ترامب يروّج لرسالة متفائلة عن كلفة المعيشة وسط ضائقة مالية يشعر بها الأمريكيون

دانييل كاي وناتالي شيرمان — مراسلتا الشؤون الاقتصادية

شاهد: ترامب يزعم «الاسعار تنخفض» خلال تجمع يركّز على مسألة القدرة على تحمل تكاليف المعيشة

قال الرئيس دونالد ترامب في تجمع شبيه بالحملات الانتخابية إن أسعار المستهلكين تهبط «بشكل هائل» في محاولة لطمأنة الناخبين بشأن كلفة المعيشة في الولايات المتحدة. وخلال كلمة ألقاها في كازينو بولاية بنسلفانيا المحورية، شدّد على أنه «لا توجد أولوية أعلى من جعل أمريكا أكثر قابلية للتحمّل مجدداً».

وعلى الرغم من تراجع أسعار الوقود والبيض، بقيت بعض السلع الغذائية الأخرى أغلى، وما زال الأمريكيون يعبرون عن استيائهم من كلفة السكن ورعاية الأطفال والخدمات الصحية. واستغلت الديمقراطيون ضعف موقع ترامب الاقتصادي في اقتراعات خارج دورات الانتخابات الرئيسية، ما أثار قلق كثير من الجمهوريين حيال انتخابات التجديد النصفي المقبلة.

أعلنت الإدارة أن الثلاثاء سيكون بداية سلسلة من الفعاليات التي تصفها بأنها تجمعات تهدف إلى إيصال رسالتها الاقتصادية للناخبين. ومع ذلك، هدّد الرئيس مراراً أن مخاوف القدرة على التحمل ما هي إلا «خدعة» ديمقراطية. وفي الأسابيع الأخيرة ألغت إدارته رسوم جمركية عن عشرات المنتجات الغذائية، وروّجت لتخفيف معايير فعالية الوقود وبرامج تقاعدية تحمل علامة ترامب للأطفال كحلول لمشكلة كلفة المعيشة.

في مقتطف من مقابلة مع موقع بوليتيكو نُشر الثلاثاء، سُئل ترامب عن تقديره لدرجة الاقتصاد فأجاب: «A plus‑plus‑plus‑plus‑plus». وفي مؤشر على أن هذا التحوّل في الخطاب قد يلقى صدىً، ارتفعت نسبة موافقته ثلاث نقاط إلى 41% في استطلاع جديد أجرته رويترز/إبسوس.

قصص شخصية توضح تأثير الأسعار على الأمريكيين

ألاينا هنت، 37 عاماً، فقدت وظيفتها كمصممة لدى شركة إنشاءات في أوكلاهوما سيتي، وتقول إن منصبها كان جزئياً ضحية تعريفات ترامب على الصلب والألومنيوم. «قطاع الإنشاءات تلقى ضربة قاسية مبكراً»، حسب قولها. وأضافت أنها تقدمت لما لا يقل عن 75 طلب عمل في تصميم وتطوير الويب منذ أبريل دون جدوى، في ظل تباطؤ أوسع في التوظيف، وأن ارتفاع فواتير البقالة بنحو 25 دولاراً أسبوعياً زاد العبء عليها. «كنت أتدبر أمري بسهولة أكبر في السنوات السابقة… لا أظن أن الحكومة الفدرالية تستمع إلينا»، قالت هنت، التي صوتت لكامالا هاريس.

