تايلاند تسلّم صاحب «مدينة الاحتيال» في ميانمار إلى الصين

كو إيو وجوناثان هيد — مراسلا منطقة جنوب شرق آسيا

شاهد: داخل شوي كوكو، المدينة الجديدة المبنية على الاحتيال

يُسلم شيه تشي جيانغ، مواطن صيني متهم بتشييد إمبراطورية مقامرة غير قانونية في جنوب شرق آسيا، إلى السلطات الصينية بعد سنوات من المعارك القضائية. كان محتجزاً في تايلاند منذ 2022، بعدما اعتقلته الشرطة التايلاندية استجابةً لطلب صيني الى الإنتربول. تتهمه بكين بإدارة شبكات قمار إلكترونية غير مشروعة، وفي هذا الأسبوع أيدت محكمة تايلاندية قرار تسليمه؛ ووصل إلى مطار بانكوك يوم الأربعاء، مرفوقاً بمسؤولين أمنيين.

يأتي تسليمه قبيل زيارة تاريخية لملك تايلاند إلى بكين — أول زيارة دولة يضفيها ملك تايلاندي حاكم على الصين، وهو مؤشر على تعمق العلاقات بين البلدين.

بعد معركة قانونية دامت أكثر من ثلاث سنوات، تُسلم السلطات شيه تشي جيانغ أخيراً للصين. يُعدّ واحداً من أبرز الأسماء المرتبطة بمراكز الاحتيال الإلكتروني الواسعة في جنوب شرق آسيا، التي احتجزت آلاف المواطنين الصينيين وأدّت إلى حملة قمع واسعة من قِبل بكين.

من أشهر مشاريعه مدينة شوي كوكو في ميانمار قرب الحدود مع تايلاند. تُعرض المدينة في مقاطع ترويجية كمنتجع للسياح الصينيين، لكن مبانيها البراقة يُزعم أنها تؤوي عمليات احتيال وغسيل الاموال والاتجار بالبشر. خلال زيارة أجرتها بي بي سي للمدينة في وقت سابق من هذا العام، رُصد عدد ضئيل من الزوار الأجانب، وأفاد السكان المحليون بأن أعمال الاحتيال ما تزال مستمرة.

فرضت المملكة المتحدة والولايات المتحدة عقوبات على شيه وشركته «ياتاي» لصلتهما بانتهاكات حقوقية متعلقة بمزارع الاحتيال التي طوّراها. وفي مقابلة مع بي بي سي من داخل السجن في وقت سابق هذا العام، أكد شيه أن شركته «لن تقبل أبداً الاحتيال عبر الاتصالات»، مع اعترافه في الوقت نفسه بأن العناصر المحتالة قد تدخل شوي كوكو لأنها «مفتوحة تماماً أمام أي أحد».

يقرأ  شظايا تُصيب سيارات على طريق سريع في كاليفورنيا خلال احتفال مشاة البحرية الأمريكية

تُتهم مراكز القمار التي أسسها شيه في جنوب شرق آسيا بأنها تؤوي شبكات احتيال وضحايا للاتجار بالبشر.

من هو شيه تشي جيانغ؟
ولد في عام 1982 في قرية فقيرة بمقاطعة هونان في الصين. غادر المدرسة في سن الرابعة عشرة ليتعلم برمجة الحاسوب، وانتقل في أوائل العشرينيات إلى الفلبين حيث انخرط في القمار الإلكتروني، وهو نشاط محظور في الصين. في 2014، أدانته محكمة صينية بتشغيل يانصيب غير قانوني. ومع مرور السنوات وسّع نشاطه ليشمل كمبوديا ودولاً أخرى في المنطقة، ويُذكر أن وزارة الخزانة الأميركية تفيد بأنه يحمل أيضاً جنسية كمبودية وميانمارية.

تُقدِّر الأمم المتحدة أن مئات الآلاف من الأشخاص محاصرون في مراكز الاحتيال المنتشرة في جنوب شرق آسيا؛ يُغرَّر بهم بعروض عمل وهمية ويحتجزون قسرياً، ويُجبرون على الاحتيال على آخرين عبر الإنترنت تحت تهديد عقوبات قاسية. كثير من هؤلاء هم من الجنسيـة الصينية، وهو أمر أزعج بكين، التي كثفت حملات قمعها ضد شبكات الاحتيال هذه، وصدر في الأشهر الأخيرة أحكام بالإعدام بحق عدة أفراد وصفتهم السلطات بأنهم أعضاء في عوائل «مافيا» صينية.

أضف تعليق