٧ اتِّجاهاتٍ بارزةٍ في مَحوِ الأمِّيّةِ خلال العَقدِ الماضي، يَجِبُ أَن يَعرِفَهَا الجَميعُ

نظرة عامة:

تستعرض هذه المقالة سبعة تحوّلات رئيسية طرأت على محاور محو الأمية خلال العقد الماضي، وتشدّد على ضرورة تعليمية للقراءة والكتابة تكون ملؤها الفرح، والعدالة، والدعم المتواصل للمعلمين والطلاب.

عند حديثي مع معلمين وأولياء أمور وكتّاب شباب، أعود مرارًا إلى فكرة واحدة: محو الأمية اليوم أضعف في بعض جوانبه وأكثر إنتاجية في أخرى مقارنة بما كان عليه قبل عشر سنوات. شهد العقد الماضي تغيّرات بارزة — بعضها مشجّع وبعضها مقلق — وفهم هذه الاتجاهات يساعدنا على اتخاذ قرارات تعليمية ومجتمعية أكثر وعيًا.

فيما يلي سبعة اتجاهات رصدتها في الميدان، مستمدة من العمل داخل الفصول، ومن محادثات مع المعلمين، ومن التقارير الحديثة. يختم كل اتجاه بخلاصة عملية يمكنك تطبيقها غدًا.

1) تراجع قابل للقياس في القراءة للمتعة والمشاركة
أظهرت عدة استبيانات أن الشباب يقرؤون للمتعة أقل مما كانوا يفعلون قبل عقد. هذا التراجع مهم لأن القراءة للمتعة مرتبطة بقوة بمهارة القراءة وبالارتباط الطويل الأمد بالنصوص. عندما يتوقف الأطفال عن رؤية القراءة كمصدر للبهجة، تفقد الصفوف محركًا رئيسيًا لنمو المهارات القرائية.
خلاصة للتطبيق في الصف: احمِ وقت القراءة الاختياري. قدّم نصوصًا متنوعة وجذّابة (قصص مصورة، روايات رسوم، قصص مترجمة، مقالات قصيرة) واحتفل بطقوس قراءة صغيرة: قراءات جماعية بصوت عالٍ، أحاديث عن الكتب، أو حلقات “ما قرأت هذا الأسبوع”.

2) خسائر التعلم أثناء الجائحة كشفت الفجوات ووسّعتها
لم تخلق الجائحة كل مشكلات محو الأمية، لكنها عمّقت التفاوتات. تُظهر التقييمات المعيارية والتقارير الوطنية انخفاضًا ملحوظًا في درجات القراءة لدى مجموعات متعددة، والتعافي متفاوت بحسب المنطقة والتركيبة الديموغرافية. هذا ليس هبوطًا عابرًا فحسب؛ بل مؤشر على عدم مساواة منظومية يتطلب تدخلاً مستدامًا.
خلاصة للتطبيق في الصف: استخدم تقييمات تشخيصية وتكوينية لتحديد الفجوات المحددة (التحليل الصوتي، الطلاقة، المفردات، الاستيعاب) وركّز على التعليم المصغر والمجموعات الصغيرة والتدخلات المستهدفة بدلًا من حزم “التعويض” العامة.

يقرأ  ليتيشيا جيمس تعلن براءتها في قضية احتيال على الرهن العقاري

3) صعود «علم القراءة» وتحول سياسات نحو التركيز الحصري على الفونكس
أصبح التعليم القرائي قضية سياسية ملتهبة، وتبنّت عدة ولايات سياسات تُلزم نهجًا صارمًا «عودة إلى الأساسيات». تختلف الحجج والأساليب بين الولايات، لكن هذه القيود قد تقيد قدرة المعلمين على استكشاف القراءة والكتابة بطرق أكثر إبداعًا.
خلاصة للتطبيق في الصف: امزج بين بناء المهارات الأساسية بشكل صريح وبين تجارب لغوية غنية. استثمر في تدريب المعلمين الذي يجمع بين التقنيات (الفونكس، فك التشفير) وتجارب قراءة وكتابة ممتعة وذات معنى.

4) ازدياد أهمية الكفاءات الرقمية والمتعدّدة الوسائط — لصالحنا وضدنا
اتسعت مفاهيمنا عن «الأمية» لتشمل نصوصًا متعددة الوسائط: فيديوهات، ميمات، ألعاب، صوت وصفحات تفاعلية؛ والطلاب غالبًا ما يتعاملون مع هذه الأنماط بطلاقة ربما تفوق تعاملهم مع الورق. هذا التطور ضروري، لكن عادات القراءة المرتكزة على الشاشات قد تقوّض القراءة العميقة والبطيئة إذا لم ندرّسها عن قصد.
خلاصة للتطبيق في الصف: علّم القراءة والكتابة المتعدّدة الوسائط صراحةً — كيف تشكّل الصور والصوت والتصميم المعنى — وادمجها مع تدريبات قراءة متأنية ممنهجة حتى يتدرّب الطلاب على السعة والعمق سوية.

