيان: «النمر الأسود» والـ«فانامي» الأبيض الباسيفيكي (Litopenaeus vannamei). وبلغ إنتاج الهند نحو 1.1 مليون طن — غالبيته من الفانامي مع نحو 5% من النمر الأسود — في السنة المالية المنتهية في مارس 2024، بحسب أحدث البيانات المتاحة.

للفانامي دورتان زراعيتان مميزتان في الهند: من فبراير حتى يونيو، ثم من يوليو حتى أكتوبر، ويُفضّل المزارعون عادةً الامتناع عن الدورة الثانية خشية تفشّي الأمراض. أمّا النمر الأسود فمحصول واحد من مارس حتى أغسطس.

يُزرع الروبيان في ولايات ساحلية عدة منها البنغال الغربية، غوجارات، أوديشا، أندرا براديش، تاميل نادو، غوا، ماهاراشترا، كارناتاكا وكيرالا. وتوفّر الصناعة لقمة عيش نحو 10 ملايين شخص تقريباً، بين مزارعي الروبيان والعاملين في المشاتل ووحدات التصنيع وغيرهم، بحسب مانوغ شارما، المزارع المخضرم.

يقرأ  دعوة للشفاء المجتمعي «لا أحد يعلم كل ما يلزم» في متحف هاغرتي للفنون — كولوسال

منذ إعلان الرسوم في مايو هبطت أسعار المزارع من 300 روبية للكيلوغرام إلى نحو 230 روبية مع محاولات المزارعين عرض المخزون المتاح. ومع أن تكلفة الإنتاج تبلغ حوالي 275 روبية للكيلوغرام، تتزايد الخسائر بوتيرة مقلقة.

ناردو داس، 40 عاماً، مزارع آخر في ناندغرام، حذر من أن المزارعين قد يضطرون إلى «ابتلاع السم» مجازاً إذا ظلّ السوق غير مستقر والأسعار لا تتعافى، مشيراً إلى أن تربية الروبيان نشاط يكلف الكثير من النفقات كالكهرباء وإيجار الأرض والأعلاف وغيرها.

«المزارعيين لا يخاطرون فقط بمدخراتهم، بل يقترضون أيضاً على أمل أرباح كبيرة، لكن الأمراض وانهيار الأسعار يدفعان كثيرين على حافة الفقر»، أوضح.

الرسوم الأمريكية الحالية على الروبيان الهندي تبلغ 58.26%، تشمل رسوماً تعويضية بنسبة 5.77% ورسوماً لمكافحة الإغراق بنسبة 2.49%، ما يهدد فقدان السوق الأمريكية للمصدرين الهنود.

راهول غها، المدير الأول في Crisil Ratings، قال إن الولايات المتحدة وجهة مفضلة لمصدري الروبيان بسبب سهولة الوصول إلى السوق ونموّ الطلب وهوامش الربح الأعلى وتكرار عقود الشراء، وأن رفع الرسوم سيثني المستثمرين عن دعم تربية الروبيان التي تحتاج إلى تكاليف مبدئية كإيجار الأرض والذراري والأعلاف.

الهند تستورد قطع أم الروبيان (brood stock) عبر رحلات مستأجرة من الولايات المتحدة لتربية الذراري، لكن ثمة حالات تم فيها استقدام أنواع ذات جودة منخفضة أو غير ملائمة للبيئة الهندية، مما أدى إلى أمراض واضطرار مصادرة المحاصيل التالفة.

«نطالب الحكومة بتربية الروبيان باستخدام قطع أم محلية للحصول على ذراري عالية الجودة تتكيّف مع ظروفنا»، قال آي بي آر موهان راجو، رئيس اتحاد مزارعي الروبيان في الهند.

تأثرت المشاتل أيضاً؛ فالهند تمتلك نحو 550 مشتلًا خاصاً تعتمد في رزقها على مزارعي الروبيان. ومع تراجع الأسعار توقّف بعض المزارعين عن شراء الذراري، وأغلق نحو نصف المشاتل أعمالها بالفعل، وفقاً لرافيد كومار يللانكي، رئيس اتحاد مشاتل الروبيان الهندي.

يقرأ  عمال التوصيل في واشنطن العاصمة: مختبئون من مصلحة الهجرة والجمارك الأمريكية

«لا شك أن الرسوم الأمريكية بدأت تؤثر بقوة على المشاتل، والكثير منها أوقف الإنتاج»، قال يللانكي، موضحاً أن المشاتل تنتج حوالى 80 مليار ذرية سنوياً، وقد ضخت ما بين 7 إلى 8 مليارات ذرية خلال الأربعة أشهر الماضية دون طلب من المزارعين، لأن مدة صلاحية الذرية لا تتجاوز ثلاثة إلى أربعة أيام.

وأضاف أن الخسائر ستكون جسيمة لأصحاب المشاتل إذا لم تعود الأوضاع إلى طبيعتها قريباً.

منافسة الإكوادور تشكل عبئاً إضافياً؛ فالقرب الجغرافي من الولايات المتحدة يجعل الروبيان الإكوادوري أكثر قدرة على تلبية الطلب الأمريكي وبسعر أقل، لأن الفانامي specie محلية لديهم، كما أن الرسوم المفروضة عليها تبلغ نحو 15% فقط، أقل بكثير من الرسوم المفروضة على الهند.

خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 صدّرت الإكوادور 1,038,208 طناً مترياً من الروبيان إلى الولايات المتحدة بزيادة 14% على أساس سنوي، وبقيمة إجمالية بلغت 5.51 مليار دولار، بارتفاع 23% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.

الخبراء يعتقدون أن الرسوم الأمريكية ستدفع المصدرين الهنود إلى التنافس فيما بينهم للاتجاه إلى أسواق بديلة. ويقترح بعضهم أن يركز النشاط التجاري والهندسة السوقية على سوق داخلي مهمَل في الغالب، فالطلب المحلي لا يزال مجالاً ذو إمكانات كبيرة إذا ما استغله المصدرون بطريقة منهجية ومدروسة. هكذاا You didn’t include any text to rewrite and translate. Please paste the text you want translated.

أضف تعليق