زيلينسكي: على خطة ترامب لأوكرانيا أن تضمن «سلاماً حقيقياً يليق بالكرامة» أخبار الحرب الروسية الأوكرانية

الرئيس الأوكراني يعمل على مقترح أمريكي لإنهاء الحرب

قال فولوديمير زيلينسكي إنه يضع اللمسات على مقترح أعدته الولايات المتحدة لوقف الحرب مع روسيا، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأميركية على كييف وتستمر الهجمات الروسية على الجبهات بعد نحو أربع سنوات من الصراع.

أضاف زيلينسكي أنه ناقش خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، مؤكداً أن الأطراف تواصل التنسيق المكثف لضمان أخذ المواقف المبدئية بعين الاعتبار، وأن الفرق الفنية ستعمل معاً على المستويات المختصة لتحديد الخطوات التالية.

«نعمل على الوثيقة التي أعدّها الجانب الأميركي. يجب أن تكون خطة تُنهي الحرب بكرامة حقيقية»، هكذا كتب زيلينسكي على منصة التواصل، معبّراً عن امتنانه للدعم المبدئي الذي أبداه قادة الدول المشاركة في الاتصال.

تقارير إعلامية قالت إن مقترح ترامب المؤلف من 28 نقطة يتضمن تلبية العديد من مطالب روسيا الأساسية وسردها للحرب، من بينها تنازل أوكرانيا عن مساحات إضافية، تقليص قدراتها العسكرية، ومنع انضمامها إلى حلف الناتو. وفي المقابل، يقترح المقترح رفع العقوبات عن موسكو وإعادتها إلى مجموعة الدول السبع موسّعة إلى ثمانية بعد طردها إثر ضم القرم عام 2014، بحسب وكالة الأنباء.

رويترز نقلاً عن مصدرين مطلعين أفاد بأن إدارة ترامب لوحت بقطع تبادل المعلومات الاستخباراتية وإمدادات الأسلحة عن كييف للضغط عليها لقبول الإطار المقترح، وأن واشنطن تريد توقيع «إطار الاتفاق» قبل الموعد المحدد الأسبوع المقبل، ما وضع أوكرانيا تحت أقوى ضغط أميركي شهدته أي محادثات سابقة.

في المقابل، حثّ الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا — الذين لم تُسأل آراءهم حول المقترح الأميركي — على حماية «المصالح الأوروبية والأوكرانية الحيوية»، فيما شددت رؤى بروكسل على أن إنهاء الحرب يجب أن يحترم الحقوق القانونية لأوكرانيا وأن أي شروط تتعلق بتسليم الأراضي أو السيادة لا يمكن أن تُفرض قانونياً على دولة تعرضت للغزو.

يقرأ  قادة الاتحاد الأوروبي يقرون خطة لضمان قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها من هجوم خارجي بحلول ٢٠٣٠

موقع الصراع الميداني ظل حافلاً بالأحداث: خسائر مدنية جراء غارة صاروخية روسية على مدينة تيرنوبل بغرب أوكرانيا أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصاً وإصابة 94 آخرين بينهم 18 طفلاً، بعد استهداف مجمّع سكني. وفي الجبهة الشرقية، أفاد الكرملين بأن نحو 5000 جندي أوكراني محاصرون على الضفة الشرقية لنهر أوسكيل في إقليم خاركيف، بينما لم تصدر قيادة الجيش الأوكراني تعليقاً فورياً على هذه الأرقام.

كما تتواصل محاولات القوات الروسية التقدم نحو مدينتي بوكروفسك وميرنوهـراد في الشرق، مع اشتداد المعارك هناك، وفي زابوريجيا جنوب البلاد ضرب قصف روسي المدينة مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين، فيما تواصل روسيا إحراز مكاسب إقليمية في تلك المنطقة الاستراتيجية المطلة على نهر دنيبرو.

من جهته قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن التقدّم الميداني الروسي ينبغي أن يقنع زيلينسكي بأن «من الأفضل التفاوض الآن بدلاً من التأخير»، مضيفاً أن مساحة القرار لدى القيادة الأوكرانية «تتقلّص مع فقدان الأراضي».

في خضم ذلك، كرّس القادة الأوروبيون — ماكرون وميرتس وستارمر — دعمهم لجهود واشنطن لإنهاء الحرب، لكنهم أكّدوا في الوقت نفسه «دعمهم الثابت والكامل لأوكرانيا في سبيل تحقيق سلام دائم وعادل»، مع تشديدهم على ضرورة أن تُصاغ أي تسوية بما يضمن الأمن والمصالح القانونية لأوكرانيا وأوروبا على حد سواء.

القضيه تبقى حسّاسة ومعقّدة، والجهود الدبلوماسية مستمرة بينما تستمر المواجهات على الأرض وتُلقي بظلالها على فرص التوصل إلى حل تفاوضي قابل للاستمرار.

أضف تعليق