ملاحظة المحرر: نُشِر هذا التقرير أصلاً في النشرة الإخبارية «On Balance» التابعة لمجلة ARTnews والمتخصّصة بسوق الفن وما يتجاوزه. اشترك للحصول عليها كل يوم أربعاء.
معهد سوذبيز للفنون، مدرسة عليا ربحية لها فروع في لندن ونيويورك، خاضع منذ ما يقارب العامين لعقوبة مالية من وزارة التعليم الأمريكية تُعدّ من أشدّ العقوبات، وفق سجلات عامة لم تُبلَّغ من قبل وسائل الإعلام.
منذ ديسمبر 2023، وُضِع المعهد تحت تصنيف «مراقبة نقدية مُشدّدة 2» (HCM2)، وهو تصنيف تستعمله وزارة التعليم عند الاشتباه بوجود مشاكل مالية أو عدم التزام ملحوظ بسياسات الامتثال. أقل من خمسين مؤسسة تعليمية في البلاد تحمل هذا التصنيف حالياً، ومعظمها مؤسسات دينية صغيرة أو مدارس تجميل. بمقتضى HCM2، يُمنع المعهد من تلقي مساعدات مالية فدرالية مقدماً ويجب أن يمول نفقاته مؤقتاً من موارده الخاصة ثم يقدّم طلب تعويض. الغرض من هذا التصنيف تنبيه الطلبة المحتملين والحاليين لإمكانية تعرض المؤسسة لخطر الإغلاق.
تأسّس المعهد عام 1969 بادرته دار المزاد التي تحمل الاسم نفسه لتدريب الطلبة على أعمال سوق الفن. يمنح البرنامج درجات ماجستير وبرامج شهادات؛ الكثير من الخريجين يلتحقون بدور مزاد أو بشركات متخصصة بالسوق أو يعملون كمستشارين فنيين مستقلين. منذ 2005، أصبح المعهد مملوكاً لشركة استثمارية مقرها ماريلاند تُدعى Cambridge Information Group (كامبردج)، وظل يحتفظ باسم «سوذبيز» بموجب اتفاقية ترخيص. تُديره حالياً شركة BrandEd، التابعة لِـ CIG، وقد نال اعتماداً لمنح الدرجات في نيويورك منذ 2016، وفي لندن يتم ذلك عبر شراكة مع جامعة مانشستر.
يبدو أن تصنيف HCM2 يعكس مشاكل مالية أعمق داخل المعهد. ففي إفصاح منفصل صدر في ديسمبر ورصد أوضاع المؤسسات للسنوات المالية 2022 و2023، خلصت مراجعة وزارة التعليم إلى أن المعهد انخفض إلى ما دون الحد الأدنى من متطلبات «المسؤولية المالية».
بدت أيضاً إشارات تحذّرية في المملكة المتحدة، حيث يعمل فرع لندن. في التقرير السنوي للمعهد لعام 2024 المودَع لدى «Companies House» — الجهة الحكومية البريطانية المعنية بالإفصاحات المالية للشركات — كتب المراجعون المستقلون أن القوائم المالية «تثير شكوكاً جوهرية وقد توحي بوجود شكوك كبيرة حول قدرة الشركة على الاستمرار كمؤسسة قائمة».
كما أظهرت القوائم المالية صعوبات في تحقيق ربحية وتقليص الخسائر المتراكمة. في 2019 حقق المعهد إيرادات بقيمة 8.1 مليون جنيه إسترليني مقابل تكاليف بلغت 8.3 مليون. ارتفعت الإيرادات إلى 9 ملايين جنيه في 2023، لكن التكاليف صعدت إلى 9.35 مليون. وفي تلك السنة سجل المعهد خسائر متراكمة بقيمة 4.7 مليون جنيه، وهو رقم يعود إلى الاستثمارات التي قامت بها CIG عند استحواذها على المعهد في 2005. وبحسب البيان المالي الأحدث للسنة المالية 2024، تقلّصت الخسائر المتراكمة بشكل طفيف إلى 4.36 مليون جنيه.
خلال السنوات الأخيرة كثُفت العيون الرقابية من باحثين صحفيين ومتخصصين في الشأن المالي على استدامة المدارس الربحية. في 2023 أغلقت شبكة «Art Institutes» — مكوّنة من ثماني كليات ربحية خاصة في الولايات المتحدة — بشكل مفاجئ بعد عقد من عدم اليقين المالي وتغيّر الملكية وتراجع أعداد الملتحقين. ووجدت دراسة حديثة نُشرت عن طريق مكتب البحوث الاقتصادية الوطني أن نحو 40% من المدارس الربحية ذات البرنامج الثاني-سنتين التي تأسست في منتصف التسعينات قد أغلقت بحلول 2023.
