حظر فنزويلا ستّ شركات طيران دولية — ما دوافع القرار في ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة؟

إلغاء تصاريح ست شركات طيران دولية

أعلنت فنزويلا إلغاء تصاريح التشغيل لست شركات طيران أجنبية، بعد أن أوقفت تلك الناقلات رحلاتها إلى البلاد استجابة لتحذير من إدارة الطيران الفدرالية الأميركية بشأن مخاطر محتملة في الأجواء الفنزويلية، في أحدث تجلٍّ للتصاعد الدبلوماسي بين البلدين.

خلفية التحذير والإجراءات

حذّرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية (FAA) الأسبوع الماضي من “وضع قد يكون خطيراً” في المجال الجوي الفنزويلي بسبب “تفاقم الوضع الأمني وتصاعد النشاط العسكري”. ورغم تأكيد كراكاس على أن للـFAA لا ولاية على أجوائها، أدّت التحذيرات إلى تعليق بعض الشركات لرحلاتها من 24 إلى 28 نوفمبر، وفق ما صرحت ماريسيلا دي لوايزا، رئيسة اتحاد شركات الطيران في فنزويلا.

الخطوات القانونية والجهات المتضررة

أصدرت سلطة الطيران المدني الفنزويلية قرارها بسحب تصاريح: إيبيريا (إسبانيا)، TAP (البرتغال)، أفيانكـا (كولومبيا)، LATAM (تشيلي والبرازيل)، Gol (البرازيل) و Turkish Airlines. وذكرت السلطة أن القرار جاء بسبب “انخراط هذه الناقلات في إجراءات إرهاب دولة تروّج لها الحكومة الأميركية”. قبل الإلغاء، منحت الحكومة الشركات مهلة 48 ساعة لاستئناف الرحلات الملغاة أو المخاطرة بفقدان تصاريحها.

ردود فعل الشركات والحكومات

أعلنت إبيريا نيتها استئناف الرحلات فور توفر شروط السلامة الكاملة، فيما صرّحت أفيانكا بأنها ستعيد جدولة الرحلات الملغاة إلى العاصمة الفنزويلية قبل الخامس من ديسمبر. من جهته، وصف وزير الخارجية البرتغالي بولو رانجل قرار السحب بأنه “غير متناسب” وأكد أن البعثة الدبلوماسية سترفع اعتراضاً لدى السلطات الفنزويلية.

أما شركتا Air Europa وPlus Ultra فعلقتا رحلاتهما أيضاً دون سحب تصاريح، ولم يصدر توضيح حول سبب الاستثناء. وتواصل خطوط مثل Copa وبوينغو (Wingo) البانامية عملياتها، كما تستمر الناقلات المحلية، بما في ذلك الناقل الوطني Conviasa، في أداء رحلات داخلية وإقليمية.

يقرأ  تقرير خبراء — إساءة منهجية لأسرى حرب أوكرانيين على يد روسيا

خلفية التوترات بين واشنطن وكراكاس

تفاقمت التوترات منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؛ فقد عزّزت الولايات المتحدة وجودها العسكري قرب سواحل فنزويلا — وهو أكبر انتشار عسكري أميركي في منطقة البحر الكاريبي منذ عقود — بزعم مكافحة تهريب المخدرات. واتهمت إدارة ترامب مراراً رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو بالتورط في تجارة المخدرات، دون تقديم أدلة مقنعة، وصعدت من مكافآتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى توقيفه من 25 إلى 50 مليون دولار في أغسطس الماضي. مادورو ينفي أي علاقة له بالتجارة المخدّرة.

خلال الأسابيع الأخيرة، صنفت واشنطن “كارتل دي لوس سولس” (عصابة شموس) منظمة إرهابية أجنبية وادعت أنها تقودها عناصر في الحكومة الفنزويلية، وهو ما رفضته وزارة الخارجية الفنزويلية بشدة ووصفت التصنيف بأنه “قذيفـة وكاذبة”. كما استمرت الولايات المتحدة منذ سبتمبر في تنفيذ ما لا يقل عن 21 ضربة ضد زوارق قالت إنها متورطة بتهريب المخدرات، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً وفق حصيلة متاحة، بينما لم تُعرض أدلة علنية تؤكد مزاعم واشنطن.

إجراءات عسكرية وتصريحات أميركية

نفّذت القوات الأميركية طلعات لقاذفات قرب سواحل فنزويلا كجزء من تدريبات محاكاة هجوم، وأرسلت حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد إلى المنطقة. في المقابل، بدا ترامب في الأيام الأخيرة مستعداً لإجراء محادثات مباشرة مع مادورو، لكنه ربط ذلك بتحذيرات قائلاً إنه “قد يتحدث” معه، مضيفاً أننا “نستطيع أن نفعل الأمور بالطريقة السهلة أو بالعكس، وبالطريقة الصعبة أيضاً”.

تحذير بعمليات برية لمكافحة التهريب

حذّر ترامب لاحقاً من أن عمليات برية لمكافحة تهريب المخدرات قد تبدأ “قريباً جداً”. وقال أمام جنود منتشرين حول العالم بمناسبة عيد الشكر إن النقل البحري لتجارة المخدرات بدأ يتضاءل بسبب الإجراءات البحرية، وإن العمليات البرية ستبدأ أيضاً، لأن “البرّ أسهل، وسنبدأ ذلك قريباً”. وأضاف: “حذرناهم من أن يتوقفوا عن إرسال السم إلى بلدنا”.

يقرأ  مزاد مقتنيات «داونتون آبي» في دار بونهامز يتجاوز التوقعات ويحقق 1.85 مليون دولار

أضف تعليق