لمحة عامة:
مشروع “صانعو التغيير” للصف الرابع يمنح التلاميذ صلاحية تصميم وقيادة مبادرات خدمية حقيقية، فيعلّمهم مهارات التواصل، والتعاطف، والمرونة أثناء تحويل أفكارهم إلى أعمال ملموسة تعود بالنفع على مجتعمهم.
خلفية ونشأة المشروع:
قبل بضع سنوات أجرينا تعديلًا على المنهج الدراسي لتوسيع مساحة التعلم التجريبي. أردنا وحدة موضوعية يتحكم فيها الطلاب بالكامل، من اختيار الموضوع إلى المشروع النهائي. من خلال حوارات مع زملاء وإداريين وأعضاء المجتمع، وُلد مشروع صانعو التغيير للصف.
كيف يعمل المشروع:
تبدأ العملية بالتعرّف على أشخاص أحدثوا أثرًا إيجابيًا على المستوى العالمي والمحلي، ثم يستلهم التلاميذ أفكارهم الخاصة ويبتكرون مشروعًا صفّيًا. يقترح كل طالب خطوات عمل محددة ثم يصوّت الجميع لاختيار المشروع الجماعي النهائي. لا تُقيد الأفكار، لكنّ الأطفال يدركون سريعًا أنه لإتمام المشروع عليهم مراعاة حدود الزمن والمال والتنسيق واحتياجات المجموعة التي اختاروها. خلال التخطيط يتعلّمون مبادئ التواصل، وجمع التبرعات، والعمل الخيري.
مثال من العام الدراسي 2024–2025:
تنوّعت الأفكار بين حقائب العناية الذاتية للأشخاص بلا مأوى، وجمع القمامة وتحويل بعض المواد إلى حلي، حتى قرّرت الصفية أن تركّز على تحسين حياة المسنين في المجتمع. كان لدى التلاميذ أحلام كبيرة حول ما يمكنهم تقديمه، لكنهم تعلّموا التكيّف. بعد تواصلهم مع دار لرعاية المسنين، طلب المقيمون شيئًا بسيطًا وممتعًا: حفلة بيتزا مع طلاب الصف. باع التلاميذ مخبوزات لجمع المال وشراء البيتزا، ما شكّل فرصة مثالية لتطبيق المهارات الرياضية في تحديد أسعار المخبوزات وكمية البيتزا والتكلفة الإجمالية. بتعديل فكرتهم الأصلية، تفهم الطلاب أهمية تقديم مساعدة تلائم احتياجات المتلقين بدلًا من التركيز فقط على شعورهم هما بأنفسهم.
أهمية الاستماع والمرونة:
على الرغم من اختلاف المنتج النهائي عن الخطة الأولى، تحوّل كل منعطف إلى درس في المرونة. تعلّم الطلاب كيف يكيّفون أفكارهم لتلبية حاجات الآخرين، وكانت أكبر دروسهم تلك المتعلقة بالاستماع الحقيقي. ففي البداية رغبوا بالمفاجأة وإحضار ألعاب، لكن تواصلهم مع منظمي الدار أوضح أن ذلك لن يكون الأنسب. بفضل تواصلهم الناجح، استطاعوا أن يحضروا حدثًا جلب الفرح للمقيمين فعلاً.
انعكاسات على التلاميذ:
غادر كل طالب التجربة بدروس ونصائح حياتية جديدة. ألهمهم العمل الجماعي حتى أن صفّهم أنتج فيديو يروي الدروس التي تعلّموها خلال زيارتهم. قال أحدهم: «إذا اجتهدت في حياتك، ستحقق أشياء عظيمة». واعتراف طالب آخر، الذي بدأ اليوم بقلق شديد، كان: «ذهبنا هناك لنساعدهم، لكني أظن أنهم هم من ساعدوني أكثر!»
دروس عملية في التعاطف والمرونة:
تنوعت مشاريع سابقة؛ فقد اختار صفّ آخر تنظيف الحي وغرس الأشجار، فجمعوا القمامة ونقلوا شجيرات إلى حديقة مجتمعية وتبرعوا لمنظمة غير ربحية محلية، مما أدّى إلى زراعة أكثر من مئة شجرة. صفّ آخر صنع بطانيات للأطفال وتبرّع بها لمستشفى الأطفال: نظموا حملة مخبوزات لشراء القماش، ثم أمضوا ساعات في قص وربط الفليس وغسل البطانيات قبل تسليمها لتكون جاهزة للاستخدام في المستشفى. التجربة وسّعت مدارك التلاميذ وعمّقت تعاطفهم مع أقران يواجهون أمراضًا مزمنة أو خطيرة.
ثمار بعيدة المدى:
إحدى طالباتي التي أصبحت الآن في الصف السابع تذكرت: «تذكرين حين صنعنا البطانيات في الصف الرابع؟ لقد ألهمتني لصنع دمى أصابع بالكروشيه لأهديها لأطفال المستشفى هذا الصيف!» كان من سروري أن أرى استمرار تأثير المشروع على سلوكها. يخرج الطلاب من مشروع صانعو التغيير وهم يشعرون بالتمكين لإحداث فرق، وقد اكتسبوا فهمًا للعمل المطلوب لتحويل الفكرة إلى واقع ومهارات قيّمة على طول الطريق. بجانب الطموح، يعودون أحيانًا بتواضع وتعاطف أكبر تجاه من حولهم.
دور المعلّم/ة:
مشاهدتي لتلاميذي وهم يتعاونون ليصبحوا وكلاء تغيير أعادت إليّ تأكيد أن أقوى الدروس تُستمد عندما نتهاون وندع الطلاب يمتلكون تعلمهم. عندما تراجعت خطوة إلى الخلف، رأيت صفًا مليئًا بالمفكرين والمبدعين والقادة وصانعي التغيير.
عن الكاتبة:
إيرين بيلهيلر تعمل في التدريس منذ عشر سنوات، ولديها شهادة M.A. Ed. مع تركيز على أخصائي التدخّل السلوكي. بدأت مسيرتها كمعلمة تربية خاصة وتدرّس حاليًا الصف الرابع في مدرسة تتبنّى فلسفة التعلم التجريبي. لديها شغف بتصميم تجارب تعلمية تلاقي التلاميذ حيث هم، مع توفير بيئة آمنة وتطبيقية.