قالت إسرائيل إنها تسلمت جثمان أسير من غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، واضافت أنها ستبدأ بالسماح للفلسطينيين بمغادرة القطاع عبر معبر حدودي مع مصر — دون السماح لهم بالعودة.
تأتي هذه الإعلانات بعد بيانات من الأجنحة المسلحة لحماس والجهاد الإسلامي أعلنت فيهما أن الجثمان سيسلَّم عند الساعة الخامسة مساءً (15:00 بتوقيت غرينتش) الأربعاء، بعدما نُقل من شمال غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة إكس: «سيُنقل النعش بعد ذلك إلى إسرائيل، إلى المركز الوطني للطب الشرعي التابع لوزارة الصحة. وعند انتهاء عملية التعرف، ووفق نتائجها، سيتم إبلاغ الأسرة رسمياً.»
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان إسرائيل أن رفاتاً نُقلت سابقاً من قبل حماس لا ترتبط بأي من جثث الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
تشكل عملية تسليم الرفات جزءاً من خطة توسطت فيها الولايات المتحدة وتهدف إلى إنهاء ما وصفته جهات بأنها حرب إبادة جماعية تقودها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة. ولا تزال الهدنة الهشة قائمة رغم استمرار عمليات القتل في أرجاء القطاع.
مقاتلو الجهاد الإسلامي وحماس يحملون كيس جثمان في شمال غزة يوم الأربعاء [أ ف ب]
بموجب شروط الهدنة، من المقرر فتح معبر رفح الذي ظل مغلقاً طويلاً لإجلاء الحالات الطبية والتنقل من وإلى غزة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 16,500 مريضاً وجريحاً بحاجة لمغادرة غزة لتلقي الرعاية الطبية. ومع ذلك، لم يتضح على الفور موعد فتح المعبر بسبب خلاف بين إسرائيل ومصر.
وقالت إسرائيل إن الفلسطينيين لن يتمكنوا من العودة إلى غزة عبر المعبر حتى يُعاد آخر الرهائن من القطاع. أما مصر، التي تسيطر على الجانب الآخر، فذكرت أن المعبر سيفتح فقط إذا كانت الحركة في كلا الاتجاهين.
أُعيد إلى إسرائيل عشرون رهينة حياً ورفات 26 آخرين منذ بدء الهدنة في أوائل أكتوبر. والجثتان المتبقيتان في غزة هما للشرطي الإسرائيلي ران غفيلي والمواطن التايلاندي سودثيساك رينثالاك، العامل الزراعي.
أثار بيان إسرائيل مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تهجير دائم للفلسطينيين، وهو ما روَّج له وزراء من أقصى اليمين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدة أشهر.
«مناورات إسرائيـلية»
رفضت هيئة المعلومات الحكومية المصرية، نقلاً عن مسؤول لم تُكشف هويته، هذا الادعاء، مؤكدة أن القاهرة لم توافق على أي خطة تقتصر على فتح المعبر للخروج فقط. وقال المسؤول إن أي اتفاق مع إسرائيل سيتطلب فتح رفح في كلا الاتجاهين بما يتوافق مع خطة الهدنة الحالية، ونفى التنسيق مع إسرائيل بشأن إعادة الفتح.
قال حسين حريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن مصر لا تزال «ملتزمة بقرار مجلس الأمن رقم 2803 الصادر في 17 أكتوبر من العام الماضي والذي أيد خطة وقف إطلاق النار». وأضاف أن جميع المعابر يجب أن تُفتح بموجب القرار، وأن مصر تعمل مع الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية على تشغيل المعابر، بما في ذلك رفح، عندما تسمح الظروف بذلك، على حد قوله لقناة الجزيرة من القاهرة.
«نحتاج إلى تشغيل معبر رفح وفق خطة السلام للرئيس ترامب. ومنذ عام 1948، تاريخ قيام إسرائيل، اعتدنا على مناورات إسرائيل عندما يتعلق الأمر بتنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار»، قال حريدي، مضيفاً: «مع ذلك، سنحاسب إسرائيل إذا لم تُنفِّذ قرار مجلس الأمن.»
من رام الله في الضفة الغربية المحتلة، قالت مراسلة الجزيرة نور عبده إن إعلان إسرائيل يعكس نمطاً من «التسليم على دفعات» لالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة. وأضافت أن إسرائيل تنوي الاحتفاظ بقدرتها على الفيتو بشأن من يُسمح له بالمغادرة، بمن فيهم الحالات الطبية، ولا تسمح لآلاف الفلسطينيين الذين سجلوا للعودة بالالتحاق بغزة.
وتقول وزارة الصحة في غزة ومكتب الإعلام الحكومي إن القوات الإسرائيلية قتلت 357 فلسطينياً خلال أول 50 يوماً من الهدنة.
أودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة ما لا يقل عن 70,117 فلسطينياً وأصابت 170,999 آخرين منذ أكتوبر 2023. وقُتل في إسرائيل 1,139 شخصاً خلال هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حماس، وأُختطف حوالى 200 شخص.