اختيار مخيّب للآمال لمَن سيمثل الولاات المتحدة في جناح البلاد في بينالي البندقية 2026 بلغ خاتمته التي تُناسبه: الفنان النحّات ألما ألين، المعروف بأشكاله الانسيابية المجردة، هو من سيُمثّل أمريكا في ذكرى مرور 250 سنة على تأسيسها. الإحباط هنا لا ينبع من رداءة العمل—فهناك خيارات أسوأ—بل من غياب أي خطاب حقيقي عن حالة الأمة الراهنة.
الأمر ليس بالغَغرابة: إدارة الخارجية الأميركية تُسيّر عملية الترشيح، فلا يمكن توقّع جناح ينتقد بقسوة قمع المهاجرين أو العنصرية المتفشية أو رهاب المتحولين جنسيًا أو سياسات اقتصادية انعزالية أو تكميم أصوات الفن والصحافة، أو حتى ظواهر سياسية تُوصَف بالفاشية. تقليدياً اتّسم جناح الولايات المتحدة بمعروضات «بصرياً» غير مستفزة، والهيئة غير الربحية الجديدة المكلّفة بتمويل الجناح — American Arts Conservancy — تبدو مشحونة بتحالفات مع مقربين من ترامب.
لكن، إذا نظرنا إلى أجنحة سابقة، يتجلّى أحياناً — وإن لم يكن دائماً بصورة صريحة — نقد رمزي لِمَثُل أميركا. في 2022 غطّت سيمون لي واجهة جناحها بالقش، مادة تشبه التي زُيّنت بها أجنحة الدول الأفريقية في معرض باريس الاستعماري عام 1931، حيث عُرِضت مقتنيات القارة أمام جمهور أوروبي برجوازي؛ كانت تضع الولايات المتحدة ضمن سياق أطول من الاستعمار والإمبراطورية المستمرة آثارها حتى اليوم. في 2019 تناول مارتن بوريار إرث العبودية بعناصر مثل A Column for Sally Hemings، تكريماً لامرأة كانت مُملوكة في مزرعة توماس جيفرسون وقد تكون أنجبت بعض أولاده؛ من اللافت أن مونتيسيلو — مزرعة جيفرسون — بُنيت بطراز نيوقرطي مثل هيئة جناح الولايات المتحدة، وعرض بوريار في ظل إدارة ترامب الأولى، ما يجعل تكرار ذلك في ظل إدارة ثانية من نفس النوع أمراً بالغا الصعوبة.
المشروعات المذكورة تتعامل مع ما يرمز إليه الجناح الأميركي في أرفع معرض فني عالمي. هذا ليس استثناءً: فرنسا في 2019 حفرت نفقاً بين جناحها والجناح البريطاني في إشارة واضحة إلى البريكست، وألمانيا تعرف عن نفسها اختيار فنانين قادرين على التامل في تاريخ مبنى جناحها ذي البُعد النازي؛ في 2024 وضع إرسن مونتاج تلة ترابية أمام المبنى كعمل يُخاطب تاريخاً قبيحاً ويرمِيه ويتغطّيه في آن واحد.
هل سيتبنّى ألين مواجهة مماثلة للأجزاء القبيحة من التاريخ الأميركي؟ تفاصيل جناحه لا تزال غير معلنة، لكن من غير المرجّح أن تحتوي الأعمال على استفزاز جريء من هذا النوع. منحوتات ألين تأخذ عادة أشكالاً كبّية من الرخام والخشب يصنعها يدوياً وبمساعدة تكنولوجيا رقمية؛ هو نفسه قال في مقابلة عند ظهوره في بينالي ويتني 2014 إنه «قد يكون النحات الوحيد في الولايات المتحدة الذي يملك روبوتاً خاصاً به». روحاً وشكلاً، تحضر في أعماله أصداء من فن كونستانتين برانكوشي، الذي استدعى الطائر من قطعة رخام منحنية في 1928.
