أكدت القوات الأمريكية مقتل أربعة أشخاص في ضربات استهدفت قارباً في مياه دولية، في الحادثة التي تُعدّ العشرين من نوعها المبلغ عنها ضد سفن في مياه الكاريبي والمحيط الهادي، فيما أفيد بأن مسؤولين من إدارة الرئيس دونالد ترامب عقدوا لقاءات لبحث خيارات عمليات عسكرية محتملة في فنزويلا.
قالت قيادة القوات الجنوبية الأمريكية في منشور على منصة X إن الضربة التي وقعت يوم الاثنين نُفذت بإذن من وزير الدفاع بيت هيغست، ووصفت القارب بأنه «مهرب مخدرات» من دون تقديم أدلة موثوقة. ونشرت القيادة مقطع فيديو جوي أظهر القارب وهو يجري في مياه الكاريبي قبل أن يُصَاب وينفجر في كرة من النيران.
خبراء حقوق الإنسان والقانون الدولي كرروا تحذيرهم من أن مثل هذه الضربات تُرقى إلى «إعدامات خارج إطار القضاء» حتى لو كان المستهدفون يشتبه في تورطهم بتهريب المخدرات. وذكرت تقارير أن إدارة ترامب أمرت بما لا يقل عن 20 ضربة عسكرية خلال الأشهر الماضية ضد قوارب مشتبه بها في مياه الكاريبي والسواحل الهادية لأمريكا اللاتينية، ما أسفر عن مقتل نحو 80 شخصاً.
وكشفت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤولين لم تُسمّهم أن كبار المسؤولين في إدارة ترامب عقدوا ثلاث اجتماعات داخل البيت الأبيض هذا الأسبوع لمناقشة خيارات قد تشمل تحرّكات عسكرية ضد فنزويلا. وتواكب ذلك توسّع ملحوظ لحضور الجيش الأمريكي في الإقليم، شمل طائرات من طراز F‑35 وسفن حربية وغواصة نووية.
أعلن البنتاغون الأسبوع الماضي وصول مجموعة حاملة الطائرات «جيرالد آر. فورد» إلى الكاريبي، حاملة معها نحو 4,000 بحار وعشرات الطائرات التكتيكية. وبالمجمل، تتواجد الآن حوالي 12,000 بحار ومارينز أمريكيين في المنطقة، وفي الخميس الماضي أطلق وزير الدفاع اسم «عملية الحربة الجنوبية» على الانتشار.
دستور الولايات المتحدة يمنح الكونغرس وحده سلطة إعلان الحرب، لكن ترامب صرح سابقاً بأنه «ليس بالضرورة أن يطلب إعلان حرب» للاستمرار في استهداف أشخاص «يُدخِلون المخدرات إلى بلادنا».
وأظهر استطلاع جديد أجراه تحالف رويترز/إيبسوس أن تصعيد التدخّل العسكري الأمريكي في أمريكا الجنوبية لا يحظى بتأييد شعبي واسع داخل الولايات المتحدة: 29% فقط أبدوا تأييدهم لما وُصف بأنه «إعدامات خارج نطاق القضاء» للمشتبهين، و21% فقط دعموا تدخلًا عسكريًا في فنزويلا.
أدان قادة عدة دول في أمريكا الوسطى والجنوبية الضربات والانتشار العسكري الأمريكي، معتبرين أنه ينتهك إعلان 2014 الذي نصّ على جعل الإقليم «منطقة سلام». وذكرت تصريحات رسمية أن نشر القوات يُعدّ «عمل استفزازي يهدد تقرير مصير شعوبنا». كما انتقد رؤساء دول من بينهم لولا وغوستافو بيترو الضربات الأمريكية.
وفي بثٍ وطني الأسبوع الماضي، قال رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو إن إدارة ترامب «تختلق حرباً أبدية جديدة» في المنطقة، وأضاف أن بلاده، التي تواجه ضغوطاً اقتصادية ناجمة عن عقوبات أمريكية، أعدّت «نشرًا ضخمًا» للقوات تحسُّباً لأي هجوم أمريكي محتمل.