5) تركيز أوضح على العدالة وإتاحة محو الأمية عالميًا
تُذَكِّرنا التقارير العالمية والمذكرات الوطنية أن محو الأمية لا يزال غير متكافئ بشدّة بحسب الدخل واللغة والمكان. أوضحت السنوات الاخيرة أن رفع معدلات القراءة ليس مجرد مسألة بيداغوجية؛ بل مشكلة نظامية تتطلب دعمًا منسقًا للأسر والشركاء المجتمعيين وأنظمة الطفولة المبكرة.
خلاصة للتطبيق في الصف: قدّم نصوصًا وممارسات تعكس حياة الطلاب ولغاتهم. ادعم بنشاط توفير بنية تحتية: مكتبات، برامج قراءة صيفية، ليالي محو أمية عائلية، وموارد ثنائية اللغة حيث الحاجة.

6) معرفة المعلمين وتطويرهم المهني أهم من أي وقت مضى
مع تغير السياسات، وظهور تقنيات جديدة، وتنوّع المتعلمين، يظل العامل الحاسم في نتائج محو الأمية هو خبرة المعلم. أظهرت الأبحاث وتقارير المناطق أن التعلم المهني المستمر المندمج في العمل (توجيه، تخطيط تعاوني، نمذجة داخل الصف) أكثر تأثيرًا بكثير من تدريبات لمرة واحدة أو برامج جاهزة.
خلاصة للتطبيق في الصف: اعطِ أولوية للتطوير المهني المستمر والتعاوني. الملاحظات بين الزملاء، دورات التوجيه المتكررة، ووقت لدراسة أعمال الطلاب استثمارات ذات عائد عالي. إن كنت قائدًا تربويًا، ادفع باتجاه بناء فرق توجيه وليس مجرد اعتماد مناهج.

يقرأ  المتطوِّعون كُثُرٌوالاحتياطيُّون قَلِيلون

7) باتت الأمية تُنظر إليها كمجال عاطفي واجتماعي ومدني
لم تعد القراءة والكتابة تُحصران في فك الشيفرة والإجابة عن الأسئلة. تعترف المدارس الآن بأنهما طرق لفهم الذات والعالم، وهو أمر بات أكثر إلحاحًا بعد أزمات جماعية واضطرابات اجتماعية. خلال العقد الماضي دمج المربون التعلم الاجتماعي والعاطفي، والممارسات المستجيبة للصدمة، والقراءة المدنية — نصوص تشجّع الطلاب على المشاركة المجتمعية — في عملهم القرائي.
خلاصة للتطبيق في الصف: صمّم مهامًا أدبية تدعو إلى التأمّل الشخصي والحوار المجتمعي — وحدات مذكرات، مشاريع بحث مجتمعية، ودوائر قراءة تطرح تساؤلات أخلاقية. هذه الممارسات تبني المهارة والمواطنة معًا.

أسئلة مهمة لكل قائد مدرسة ومعلم:
– هل يدعو برنامج محو الأمية إلى الفرح كما يدعو إلى الكفاءة؟
– هل يلتقي كل طفل حيث هو (تشخيصيًا وثقافيًا)؟
– هل يحصل المعلمون على الدعم اللازم للاستمرار في التعلم؟

خاتمة:
أصبح مفهوم محو الأمية خلال العقد الماضي أكثر تعقيدًا، لكنه أيضًا أكثر أملًا. نفهم اليوم ما يعمل بشكل أفضل، ونوسع تعريف الأمية ليشمل أشكالًا جديدة من التعبير وتساؤلات أعمق عن الهوية والعدالة. إذا تعاملنا مع ذلك بفضول ودعم واضح وتعلم مستمر للمعلمين، يمكن أن يكون هذا العقد فترةٍ يزيد فيها عدد الأطفال الذين لا يقرأون فحسب، بل يحبّون القراءة والكتابة وسرد القصص ذات المعنى.

عن الكاتبة

مالوري هيلمان (هي/لها) كاتبة ومربية ومدافعة عن إبداع الشباب. منذ 2015 تشغل منصب مديرة مشروع كتابة شباب أيوا، حيث تقود برامج تقدّم فرص كتابة مجانية وذات جودة للشباب في أنحاء الولاية. تخرّجت من ورشة كتّاب أيوا بدرجة ماجستير في الخيال الأدبي ومن جامعة هارفارد بدرجة بكالوريوس في الأدب الإنجليزي والأمريكي، ودرّست الكتابة الإبداعية في جامعة أيوا وبرنامج ديوك لاكتشاف المواهب وفي مدارس وملاجئ ومراكز مجتمعية في الغرب الأوسط. نشرت مقالاتها في مجلات مثل Tuesday Magazine وForbes، وفي تقدير لقيادتها ومشاركتها المجتمعية منحت جائزة برافو من غرفة تجارة كورالفيل عام 2015. في 2024 شاركت في تأسيس تجمع التعليم التجريبي، منظمة تروّج للتعلّم المتمركز حول الطالب والإبداع العملي في المدارس والمساحات التعليمية الأخرى.

يقرأ  بعد حكم بالإعدام — هاسينا، رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة، تُدان وتُحكم عليها بالسجن 21 عاماً بتهمة الاستيلاء على أراضٍ

أضف تعليق