بوتين: موسكو مستعدة للسيطرة بالقوة على منطقة دونباس الشرقية أخبار الحرب بين روسيا وأوكرانيا

بوتين: محادثات «مفيدة» مع واشنطن… وإصرار على مطالب إقليمية قصوى

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المحادثات الأخيرة مع مبعوثي الولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا كانت «مفيدة جداً»، غير أنه عزز من مواقفه القصوى ومطالبه الإقليمية التي تقف عائقاً أمام أي حل تفاوضي. وأوضح، قبيل توجهه إلى نيودلهي، أنه يعتزم السيطرة بالقوة على منطقة دونباس الشرقية، مؤكداً بذلك ما نقلته وكالات الكرملين عن عدم التوصل إلى توافق في مباحثات اليوم السابق مع المبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.

نقل تصريح بوتين لوكالة تاسّ عن مقابلة مع India Today TV أنه «الأمر كله يُختزل في هذا: إما نحرّر هذه الأقاليم بالقوة، أو تنسحب القوات الأوكرانية عنها وتتوقف عن القتال هناك». وقد أرسلت روسيا عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في فبراير 2022، بعد ثماني سنوات من القتال بين الانفصاليين المدعومين روسياً والقوات الأوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

تصريحات بوتين بردت على تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي قال إن مبعوثيه ظنوا أن القائد الروسي يريد «إنهاء الحرب». وفي الوقت ذاته أفادت تقارير بأن المفاوض الخاص ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر سيجتمعا بالمفاوض الأوكراني البارز رستم عمرُوف في فلوريدا كمتابعة للمباحثات التي استمرت خمس ساعات في موسكو.

الموقف الأوكراني والدستور

يؤكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تواجه حكومته ضغوط التقدم الروسي وفضيحة فساد داخلية، أنه لا يملك صلاحية التنازل عن أراضٍ أوكرانية، وأنه لا ينبغي مكافأة روسيا على غزوها. كما أن الدستور الأوكراني يحظر التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية.

خطة الـ28 بنداً لا تزال مطروحة

في سياق النقاشات مع واشنطن بشأن خطوط عريضة لصفقة سلام محتملة، تصر موسكو على سيطرتها على كامل منطقة دونباس وأن تُعترف واشنطن بهذه السيطرة بصورة غير رسمية. بدا أن رواية الكرملين اكتسبت زخماً حين كشف ترامب عن خطة من 28 بنداً تقضي في شكلها الأولي بتنازل أوكرانيا عن كامل دونباس، والحدّ من قدرات جيشها، والتخلي عن الانضمام إلى حلف الناتو. وبعد انتقادات حادة اعتبرها كثيرون «قائمة مطالب روسية»، دفع المفاوضون الأوكرانيون إلى تصحيح المسودة في محادثات جنيف فاختُصرت إلى 19 بنداً.

يقرأ  هيئة حكومية تمنح ٢٥ مليون شيكل لأسر ضحايا الإرهاب من أموال صودرت من السلطة الفلسطينية

لم يتضح بعد أي نسخة من المسودة نوقشت في محادثات موسكو، بينما أشار مساعد بوتين يوري أوشاكوف إلى أن عدة وثائق كانت موضوع نقاش. ونقلت تاس أن خطة الـ28 بنداً «لا تزال سارية وتُناقش»، وأن البنود قُسِّمت إلى أربع حزم اقتُرح مناقشتها مع الجانب الروسي، لكنها في الجوهر تبقى متطابقة.

تواصل الهجمات وخسائر مدنية

لم تتوقف الهجمات الروسية على المناطق المدنية في أوكرانيا، فقد ضرب صاروخ باليستي مدينة كريفيي ريه ليلة الأربعاء وأصاب ستة أشخاص بينهم طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وفق ما أفاد رئيس إدارة المدينة أولكسندر فيلكول. وأدى القصف إلى أضرار في أكثر من أربعين مبنى سكنياً ومدرسة وأنابيب غاز منزلية في مسقط رأس زيلينسكي.

كما توفيت طفلة تبلغ ست سنوات في خيرسون بعد أن أصيبت بقصف مدفعي روسي في اليوم السابق. وفي أوديسا أسفرت ضربات بالطائرات المسيرة عن إصابة ثمانية أشخاص وألحقت أضراراً ببنية تحتية مدنية وطاقة، بحسب رئيس إدارة المنطقة العسكرية أوليه كيبر.

اتهمت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أوكرانيا بتعطيل المفاوضات بضربات استهدفت ناقلات نفط في البحر الأسود ومحطة «اتحاد أنابيب قزوين-أوروبا» في نوفوروسيسك.

السيطرة الإقليمية والوضع على الجبهات

تسيطر روسيا حالياً على نحو 19.2% من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، كل إقليم لوهانسك، أكثر من 80% من دونيتسك، نحو 75% من منطقتي خيرسون وزابوريجيا، وأجزاء صغيرة من خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك، وفقاً لوكالة رويترز. وعلى الجبهة، أعلن القائد العام للجيش الأوكراني أن القوات الأوكرانية ما تزال تحتفظ بالجزء الشمالي من المدينة الاستراتيجية بوكروفك، بينما تبقى نحو 5 آلاف كيلومتر مربع من دونيتسك تحت السيطرة الأوكرانية.

الخلاصة أن زخم المفاوضات لم يزل متقلباً بين مؤشرات على رغبة في إبرام تسوية من أطراف أمريكية-أخرى، مقابل تعنت روسي يطالب باعتراف بنفوذ جغرافي دائم، فيما يستمر سيل العنف العسكري الذي يضاعف المعاناة المدنية ويعقّد فرص التوصل إلى اتفاق مستدام.

يقرأ  كيف يحافظُ القنفذُ على سرعتهِ؟

أضف تعليق