أعلن الرئيس فولوديمر زيلينسكي أن أوكرانيا «مستعدة لإجراء الانتخابات»، رداً على تكرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات مفادها أن كييف «تستغل الحرب» لتأجيلها.
تنتهي الولاية الرئاسية الخمسية لزيلينسكي في مايو 2024، لكن الانتخابات مُعلَّقة في أوكرانيا منذ إعلان الأحكام العرفية عقب الغزو الروسي.
بعد تصريحات ترامب في مقابلة واسعة النطاق مع مجلة بوليتيكو، قال زيلينسكي للصحفيين إنه سيطلب إعداد اقتراحات قد تُؤدّي إلى تعديل القانون للسماح بإجرائها.
وأضاف أن الانتخابات يمكن أن تُجرى خلال 60 إلى 90 يوماً إذا تم ضمان أمنها بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين.
«أطلب الآن، وأعلن ذلك علناً، أن تساعدنا الولايات المتحدة، وربما بالتعاون مع زملائنا الأوروبيين، في ضمان أمن الانتخابات»، قال زيلينسكي، مشدداً على أن مسألة الانتخابات «تعتمد أولاً وقبل كل شيء على شعبنا، وهي شأن للشعب الأوكراني لا لشعوب دول أخرى، مع كامل الاحترام لشركائنا.»
أعرب عن استيائه من روايات تفيد بأنهم «يتمسكون بالسلطة» أو أن «نيته الشخصية التمسك بالرئاسة» سبب استمرار الحرب، ووصف تلك الاتهامات بأنها «سردية غير معقولة تماماً».
روسيا تصرّ منذ زمن طويل على أن زيلينسكي زعيم غير شرعي وتطالب بانتخابات جديدة كشرط لوقف إطلاق النار — موقف كرّره ترامب بدوره.
وقال الرئيس الأمريكي لمجلة بوليتيكو إن «هم يتحدثون عن ديمقراطية، لكنها تصل إلى نقطة لم تعد فيها ديمقراطية»، واقترح، دون أدلة، أن زيلينسكي هو العقبة الأساسية أمام السلام، بينما تستمر الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق إنهاء الحرب.
أعضاء من المعارضة الأوكرانية شددوا على أن أي اقتراع يجب أن يكون عادلاً بوجود مشاركة جميع المواطنين، بمن فيهم الجنود على خطوط المواجهة، وهو ما أكّدته النائبة ليسيا فاسيلينكو في مقابلة مع خدمة بي بي سي العالمية.
وقالت فاسيلينكو: «لكي تكون هذه الانتخابات عادلة يجب السماح لكل شعب أوكرانيا بالتصويت»، وأضافت أن الانتخابات «نادراً ما تكون ممكنة أثناء الحرب»، في إشارة إلى تعليق الانتخابات في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
لقد تصدرت مناقشات إجراء الانتخابات العناوين منذ الغزو الروسي الواسع النطاق في 2022، لكن الحكومة والمعارضة والجمهور الأوكراني أجمعوا على أن الوحدة في مجرى الحرب يجب أن تكون الأولوية.
وأظهر مسح لمعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في مارس أن نحو 78% من الناس يعارضون إجراء انتخابات حتى بعد تسوية كاملة للحرب.
وقالت حنا شليست، محللة السياسة الخارجية في معهد Ukrainian Prism، لبي بي سي إن «زيلينسكي قال قبل عام إنه جاهز للانتخابات بمجرد تهيئة الشروط»، لكنها أوضحت أن السؤال الحقيقي هو كيفية خلق هذه الشروط، مع وجود نحو مليون جندي وأربعة ملايين لاجئ من المتوقع أن يصوتوا، فضلاً عن مناطق غير مؤمنة وهجمات متواصلة.
«لا يمكنك ضمان أمن مراكز الاقتراع»، ختمت شليست ملاحظةً على التحديات العملية المتعلقة بإجراء تصويت حقيقي وشفاف في ظل ظروف الحرب.