كيف خفّضت مبادرات التواصل والدعم والتدخلات معدلات التغيب المزمن في بعض الولايات

ارتفاع معدلات الغياب المزمن خلال الجائحة

أظهرت تحليلات بيانات متعددة أن معدلات الغياب المزمن قفزت من نحو 15% في عام 2019 إلى حوالي 28% في عام 2022، وفق تقرير صادر عن معهد المشاريع الأميركية في واشنطن. وترتبط هذه الظاهرة بتراجعات مهمة في التحصيل الدراسي وزيادة احتمالاته تسرب التلاميذ من المدارس الثانوية، بحسب أبحاث ربطت بين الغياب المزمن والانحدار الأكاديمي.

مراجعة الممارسات العقابية والاستثمار في الدعم

تناول فيلتون ممارسات عقابية عدة، وشدد على ضرورة حظر العقوبات البدنية بالكامل ومنع العقوبات القاسية مثل الإيقاف عن الدراسة نتيجة مخالفات بسيطة، لأن مثل هذه الإجراءات قد تقوّض العلاقة بين الطلاب والمعلمين وتجعل الطلاب يشعرون بعدم الأمان أو بفقدان الدافعية للحضور إلى المدرسة. ولا تزال بعض الولايات، خاصة في الجنوب، تسمح بالعقوبات البدنية في المدارس؛ وتشير بيانات فيدرالية إلى أن أكثر من 69 ألف تلميذ في التعليم الأساسي والثانوي تعرضوا لعقوبات بدنية خلال العام الدراسي 2017–2018، مع تراجع ملحوظ في معدلات هذه الممارسات خلال فترة التعليم عن بُعد أثناء الجائحة.

«لكي يرغب الطالب في التواجد في بيئة المدرسة، يحتاج أن يشعر بأنه محل رعاية وأن البالغين في المبنى يضعون مصلحته في المقام الأول»، قال فيلتون. «يمكن تحميل الطلاب المسؤولية دون أن نؤذيهم.» (انهم)

أشار فيلتون إلى أن برامج مدعومة بالأدلة، مثل الأنشطة بعد المدرسة ودعم الصحة النفسية، تخلق مناخًا مدرسيًا إيجابيًا: «هذه الممارسات هي ما نعلم أنه يستطيع خفض الغياب المزمن لأنها تعالج الأسباب الجذرية.» بعض الولايات، مثل كونيكتكت وميريلاند، استثمرت ملايين الدولارات في خدمات شاملة تشمل دعم الصحة النفسية وزيارات منزلية، بينما استثمرت كاليفورنيا مليارات الدولارات في هذا المسار. «لن تتمكن من معالجة المشكلات حقًا حتى تصل إلى الناس»، قال فيلتون. «علينا أن نُعطي الأولوية للاستثمارات والسياسات التي تركز على إشراك الطلاب والعائلات وضمان حصولهم على الدعم اللازم للحضور يوميًا.»

يقرأ  غارة أمريكية على سفينة في المحيط تُسفر عن مقتل شخصين إضافيين — أخبار دونالد ترامب

الحاجة إلى تحسين جمع البيانات

يُبرز تقرير فيلتون أهمية جمع بيانات عالية الجودة حول الغياب؛ فبدونها يكون من المستحيل توجيه التمويل والبرامج إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك الطلاب الملونون، وذوو الدخل المنخفض، وذوو الإعاقة، والمتعلمون غير الناطقين بالإنجليزية. «إذا لم يكن التمويل يصل إلى مجموعات الطلاب الأكثر غيابًا بصورة مزمنة، فيجب على الولايات والوكالات التعليمية إعادة التفكير في استراتيجياتها واستثماراتها.»

كما تلعب وتيرة جمع البيانات دورًا محوريًا؛ فبينما تنشر معظم الولايات بيانات الحضور ربع سنوية أو حتى سنوية، ما يجعل من الصعب على المدارس الاستجابة فورًا عندما يتوقف الطلاب عن الحضور، تنشر كونيكتكت بيانات الحضور شهريًا وتُعدّ من الولايات ذات أدنى معدلات الغياب المزمن. ومع ذلك، فقط نحو نصف الولايات التي فحصها فيلتون تُلزم المعلمين بحساب الحضور يوميًا ولديها معايير واضحة لمدة التواجد في المدرسة قبل تسجيل الطالب حضوريًّا. بحسب فيلتون، هذا أمر لا بد أن يتغير.

«يحتاج الطلاب والعائلات إلى معرفة المعيار الذي سيُحاسبون عليه حتى لا يصبحوا غائبين بشكل مزمن»، قال فيلتون. ووفقًا له، فإن معيارًا واضحًا سيساعد المعلومن والإداريين على دعم طلابهم وعائلاتهم بصورة أفضل.

أضف تعليق