استعادت مصر مجموعة جديدة من القطع الأثرية الغارقة في مياه البحر المتوسط قرب الإسكندرية، للمرة الأولى منذ ما يقرب من 25 عاماً، وفق ما أعلنته الجهات الرسمية يوم الخميس.
استعمل الغواصون حبالاً لربط أربع قطع برافعة، فأخرجت الواحدة تلو الأخرى من الماء الموحل ووُضعت بعناية لعرضها خلال مراسم أقيمت في خليج أبوقير.
من بين القطع تمثال من الجرانيت طوله 2.17 مترًا خالٍ من الرأس والساقين، يعتقد المسؤولون أنه يعود إلى الفترة المتأخرة أو العصر البطلمي، وقدّر الباحثون أنّ طوله الأصلي كان يقارب خمسة أمتار.
رئيس المجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، قال إن هذه هي أول عملية استرجاع لآثار بحرية منذ عام 2001.
تأتي هذه الاكتشافات كجزء من مشروع حفريات شرع فيه مطلع 2023، حيث بدأ علماء الآثار في توثيق هياكل تحت الماء على بعد نحو 2.5 كيلومتر من المدينة الغارقة القديمة ثونيس-هيراقليون في خليج أبقير، بحسب ما أفاد خالد.
وصف خالد الموقع بأنه “يمثّل امتداداً للمدينة القديمة، إذ كشفت البنى المكتشفة عن جوانب اقتصادية ودفنية وأخرى متعددة”، وقال ذلك لوكالة dpa.
يُعتقد أن هيراقليون، التي اكتُشفت في تسعينيات القرن الماضي، غرقت بعد زلزال ضرب مصر في القرن الثاني قبل الميلاد، وتعدّ اكتشافات يوم الخميس دليلاً إضافياً على أن الغرق كان نتيجة هزة أرضية.
أشار خالد إلى أن جسد التمثال هو الجزء الأقوى على عكس الساقين والرأس اللذين يتكسران بسهولة.
كما كشف علماء الآثار عن بقايا سفينة، وأوضح خالد أن مزيداً من التفاصيل ستُنشر بعد استكمال دراستها تحت الماء.
تعمل مصر على تعزيز إيرادات السياحة بعد أن تأثّر ممر قناة السويس — وهو مصدر رئيسي آخر للدخل القومي — بالاضطرابات الإقليمية التي دفعت عدداً من السفن إلى تجنّب الممر.
تأمل الدولة المتوسطية أن يجذب التدشين الرسمي المرتقب للمتحف المصري الكبير، المقرر في 1 نوفمبر، مزيداً من الزوار.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير السياحة شريف فتحي الشهر الماضي أن مصر سجّلت زيادة بنسبة 22% في أعداد السياح خلال النصف الأول من 2025، لتصل إلى 8.7 مليون زائر مقارنة بنصف العام الأول من 2024، وتسعى البلاد إلى الوصول بهذا الرقم إلى 17.5 مليون زائر على الأقل بنهاية 2025.
تم انتشال قطعة أثرية من قاع البحر المتوسط في ميناء أبقير، حيث استعاد فريق الغواصين وعلماء الآثار مجموعة من القطع تتضمن بقايا تماثيل أبو الهول ومنحوتات رخامية تعود إلى العصور الرومانية والبطلمية، صوّرتها عدسة جيهاد حمدي/dpa.
تم انتشال قطعة أثرية من قاع البحر المتوسط في ميناء أبقير، كما استُخرجت من القاع مجموعة آثار تضم أجزاء تماثيل أبو الهول ومنحوتات رخامية من الفترات الرومانية والبطلمية. الآثارا وثّقت بعناية من قبل الفرق المختصة.