ألين لا يتحدّث كثيراً عن محتوى أعماله؛ نصوص المعرض عنه كانت مهادنة، مُمجِّدة لـ«حواسه الماتيريالية والشكلية». (يمكن النقاش في كونها «بلا عيب» عندما توجد صياغات شكلية أفضل.) كثيراً ما يطلق على منحوتاته الأسماء المتعمّدة الالتباس مثل Not Yet Titled؛ وقد أشار إلى رغبته في أن يظهر عمله قديماً جداً رغم مظهره الجديد غالباً. هذا العام عرض لوحات من الأونيكس تشبه أصدافاً وحلقة من البرونز على بارك أفنيو في مانهاتن، وقال لمجلة Elle Decor جملة تكاد تلامس تعريف المحافظة: «لم أفهم أبداً وجود انفصال بين القديم والحديث».
كان يمكن أن يسلك الجناح الأميركي سبيلاً مختلفاً تماماً. في وقت سابق من هذا الشهر أفاد الواشنطن بوست أن روبرت لازاريني اُختير أولاً قبل أن يتفكك مشروعه بسبب «فشل مؤسستين بيروقراطيتين في الانسجام»، وفق وصف الفنان؛ كان مخطط لازاريني يضمّ تمثالاً لجورج واشنطن وعدة أعلام أميركية مُشوّهة بصور رقمية لتبدو كما لو أنّها انحرفت أو تلاطمت بصيغ بصرية مضطربة. وصف جون رافينال، القيّم المقترَح للمشروع، الحاجة إلى «مشروع فني يفعل أكثر من عرض مهارة—عليه أن يحفّز انخراطاً نقدياً مع الرموز والمثُل الأميركية في زمن تغيّر عميق».
إقرار مثل هذه المقترحات من قبل وزارة الخارجية كان دليلاً على أن ثمّة سبيل لملاءمة مشروع نقدي ضمن متطلّبات المؤسسة. لكن اختيار ألين يوحّي بأن الجناح سيبقى على الغالب مساحة آمنة جمالياً، بدلاً من أن يكون مرآة مناسبة لصراعات وتناقضات الأمة اليوم. كما نقلت فانتي فير خلال الصيف، ألغت إرشادات التقديم هذا العام عبارة «التنوّع» واستبدلتها بملاحظة جديدة تدعو إلى جناح ذي «طابع غير سياسي»، يكون «معبِّراً عن دبلوماسية الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية الأمريكية». (أعمال ألين، على ما يبدو، تفي بهذا المعيار، ويجدر الذكر أنه سيكون أول رجل أبيض يمثل الولايات المتحدة في البندقية منذ عام 2009.) وقال رافينال لـARTnews انه هو ولازاريني «كانا… مهتمين جداً بما إذا كان من الممكن، في ظل الإرشادات المنقَّحة، تقديم مقترح ينال موافقة وزارة الخارجية وفي الوقت نفسه يكون عملاً فنياً معاصراً متأنّياً ودقيقاً… وكنا مسرورين حين تبيّن أن ذلك ممكن».
جناح سيمون لي في بينالي البندقية 2022.
من وجهة نظري، لا يرقى لازاريني إلى مستوى من سبقوه كممثّلين للولايات المتحدة في البندقية، أمثال جاسبر جونز، لويز بورجوا، بروس نومان، فيليكس غونزاليس-تورّس، روبرت كوليسكوت، إد روشا، جيفري جيبسون، وروبرت راشنبرغ، الذي أصبح أول أمريكي يفوز بالأسد الذهبي عام 1964 عن أعمال مثل «ضفدع الشجرة»، لوحة جرت فيها طباعة تمثال الحرية بتقنية الشاشة الحريرية. (قد تكون نتيجة راشنبرغ، إن جاز القول، قد شابها تلاعب.) لكن استناداً إلى صور الجناح المقترح للازاريني التي نُشرت في صحيفة البوست، فأنا واثق أن جناحه كان على الأقل سيواكب اللحظة؛ أما جناح ألين، فكما يبدو، فلن يفعل ذلك.