دانا عوارتاني تمثل المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية ٢٠٢٦

دانا عوارتاني تمثل المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية 2026

ستعرض الفنانة ذات الأصول الفلسطينية-السعودية دانا عوارتاني جناح المملكة في بينالي البندقية عام 2026، بإشراف أنطونيا كارفر، مديرة مؤسسة Art Jameel، وبمساعدة حفصة الخضيري.

تُعد عوارتاني اسماً بارزاً في دوائر البيناليات الدولية خلال السنوات الأخيرة، وقد نالت إشادات واسعة عن تفسيراتها المادية للصراع في الشرق الأوسط. ينبع عملها من تراث الحرف والثقافة السعودية، وتتعاون بانتظام مع الحرفيي المحليين أو الحرفيين النازحين.

ولدت وعاشت في جدة لأم سعودية وأب فلسطيني، وحصلت على شهادة البكالوريوس من كلية سنترال سينت مارتينز في لندن. تأثر إنتاجها بشكل أعمق بتدريبها لاحقاً في الهندسة الإسلامية في مدرسة الأمير للفنون التقليدية، وبالتنوير والزخرفة في تركيا، حيث أكملت فترة تدريب تقليدية في هذه الحرفة التي تمتد لقرون.

مقالات ذات صلة

حازت عوارتاني إشادة متكررة على تجسيدها المادي لآثار النزاع في المنطقة. تستمد ممارستها الفنية من إرث الحرف السعودية والموروث الثقافي، وغالباً بالتعاون مع حرفيين محليين أو مهنيين مشردين. وعلى الرغم من دراستها في سنترال سينت مارتينز، فإن تجربتها المهنية تشكَّلت أكثر عبر تدريبها المتخصص في الهندسة الإسلامية وفنون التذهيب والزخرفة المرتبطة بالتدريب المهني التقليدي.

تنتج أعمالها انعكاسات أنيقة، وغالباً ما تكون رثائية، على الذكريات المادية وغير المادية التي تواصل الحضور عبر الشرق الأوسط ومنتشرّيها، على الرغم من أسوأ نوايا العالم الخارجي.

تجاوبت أعمالها الحديثة مع أضرار وتدمير مواقع التراث. في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024 قدّمت أقمشة حرير مصبوغة رقيقة مقطوعة بعناية ثم مخيطة وترقيعها؛ بدت اللحامات المعاد نسجها كأنها جروح رصاص تُشفى، أو خريطة طوبوغرافية للبقاء.

اتخذ مشروعها في الدورة الخامسة عشرة من بينالي الشارقة شكلاً مختلفاً: أرشيف من نقوش حجرية مُعادة إنتاجها كانت تزيّن أصلاً معالم في سورية تعرضت للضرر خلال ربيع العرب. المشروع بعنوان “حين يستقر غبار الصراع” (2023) أُنتج بالتعاون مع مؤسسة Turquoise Mountain، برنامج حرفي تقليدي مقره الأردن يوظف ويؤهل اللاجئين السوريين. وفي سياق مماثل، اشتمل بينالي الدرعية للفنون الإسلامية على عمل بعنوان “واقف على الأطلال” (2025)، عملت فيه عوارتاني مع صانعي الطوب الطيني التقليدي في السعودية لإعادة إنتاج نمط بلاط جامع حلب الكبير الذي تضرر أثناء الحرب السورية.

يقرأ  بَصَمَاتُ الجَسَدِ: الوَشْمُ في الفَنِّ المُعاصِرِ

للفريق القيادي للجناح حضور بارز في السعودية ومنطقة الخليج. تقود كارفر مؤسسة Art Jameel الخيرية التي تشرف على حَيّ جميل في جدة ومركز جميل للفنون في دبي، وهما مؤسستان معاصرتان لعبتا دوراً محورياً في ربط الفنانين الإقليميين بالجمهور الدولي. تسهّل الخضيري تكليفات الفن المعاصر في العلا، المنطقة الصحراوية شمال غرب المملكة والمحور الرئيس لمبادراتها الثقافية، كما تعمل في مشاريع استقصائية وتنظيمية.

قالت كارفر لصحيفة Art Newspaper: «عمل دانا يكشف كل الخامات والدلالات والهشاشة الكامنة في المواد العضوية التي تستخدمها، ومن ثم ينتقل من ذلك إلى الكلِّ الأوسع لتراثنا الثقافي المشترك. في عالم الفن يُنتَج الفن المعاصر في الوقت نفسه الذي يحصل فيه تدمير ثقافي؛ لذا من المهم جداً أن نمثل هذا الإحساس بالانهيار بين القديم والمعاصر في بينالي البندقية.»

ينظم جناح السعودية لجنة الفنون البصرية، وهي جهة تابعة لوزارة الثقافة السعودية. وتمثل هذه المشاركة الجناح الفني الرابع للمملكة في مساحتها الدائمة الجديدة في الارسنال.

أضف تعليق