يقرأ  خبراء بغزة يباشرون تحديد هويات 90 جثة فلسطينية أعادتها إسرائيل

تُظهر المؤشّرات الاقتصادية صورةً متباينة: ثقة المستهلكين هبطت في نوفمبر إلى أدنى مستوى منذ الربيع، بينما يظل سوق الأسهم قرب مستويات قياسية. ويتوقّع المحلّلون أن ينمو الاقتصاد بنسبة 1.9٪ هذا العام، أبطأ من 2.8٪ العام الماضي لكنه أفضل من التوقعات. كما تشير بعض البيانات الأخيرة إلى أن سوق العمل قد بدأ يتحسّن بعد تباطؤ ملحوظ في التوظيف في وقت سابق من السنة. وبحلول سبتمبر بلغ معدل التضخّم 3%، نفس النسبة المسجلة في يناير عندما تولّى الرئيس منصبه، ولا يزال مستمراً فوق هدف الاحتياطي الفدرالي البالغ 2%، لكنه أبعد ما يكون عن ذروة 9.1% التي سجّلت في عهد الرئيس السابق جو بايدن عندما واجهت الولايات المتحدة أسوأ موجة تضخّم منذ أربعة عقود. وبصفة عامة، ارتفعت الأسعار بنحو 25% خلال السنوات الخمس الماضية، ما أثار إحباطاً واسع النطاق رغم زيادة الأجور خلال تلك الفترة.

بيث ريتشاردسون، 45 عاماً، من كانساس، شعرت بالصدمة من أسعار المواد الغذائية—«علبة من علكة مينتوس… تكاد تصل إلى خمسة دولارات مع الضريبة»—بعد أن أُقيلت من منصبها في دعم المبيعات لدى شركة ذات علاقة بالتكنولوجيا أواخر 2023 عندما نقلت الشركة وظائف إلى الخارج. قالت ريتشاردسون، التي صوتت لكامالا هاريس أيضاً، إنها بينما تدرك أن الرؤساء غالباً ما يُحمّلون مسؤولية قوى اقتصادية خارجة عن سيطرتهم، إلا أنها ترى أن سياسات ترامب مثل التعريفات الجمركية «تطلق النار على أقدامنا».

في ذات السياق، وصف ترامب التعريفات بأنها «كلمته المفضلة»، مشيراً إلى مئات المليارات من الدولارات عائدات جمركية. ومن جهته، يحمّل البيت الأبيض إدارة بايدن والاحتياطي الفدرالي مسؤولية الوضع، قائلاً إن أسعار الفائدة المرتفعة تؤذي الاقتصاد. وخفّض البنك المركزي الأمريكي الفائدة مرتين إلى نحو 3.9% وقد يعلن عن خفض إضافي يوم الأربعاء.

يقرأ  العثور على جثة مهاجر شاب على شاطئ فرنسي وسط ارتفاع محاولات العبور إلى بريطانيا

رغم الضغوط، يبقى بعض أنصار ترامب معه. جون موهرينغ، 60 عاماً من كينووشا بولاية ويسكونسن، يدعم ترامب منذ 2016 لكنه قلق من ارتفاع الأسعار. يعمل في قطاع الإنشاءات ويعيش وحيداً بعد وفاة زوجته قبل ثلاث سنوات؛ ويقول إن أسعار البقالة بدأت ترتفع قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض «ولا يبدو أنها تنخفض». ينفق الآن قرابة 100 دولار أسبوعياً على مشترياته مهما حاول تجنّب اللحوم والشراء من السلع الأرخص. ومع ذلك، يدعم سياسات الإدارة بشأن التعريفات والحدود ويمنح ترامب «فائدة الشك».

مزارع الذرة وفول الصويا براد سميث في شمال غرب إلينوي تأذّى في وقت سابق هذا العام عندما أوقفت الصين، التي كانت مشترياً رئيسياً لفول الصويا الأمريكي، مشترياتها خلال توتر تجاري مع واشنطن. لكنه يقول إن السوق تعافى تدريجياً منذ أواخر أكتوبر بعدما توصلتا الدولتان إلى اتفاق تجاري واستأنفت الصين بعض مشترياتها. وأعلن ترامب يوم الاثنين حزمة مساعدات بقيمة 12 مليار دولار للمزارعين الأمريكيين. ويقول سميث إنه ما زال يؤمن بخطط ترامب للاقتصاد رغم أن مزارعه تُصِيبُها تلك التبعات أحياناً: «من المحتمل أن هناك أموراً أكبر تلعب دوراً غير مجرد سوق فول الصويا والذرة… فكرة أمريكا أولا جيدة».

أضف تعليق