الفاتيكان يعيد 62 قطعة نُهِبت من مجتمعات السكان الأصليين في كندا أخبار حقوق السكان الأصليين

البابا ليو يسلّم 62 قطعة أثرية إلى مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الكندي بعد لقاء ممثليهم
نُشر في 15 نوفمبر 2025

قدّم الفاتكان، في خطوة وصفها بأنها «علامة ملموسة للحوار والاحترام والأخوّة»، 62 قطعة أثرية من تراث الشعوب الأصلية إلى الأساقفة الكاثوليك في كندا، عقب ضغوط متكررة من مجتمعات أصلية طالبت باستعادة التراث الثقافي الذي نُقل خلال الحقبة الاستعمارية.

تمّت عملية التسليم رسمياً يوم السبت خلال لقاء في مدينة الفاتيكان جمع البابا ليو بممثلين عن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الكندي، من بينهم رئيس المؤتمر، الأسقف بيار جودرو. وأكد الأساقفة أنهم سيحولون الاشياء «في أسرع وقت ممكن» إلى المنظمات الوطنية للشعوب الأصلية في كندا، لتتولى هذه المنظمات مسؤولية إعادة القطع إلى مجتمعاتها الأصلية.

أُرسلت هذه القطع إلى روما قبل نحو قرن لعُرضها في معرض كبير عام 1925 أشرفت عليه بابوية بيوس الحادي عشر، التي سعت إلى إبراز انتشار البعثات الكاثوليكية والثقافات التي التقتها. فيما بعد، ضمت العديد من هذه القطع إلى متحف الإثنولوجيا التبشيري ثم اندمجت ضمن متاحف الفاتيكان في سبعينيات القرن العشرين. ويصر الفاتيكان على أن القطع كانت «هدايا» لبيوس الحادي عشر، غير أن مجموعات أصلية ومؤرخين شككوا طويلاً في هذه الرواية، مؤكدين أن مثل هذه «التبرعات» لا يمكن اعتبارها طوعية في زمن كان للمبشرين الكاثوليك فيه نفوذ هائل على حياة الشعوب الأصلية.

«الإبادة الثقافية»

خلال تلك الفترة، ساهمت بعض الطوائف الدينية الكاثوليكية في تنفيذ سياسة الحكومة الكندية الهادفة إلى محو تقاليد الشعوب الأصلية وفرض الاندماج القسري، وهو ما وصفتّه لجنة الحقيقة والمصالحة في كندا بأنه «إبادة ثقافية». وشملت هذه السياسات مصادرة عناصر تُستخدم في طقوس روحية وتقاليدية، مثل حظر الاحتفالات (البوتلاتش) عام 1885، وانتهت بعض تلك القطع في متاحف بكندا والولايات المتحدة وأوروبا وكذلك مجموعات خاصة.

يقرأ  اللجنة الاستشارية الأمريكية للقاحات: لم تعد توصي بتطعيم البالغين ضد كوفيد-19

تزايد الزخم نحو إعادة هذه القطع بعد لقاء البابا فرانسيس مع وفود من الشعوب الأصلية عام 2022 واعتذاره التاريخي عن دور الكنيسة في مدارس الإقامة. خلال تلك الزيارة اطلع القادة الأصليون على عدد من القطع في مجموعات الفاتيكان، من بينها أحزمة وومبم، قارب كاياك إنويت، أقنعة وأسلحة، وطلبوا إعادتها. وأعرب فرانسيس لاحقاً عن تأييده لإرجاع مثل هذه القطع «حيث يستلزم ذلك القيام بمبادرة».

تشكل عملية التسليم هذه إشارة مرور إلى مرور قرن على المعرض الذي نقل القطع إلى روما عام 1925. ووصفت بيان مشترك بين الفاتيكان والأساقفة الكنديين النقل بأنه «عمل من أعمال المشاركة الكنسية»، مؤكداً التزام قيادة الكنيسة في كندا بضمان حفظ القطع واحترامها وصونها إلى أن تُعاد إلى أوصيائها الشرعيين.

أضف تعليق