في بيان لمجلة ARTnews، اعترفت لاريسا ترينور، مستشارة CIG، بوضع المعهد تحت HCM2 لكنها قللت من شأن القلق، قائلة إن الشركة مستمرة في الاستثمار بالمعهد وتعمل على استعادة وضعه لدى وزارة التعليم. وأضافت أن الوضع الفدرالي فُرض بعد فترة من الصعوبات خلال الجائحة، وأن 10% فقط من الطلبة المسجلين في المعهد يستخدمون مساعدة فدرالية، وأن تصنيف HCM2 لم يؤثر على قدرتهم على الحصول عليها.
«ليست لدينا مخاوف بشأن قابلية برامجنا العليا للاستمرار»، قالت ترينور.
مع ذلك، في إفصاح المعهد بالمملكة المتحدة لعام 2023 ذكرت CIG أنها تضع نموذج أعمال المعهد تحت «مراجعة نقدية».
براندون بوستيد، الرئيس التنفيذي لشركة BrandEd، قال لمجلة ARTnews إن قرار الشروع في المراجعة نابع من حاجة لفهم سبب هبوط أعداد الملتحقين إلى أدنى مستوى لها في 2021. وأوضح أن برامج التعليم «الانغماسي» — التي تتيح للطلبة الوصول إلى صناعات مغلقة مثل الفن والسلع الفاخرة — تظل محور تركيز الشركة.
بوستيد، الذي يتولّى إدارة BrandEd منذ 2023، أضاف أنه لا توجد خطة لإغلاق المعهد وأن CIG تنوي تشغيله على مدى غير محدد.
من جانبها تقول SIA إن تسجيل الطلبة انتعش. بعد أن تراجع عدد طلاب الماجستير إلى 191 طالباً في 2021، سجّل المعهد 261 طالباً للعام الأكاديمي 2024–2025 — نمواً بحوالي 2.5% سنوياً. هذا المعدل يقارب ما أشارت إليه دراسة وطنية حديثة بشأن تسجيل طلبة الدراسات العليا التي ذكرت نمواً نسبته 3.1% للمؤسسات العامة و2.6% للمؤسسات غير الربحية الخاصة. ومع ذلك قد يكون المعهد وصل إلى حدّه الأقصى: ففي 2013 أفاد المعهد بأنه منح 300 شهادة ماجستير في ذلك العام وحده.
في أبريل جدّدَت براندإيد عقد الإيجار الحالي للمساحة البالغة 19,000 قدم مربع في ميدتاون مانهاتن لعشر سنوات إضافية. لكن مع تراجع سوق الفن على مدى ممتد، يبقى التساؤل مشروعاً حول مستقبل المدارس المهنية مثل SIA.
جوان كيستن، مستشارة ومقيمة فنية قامت بتدريس دورات في SIA وجامعة نيويورك، قالت لمجلة ARTnews إن الطلب على الشهادات المهنية المرتبطة بسوق الفن قاده في الغالب فهم قيمة ظاهرية أكثر من قيمة فعلية. وأضافت أن تدهور مثل هذه البرامج أصبح واضحاً أكثر في العقد الماضي: في 2014 أوقفت جامعة نيويورك برنامج شهادة التقييم، وفي 2020 أنهت Christie’s Education برامج الماجستير بعد 42 عاماً وأصبحت الآن تقدم دورات قصيرة أو عبر الإنترنت فقط.
في 2011 أغلق المعهد بهدوء فرعه في سنغافورة، الذي افتتح عام 2007، بعد أن قرّر المعهد أنه غير «قابل تجارياً» بسبب انخفاض التسجيل عن المتوقع وصعوبات الوفاء بمعايير التعليم العالي الصارمة في البلد، وفق تدقيق بريطاني مستقل من ذلك العام.
SIA ليست المدرسة المرموقة الأولى التي تُدرَج تحت تصنيف HCM2. ففي 2018 وُضِعت جامعة هاورد على HCM2 بعد فضيحة في مكتب المساعدات المالية لديها. وللخروج من القائمة اضطرّت الجامعة إلى إجراء إعادة هيكلة مكلفة لأنظمة المساعدات المالية والمحاسبة. في ذلك الوقت ذكر خبراء أن الخروج من القائمة قد يُشكل ضغطاً مالياً على مؤسسات تعاني أصلاً من ضيق الموارد.
«بعض هذه الكليات قد لا تملك ببساطة الموارد اللازمة لإجراء التغييرات المطلوبة»، قال روبرت كيلشن، أستاذ التعليم العالي في جامعة سيتون هول، مضيفاً: «ببساطة، وُضِعت هذه المؤسسات على القائمة لأنها تفتقر إلى المال، ودخولها القائمة يجعل من الصعب عليها الخروج منها».