أنباراسان إثيراجان — مراسل الشؤون العالمية
طه فاروق — بي بي سي بنغالا، دكا
كيلي نغ
شاهد: حشد هائل يضرم النار في أنقاض بعد مقتل زعيم احتجاج شبابي في بنجلادش
قال موظفون في صحيفتين بارزتين ببنجلاديش إنهم «كانوا يلهثون من شدة الاختناق» بعدما أشعل محتجون، غُيظوا لمقتل ناشط بارز، مكاتب الصحيفتين مساء الخميس.
كان شريف عثمان حادي، الذي برز كرمز بعد احتجاجات العام الماضي التي أطاحت برئيسة الوزراء السابقة، قد أُطلق عليه النار في دكا الأسبوع الماضي وتوفّي متأثراً بجراحه يوم الخميس.
اندفع مئات المحتجين إلى مباني صحيفتي The Daily Star الإنكليزية وProthom Alo البنغالية ليلة الخميس، واستمرّت المظاهرات حتى اليوم التالي، حيث اقتحموا المكاتب وأحرقوا أجزاءً كبيرة منها.
ووصفت صحيفة The Daily Star في بيان ذلك اليوم بأنه «أحد أحلك الأيام في تاريخ الصحافة المستقلة في البلاد». وبنبرة قلق أبلغ كمال أحمد، المحرّر الاستشاري للصحيفة، بي بي سي أن النسخة المطبوعة لم تصدر الجمعة للمرة الأولى منذ 35 عاماً، وأن الصحيفة ستكون «غير قادرة على العمل لفترة».
وأضاف أحمد أن «ثمانية وعشرين من زملائنا حُصروا على سطح المبنى لساعات… كانوا يلهثون بحثاً عن هواء نقي. لم يُنقذوا إلا بعد وصول تعزيزات عسكرية إضافية».
لم تُسجّل إصابات خطيرة، لكن أجزاء واسعة من البنايتين كانت محترقة تماماً عندما زارت بي بي سي بنغلاديش الموقع يوم الجمعة، ولا تزال الدخان تتصاعد من مبنى Prothom Alo.
أدانت الحكومة المؤقتة برئاسة الحائز على جائزة نوبل محمد يونس العنف، متعهدة بأن تُقَدّم الجناة «إلى العدالة كاملة». وذكرت في بيان أن «الهجمات على الصحفيين هي هجمات على الحقيقة ذاتها».
وقالت الحكومة إن البلاد تشهد «انتقالاً ديمقراطيّاً تاريخياً» لا يجب أن يعرّض للخطر على أيدي «قِلةٍ تعتمد على الفوضى وترفض السلام».
من المقرّر أن تُجرى الانتخابات في فبراير المقبل، لتكون الأولى منذ الإطاحة بتمكن من السلطة، لكن لا تتضح بعد دوافع المئات الذين استهدفوا The Daily Star وProthom Alo، اللتين طالما اعتُبرتا علمانيتين وتقدميتين — وكنتا عرضة لانتقادات خلال إدارة سابقت. ومنذ انتفاضة يوليو 2024 حافظت الصحيفتان على مواقف نقدية من سياسات لبعض فترات الحكومة المؤقتة، ما قد يكون أثار سخط بعض مؤيدي إدارة يونس.
تعرضت أيضاً مبانٍ بارزة أخرى، بما في ذلك منزل أول رئيس للدولة، الشيخ مجيب الرحمن — والد الرئيسة السابقة — لأعمال تخريب وإشعال نار يوم الخميس.
شريف عثمان حادي: قَيادَة شبابية ووجه احتجاجي بارز
كان حادي (32 عاماً) قيادياً بارزاً في مجموعة طلابية تُعرف باسم «إنقِلاب مانچا» وعضواً أساسياً في حركة الشباب التي ساهمت في زعزعة حكم الشيخة حاشينا. وبرز أيضاً كناقد صريح للهند المجاورة، حيث تقيم حاشينا في منفاه الاختياري.
ظهر حادي باستمرار على شاشات وسائل الإعلام بعد احتجاجات العام الماضي، فحظي بسرعة بقاعدة جماهيرية واسعة كما شكلت له معارضة واضحة.
كان يخطط للترشح للانتخبات المقبلة كمرشح مستقل، لكن أُطلق عليه النار بعد يوم واحد من إعلان السلطات موعد الاقتراع. قُتِل أثناء خروجه من مسجد في دكا في 12 ديسمبر، ونُقل إلى مستشفى في سنغافورة حيث فارق الحياة متأثراً بجراحه.
وصف يونس وفاة حادي بأنها «خسارة لا تُعوّض للأمة» واعتبرها «هجوماً مُدبّراً من قبل من يكيدون لتعطيل العملية الانتخابية». وقال في خطابٍ متلفز: «لا يمكن لخطوة البلاد نحو الديمقراطية أن تُوقف بالخوف أو الإرهاب أو إراقة الدماء».
أعلنت الحكومة المؤقتة يوماً واحداً حداداً وطنياً يوم السبت. وتواصل السلطات التحقيقات، وقد أُوقِف عدة أشخاص على ذمة الحادث.
خلفية: هروب حاشينا وإدانتها
فرّت الشيخة حاشينا إلى الهند في أغسطس 2004 بعد أسابيع من الاحتجاجات الطلابية، منهية بذلك خمسة عشر عاماً من حكم اتسم بتشدد متزايد. وفي نوفمبر أُدينت بجرائم ضد الإنسانية وحُكم عليها بالإعدام بعد إدانتِها بالسماح باستخدام قوة قاتلة ضد متظاهرين سقط خلالها نحو 1400 قتيل.