مدير قطاع الطاقة: أوكرانيا تكافح لإبقاء الأنوار مضاءة في ظل هجوم روسي

أخبر المدير التنفيذي لأكبر مزود للطاقة في أوكرانيا الـ”ديتك” هيئة الإذاعة البريطانية أن شركته تعيش في حالة طوارئ مستمرة نتيجة الهجمات الروسية على الشبكة الكهربائية.

يعاني معظم أنحاء أوكرانيا انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي مع انخفاض درجات الحرارة. وقال ماكسيم تيمتشينكو، الذي تزود شركته الطاقة لحوالي 5.6 مليون مواطن، إن وتيرة الضربات كانت متلاحقة إلى حد «لا يترك لنا وقتاً للتعافي».

قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء إن موسكو تدرك أن برد الشتاء قد يتحوّل إلى أحد أخطر أسلحتها. وأضاف أمام البرلمان الهولندي: «كل ليلة يحتضن الآباء الأوكرانيون أطفالهم في الملاجئ والأنفاق آملين أن تصمد وسائط الدفاع الجوي».

مع اقتراب الذكرى الرابعة للغزو الشامل، يؤكد تيمتشينكو أن روسيا استهدفت شبكة شركته مراراً «بموجات من الطائرات المسيّرة والصواريخ المجنّحة والبالستية» ما جعل من الصعب جداً مجابهة الأضرار. في مدينة أوديسا الجنوبية ظلّ عشرات الآلاف دون كهرباء لثلاثة أيام هذا الأسبوع إثر هجوم منسّق.

تقول يانا، التي ما تزال من المحظوظين المتصلين بالشبكة: «كانت الحياة صعبة، لكن الناس متكاتفون في دعم بعضهم بعضاً»، وقد استضافت أصدقاءها لشحن هواتفهم. كما قطعت الانقطاعات مصادر التدفئة والمياه، فبات من يستطيعون الوصول إلى التيار يعرضون على الغرباء فرصة الغسل أو الاستحمام.

في أنحاء البلاد تُقسَم الكهرباء على فترات — تُشغّل الشبكات لساعات معدودة يومياً. يعتمد كثيرون على الباوربانكس والمولّدات كحل احتياطي، وأصوات المولّدات في العاصمة باتت أكثر انتظاماً من صفارات الإنذار الجوي.

تتحقّق كتيا، مقيمة في كييف، أول ما تفعله صباحاً هو الاطّلاع على جدول تشغيل الكهرباء المرسل عبر هاتفها. وكثيرون استثمروا في بطاريات محمولة لتخفيف وطأة الحياة: «تذكري عند خروجك من المنزل ترك الباوربانكس موصولة كي تجدينها مشحونة عند عودتك».

يقرأ  ملكة العملات المشفّرة التي فرّت من الصين إلى قصر في لندنحُكِم عليها بالسجن على خلفية مخزون بيتكوين بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني

حوالي 50% من إمدادات الطاقة في أوكرانيا تأتي حالياً من ثلاث محطات نووية كبيرة في الوسط والغرب، لكن شبكة نقل الطاقة تضرّرت بشكل بالغ. تسيّر شركة دي تي إي كي نحو عشر محطات توليد، معظمها يعمل بالفحم. استُهدفت إحداها مؤخراً بخمسة صواريخ باليستية، ووفق تيمتشينكو تتعرّض بعض محطاتهم ومحطات التحويل لهجمات «كل ثلاثة أو أربعة أيام».

أصبح العثور على قطع غيار لإصلاح المعدات التالفة تحدياً كبيراً. كانت الشركة في السابق قادرة على تأمين الأجهزة محلياً، أما الآن فبات عليها البحث في بقية أوروبا عن البدائل. أنفقت دتيك هذا العام حوالي 166 مليون دولار على إصلاح محطاتها الحرارية ومرافق الفحم المتضررة.

يؤكّد تيمتشينكو: «لن نستسلم — علينا مسؤولية تجاه ملايين الأمهات لتوفير التيار والتدفئة». ترجع أصول الشركة إلى دونباس شرق أوكرانيا، حيث تتركز أشد المعارك وتعرّضت إمدادات الطاقة لأكبر قدر من التعطيل. وقد استُشهد ثمانية من مهندسيها وهم يؤدون عملهم. قال تيمتشينكو: «يخاطرون بحياتهم يومياً للحفاظ على التيار في هذه المناطق».

تقرير إضافي من أناستاسيا ليفشينكو وكايله هيرمانسن.

أضف تعليق