نظريةُ التعلّم الاجتماعي
الفكرة الأساسية:
المتعلمون يكتسبون سلوكيات واستراتيجيات عبر مراقبة الآخرين وتفسير عواقب تلك السلوكيات، ثم تقويم ما إذا كان من المناسب تقليدها بناءً على النتائج المتوقعة وثقتهم بقدراتهم.
مصطلحات ذات صلة:
السلوكية؛ البنائي الجماعي الاجتماعي؛ النظرية السوسيو‑ثقافية لفيجوتسكي؛ منطقةُ التطور القريبة؛ الإفراج التدريجي عن المسئولية؛ نظريةُ العبء المعرفي؛ حلقات التغذية الراجعة في التعلم.
التعريف:
ترى نظرية التعلّم الاجتماعي، التابعة للبرت باندورا، أنّ التعلّم يمثل عملية تحدث من خلال الملاحضة والاقتداء والتفسير المعرفي للسلوك النموذجي ونتائجه. يولي المتعلّمون انتباهاً انتقائياً للنماذج — المعلمون، الزملاء، أو المصادر الرقمية — يقومون بترميز ما شهدوه ثم يوازنون بين تكاليف وفوائد إعادة إنتاج ذلك السلوك وفقاً للعواقب المتوقعة وإحساسهم بالفعالية الذاتية.
كيفية دمج الرؤى المعرفية والسلوكية:
تدمج النظرية بين المنظورين السلوكي والمعرفي عبر التشديد على كلٍ من المحددات البيئية (التعزيز، الأعراف، الجزاءات) والعمليات الداخلية (الانتباه، الاحتفاظ، الدافعية). بدلاً من النظر إلى التعلّم كنتيجة للتقوية المباشرة فقط، تبرز النظرية أهمية التعلّم بالاقتداء: يمكن للطلاب أن يستوعبوا ما هو مرغوب أو مذموم أو فعّال بمجرد ملاحظة سلوك الآخرين في فضاءات التعلم المشتركة.
ما الذي يبدو عليه التطبيق العملي:
• يقوم المعلم بعرض تفكير بصوتٍ عالٍ، موضحاً خطوات التعليق أو الاستدلال؛ يعيد التلاميذ لاحقاً استخدام نفس اللغة والهيكل في أعمالهم.
• خلال النقاش، يبدأ بعض الطلاب في تقديم ادعاءات مدعومة بالأدلة واحترام أدوار الحوار؛ تصبح هذه الأنماط السلوكية معيارية بين المجموعة.
• في برامج الانخراط المهني، يرافق المعلمون المبتدئون زملاء أكثر خبرة فيظلّون يكتسبون الروتين والعبارات وأساليب إدارة الصف.
• في مجموعات الدراسة الإلكترونية تظهر سلوكيات منتجة عندما يقلد الطلاب تنظيم وتغذية راجعة واستراتيجيات أندادٍ متفوقين في الأداء.
استراتيجيات تطبيقية مقترحة:
• النمذجة المقصودة: عرض السلوك المستهدف بوضوح (مثلاً: روتينات الاستقصاء، فحوصات الحساب، استعمال الأدلة).
• تسمية المعايير: أثناء النمذجة، فسّر لماذا ينجح هذا السلوك («هذه الخطوة تتحقق من المطالبة؛ هذا التعليق يقلل من الغموض»).
• استثمار نماذج الأقران: عرض أعمال أو تراكيب فكرية للطلاب تُجسّد الاستراتيجيات المرغوبة.
• تكرار موجه وممارسات محكومة: توفير فرص منظمة لاقتفاء السلوك، الممارسة، والتحسين مع تغذية راجعة بناءة.
• مواءمة التعزيز: تقديم تغذية راجعة تُثبّت السلوكيات التي تريد أن تصبح عادة.
نظرة موجزة:
التركيز: التعلم عبر مراقبة وتفسير سلوك الآخرين
العمليات الأساسية: الانتباه — الاحتفاظ — الإعادة/الإنتاج — الدافعية
المستوى: الإدراك الفردي في سياق اجتماعي
الاستخدامات الشائعة: نمذجة السلوكيات الأكاديمية، الأعراف الصفية، أنماط الخطاب، واستراتيجيات حل المشكلات
المرجع: باندورا، أ. (1977). نظرية التعلّم الاجتماعي. Prentice‑Hall.