الأطراف الشبحية لوحات سارة سلاپي المملوءة بأجزاء الجسد: صاخبة — فاتنة — عنيفة

بعيدًا عن صورها المميزة واستكشافاتها الموضوعية، تبرز لدى سلاپي مهارات تقنية استثنائية تمنح عناصر أعمالها جودة تكاد تكون فوتوغرافية. لوحاتها تحمل ملامح قابلة للتعرّف وإحساسًا فريدًا في الوقت نفسه؛ صورٌ تجذب البصر وتوقظ إحساسًا فوريًا لدى المشاهد. إن زواج الإحساس بما يختبره المرء من حقيقة المظهر الخارجي هو مفهوم أتعبت سلاپي التفكير فيه طويلاً. «غالبًا ما يكون شعور التواجد داخل جسد ما منفصلاً عن مظهره الموضوعي الفعلي»، تقول. «ذلك التباين بين أنماط الطلاء المختلفة يبرز واقعين متنافسين».

في أعمالها الأخيرة تستعرض سلاپي طقوسًا يومية مثل الحلاقة، الاستحمام، ووضع أحمر الشفاه. هذه الأفعال غريزية لكثيرٍ منا، احياناً، لكن ماذا لو اعتبرناها جزءًا من كل أوسع؟ تبدو لوحاتها وكأنها تُجادل بأن هذه الأعمال، مهما بدت تافهة، لا يمكن عزلها عن أبعادها الاجتماعية والثقافية. الحلاقة، على سبيل المثال، «شخصية وسياسية وجنسية، وإذا جرحت نفسك بشدة فقد تصبح طبية»، كما تشرح. «لكنها حدث هادئ إلى حد أنها تُدرج ببساطة ضمن طقوس النساء الروتينية».

توقظ أعمالها جمهورها على مدى التبلد الذي أصابنا تجاه هذه الطقوس. إن شقّت بشرتنا بطعنة أثناء الحلاقة، هل نضطر للتفكير في الأمر؟ وماذا لو كان هناك من يقصّد أن يؤذينا بشفرة؟ ثمة ألم مرتبط بشد الحواجب بالملقط، وبالنتف والشمع وحتى بحقن خطوط دقيقة. نأخذ المقص والملقط وشرائح الشمع الساخنة ونتعامل مع أجسادنا من دون تدبر، مهاجمين بشكل منهجي ما يُقال لنا إنه غير أنيق أو غير مؤنث. ما يبقى بعد الألم هو نسخة واحدة وموحَّدة من «المرأة». في تصويرها لعناصر تشريحية تبدو منفصلة عن جسدٍ فعلي، تذكّرنا سلاپي بمدى انفصالنا عن ذواتنا الحقيقية مع كل محاولة لترويض الطبيعي. نحن ممارسون راغبون وضحايا غير راغبين في هذه الممارسة الثقافية. «العيش داخل جسد إنساني ملآن بالحنان والعنف معًا»، تشرح سلاپي، «الخلايا تُدمر وتجدد باستمرار. هيكلنا العظمي درع واقٍ لكنه ثقافيًا رمز قوي للموت والانحلال. الجسد ي encapsulate هذا التناقض تمامًا.» الثمن البشري للعناية بالذات — وبمعنى ما، ثمن تشويه إنسانيتنا — باهظ. الشعار القديم «الجمال ألم» لم يعد يناسب أكثر من أي وقت مضى.

يقرأ  احتجاج نشطاء ضد عرض الألعاب النارية في مركز بومبيدو

لكن أعمالها لا تختزل إلى طبقة واحدة. دلالاتها متشابكة كما التكوينات نفسها، تتحدى المشاهد باستمرار للحفر أعمق. «أقضي ساعات لا تُحصى مع كل لوحة»، تقول سلاپي، «لذلك ثمة أكثر من شعور أو تفسير مرتب لكل قطعة». بخلاف الجسد، تفيض لوحاتها بصور تقليدية للأنوثة: أقراط لامعة، فيونكات محبوكّة بإحكام، أظافر مصبوغة، وضفائر. إشارات أنثوية أكثر دقة تظهر في خلفيات مطلية بنقوش مربعات، أزهار الأقحوان، ودرجات الوردي الشاحب. ومع كل لمحة من النعومة الأنثوية، يوازيها عنف مقابِل: أحمر الشفاه يتحول إلى دماء، الأقراط تخترق الجلد، الأظافر تخدش، والأشرطة تقيد. تجسّد صور سلاپي صراع العنف والليونة الذي يقيم داخلنا جميعًا. «أفكر كثيرًا في الأنوثة والعنف وكيف أنهما متشابكان أو ربما وجهان لشيء واحد»، تقول. «كمفهوم، يمكن أن تكون الأنوثة ماكرة ومقززة، وهذا ما أجده ساحرًا للغاية».

أضف تعليق