الولايات المتحدة أعلنت عن فرض قيود على التأشيرات تستهدف مسؤولاً حكومياً من هايتي لم تُصرَّح باسمه، بدعوى علاقاته بمجموعة من العصابات المحلية.
بعد ذلك، برز اسم واحد على الساحة وتقدم قائلاً إنه المقصود: فيتز ألفونس جان، عضو في المجلس الرئاسي الانتقالي في هايتي.
تصريحات جان ودحض الاتهامات
اشار جان لوكالة أسوشيتد برس يوم الثلاثاء بأنه تعرض لقيود على التاشيرات ونفى بشدة صحة اتهامات الحكومة الأمريكية. واتهم كذلك الولايات المتحدة وكندا بممارسة ضغوط على المجلس أثناء مراجعته للمرشحين للانتخابات الوطنية المقررة في العام المقبل.
وقال إن الرسالة التي تلقاها أعضاء المجلس كانت واضحة: “إذا لم نتوقف عن بعض الخطوات، فسنواجه عقوبات وإلغاء تأشيرات”. ولم يصدر رد فوري من الحكومة الأمريكية على اتهامات جان.
إعلان وزارة الخارجية الأمريكية
جاءت تصريحات جان رداً على بيان لوزارة الخارجية الأمريكية صدر في وقت متأخر من ليل الاثنين، أعلن فيه فرض قيود على التأشيرات ضد المسؤول الهاييتي المجهول. وجاء في البيان أن الوزارة تتخذ خطوات لفرض قيود على تأشيرات مسؤول حكومي في هايتي بسبب دعمه لعصابات ومنظمات إجرامية أخرى، وإعاقة جهود الحكومة الهايتية في مكافحة عصابات وُصفت بأنها منظمات إرهابية أجنبية.
وأضاف البيان أن الإجراءات ستمنع دخول هذا المسؤول إلى الولايات المتحدة وستلغي أي تأشيرات سارية بحوزته.
سياسة متشددة تجاه العصابات
اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي سياسات أشد قسوة تجاه العصابات والشبكات الإجرامية في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك هايتي. منذ يناير، قادت الإدارة حملة لتصنيف جماعات إجرامية في المنطقة كـ”منظمات إرهابية أجنبية” في إطار جهود أوسع لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية.
وقد صنفت الإدارة بالفعل عصابات هاييتية مثل “فيف أنسان” و”غراند غريف” كمنظمات إرهابية أجنبية. كما وُجّهت تهم في الولايات المتحدة ضد أحد زعماء العصابات البارزين، جيمي “باربيكيو” شريزيي، بتهمة التآمر في أغسطس، وعُرض مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله. وفي أكتوبر فرضت واشنطن عقوبات على زعيم عصابة وضابط شرطة سابق مرتبط بعصابة فيف أنسان.
آثار العنف والعصابات
يعد انتشار العنف العصابي مصدر قلق بالغ في هايتي؛ إذ تُقدَّر سيطرة العصابات على نحو 90% من العاصمة بورت أو برانس. ولاحظت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى خلال العام الحالي توسع نشاط العصابات إلى مناطق كانت أقل تضرراً سابقاً، ومنها محافظتا السانترو وأرتيبونيت في الغرب.
ونجم عن ذلك أزمة إنسانية واسعة في إحدى أفقر دول نصف الكرة الغربي. ففي أكتوبر، وجد مكتب المنظمة الدولية للهجرة أن 1.4 مليون هايتي قد نزحوا عن منازلهم، وهو رقم قياسي. كما قفز عدد القتلى إلى أكثر من 5,600 العام الماضي، بارتفاع يقارب ألف عن العام 2023. وتقدّر الأمم المتحدة أن 1,617 شخصاً قُتلوا و580 جُرحوا بين أبريل ويونيو من هذا العام.
الاضطراب السياسي
يربط الخبراء انتشار العصابات بضعف واستمرار الاضطراب في مؤسسات الدولة الهايتية. ففي 2021 اغتيل الرئيس جوفينيل مويس في منزله، ولم يخلفه رئيس منتخب منذ ذلك الحين. وتأجلت الانتخابات الوطنية التي كان من المقرر إجراؤها في 2019 مراراً، ما عمّق فقدان الثقة العامة في الحكومة. وانتهت ولايات آخر المسؤولين المنتخبين ديمقراطياً في 2023، الأمر الذي ترك البلاد بلا ممثلين منتخبين في السلطة التشريعية.
تتابعت بعد ذلك قضايا الفساد وفقدان الشرعية، مما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء المعين سياسياً آريل هنري في 2024، وتشكيل مجلس رئاسي انتقالي في أبريل من ذلك العام ليعمل كجهة حاكمة مؤقتة حتى انتخاب رئيس جديد أو انتهاء ولايته المقررة في 7 فبراير 2026.
المهام الزمنية والانتقادات
كان من أهداف المجلس الأساسية تحديد جدول للانتخابات الوطنية؛ إذ كان متوقعاً أن يبدأ دورة انتخابية متعددة المراحل في نوفمبر وتمتد حتى فبراير 2026، غير أن تلك المواعيد أرجئت لاحقاً. حالياً حدد المجلس جدولاً مبدئياً لبدء الحملات في مارس وإجراء اقتراعين في أغسطس وديسمبر من العام المقبل، لكن ثمة شكوك حول ما إذا كان أعضاء المجلس سيتنحون فعلاً في فبراير المقبل.
وتعرض عدة أعضاء من المجلس المكون من تسعة مقاعد لاتهامات بالفساد بعد مزاعم بأنهم طالبوا برشاوى. ويواجه المجلس انتقادات داخلية لكون تركيبه — الذي يضم سياسيين وأكاديميين ورجال أعمال — يمثّل في الغالب النخبة الهايتية.
القيادة الحالية ودور جان
يرأس المجلس حالياً لوران سانت-سير، أحد قادة قطاع التأمين، بينما شغل جان منصب الرئيس مؤقتاً بين مارس وأغسطس. جان، الذي شغل سابقاً منصب رئيس الوزراء ورئاسة بنك جمهورية هايتي المركزي، معروف كخبير اقتصادي بارز. وأكد للوكالة أن المجلس سيواصل مكافحة العنف العصابي ونفى ارتكابه أي مخالفات.
وقال جان: “نتمسك بمواقفنا في مكافحة الفساد، واحتكار الدولة من قبل قلة، والمشغلين المتورطين في تهريب المخدرات وتفشي الأسلحة والذخائر.” يبدو أنّك لم تُدرج نصّاً للترجمة؛ هل يمكنك ارسال النصّ المراد إعادة صياغته؟