صعود مقابلات الذكاء الاصطناعي فرص متنامية وتحديات لأصحاب العمل

المزايا والعيوب التي يجب أن يعرفها أصحاب العمل عن مقابلات الذكاء الاصطناعي

في السنوات الأخيرة حصد الذكاء الاصطناعي مكانة متزايدة في عالم الأعمال، فصار جزءًا لا يتجزأ من عدد من العمليات المؤسسية. من أحدث تطبيقاته في سوق العمل هو دخوله مرحلة المقابلات الوظيفية، لكن هذه المرّة لا نقصد خوارزميات فرز السِيَر الذاتية فقط، بل روبوتات قادرة على إجراء المقابلات بشكل كامل ومستقل. لماذا تتجه الشركات إلى هذا الأسلوب، وكيف يغير ذلك عملية التوظيف لديها؟ فيما يلي إعادة صياغة موجزة لأهم المزايا والعيوب التي ينبغي لقيادات الأعمال أخذها بعين الاعتبار.

ما الذي يساهم في ارتفاع وتيرة مقابلات الذكاء الاصطناعي؟

تتعدد العوامل الدافعة لاعتماد المزيد من الشركات على الذكاء الاصطناعي في مراحل التوظيف المختلفة. أبرزها توفير الوقت الثمين: عمليات التوظيف التقليدية قد تطول لأشهر، وتتطلب من فرق الموارد البشرية فرز مئات أو آلاف الطلبات مع مهام متزامنة وضغط وظيفي وإجازات—وبالتالي احتمالات الخطأ البشري كثيرة. هنا يتدخل الذكاء الاصطناعي ليؤتمت ويعزز دقة فرز المتقدمين بحيث لا تفلت طلبات جديرة بالاهتمام بسبب إخفاقات بشرية، ما يسهم في تسريع وتوحيد العملية.

الفرص التي يمكن لأصحاب العمل استغلالها

1. استغلال أفضل لزمن التوظيف
بينما يستطيع المجندون إجراء عدة مقابلات يوميًا، فإن تحليل نتائج كل مقابلة يستغرق وقتًا أطول. كما أنه يستحيل في كثير من الأحيان مقابلة كل مرشح يُظهر مؤهلات واعدة، وتزداد الصعوبة مع التوظيف الدولي بسبب فروق التوقيت. ميزة مقابلات الذكاء الاصطناعي أنها تجرى على مدار الساعة وتستخلص مؤشرات تلقائيًا من المحادثات، مما يحرر فرق التوظيف للتركيز على المرشحين الأعلى تناسبًا.

2. اتساق منهجية التوظيف
رغم وجود قوائم معيارية من الأسئلة والتقييمات، يبقى العنصر البشري عرضة للتأثر بالمزاج والتعب والتحيّز اللاواعي، ما قد يؤدي إلى تفاوت في القرارات. مقابلة مصممة جيدًا تعمل وفق معايير ثابتة؛ لا تنسى طرح سؤال مهم ولا تغير مقياس التقييم من مرشح لآخر، ما يعزز العدالة والموضوعية.

يقرأ  هل تقصي صفقة توسطها ترامب روسيا وإيران من جنوب القوقاز؟

3. حيادية أكبر
يمكن للذكاء الاصطناعي، إذا صُمم وتدرّب بشكل سليم، أن يقلل من تأثير التحيّزات الشخصية المرتبطة بالجنس أو العِرق أو العمر، والتركيز بدلًا من ذلك على المهارات والكفاءات الفعلية. وقد أبلغت عدة شركات عن تسريع عملية التوظيف وتوسيع تنوّع قواعد المرشحين بعد إدماج حلول الذكاء الاصطناعي في فرز السِيَر وإجراء المقابلات.

4. تقليص التكاليف
تسهم المقابلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تقصير مدة التوظيف الكلية، ما يقلل من عدد ساعات العمل المدفوعة لفرق التوظيف أو لمكاتب التوظيف الخارجية. كذلك قد يخفض الاعتماد على فرق توظيف كبيرة، ويحد من الحاجة إلى استبدال موظفين تم توظيفهم بشكل خاطئ، وهو ما يترجم إلى وفورات ملموسة.

مخاطر مقابلات الذكاء الاصطناعي التي ينبغي للمتقدمين والموظفين الانتباه إليها

1. غياب التفاعل الإنساني
من أكبر عيوب المقابلات الآلية فقدان البُعد الإنساني الذي يتيح عرض ثقافة الشركة وبناء علاقة أولية مع المرشح. كما أن تقييم المهارات الشخصية (مثل التواصل أو الذكاء العاطفي) قد يفوق ذكاء الآلة، ما قد يؤدي إلى فقدان مرشح تملكه مهارات تواصل استثنائية ولكن خبرته التقنية أقل.

2. تبعات أخلاقية وقضايا خصوصية
تكمن مخاوف أخلاقية في كيفية جمع وتخزين البيانات الحسّاسة واستخدامها، ما يجعل الأنظمة المستهدفة عرضة للاختراق أو الإساءة. أيضًا قد تكون خوارزميات التدريب متحيزة أصلاً، لذا يجب على الشركات تحديث أنظمتها وإجراء تدقيقات منتظمة لضمان الشفافية وسلامة البيانات والشمولية.

3. تصور المتقدمين عن الشركة
حتى لو اتبعت الشركة ممارسات سليمة، قد يشعر بعض المرشحين بأن المقابلة الآلية باردة أو مهينة، ويتساءلون عن مدى اهتمام المؤسسة بالعنصر البشري. هذا الانطباع الأولي قد يثني بعض المواهب عن متابعة التعاقد أو العودة للمراحل اللاحقة.

4. قيود تقنية
كما هو الحال مع تكنولوجيا ناشئة أخرى، تحتاج الأنظمة الآلية لصيانة مستمرة وضبط دقيق. تم تسجيل حالات تعطّل أو أخطاء تقنية منعت المرشحين من المشاركة أو أجبرت الشركات على إعادة جدولة اللقاءات، مما يضر بصورة العلامة التجارية. لذا من الضروري أن تضمن المؤسسات أداءً ثابتًا لنظام المقابلة وأن توفر آليات احتياطية لحل المشكلات فور وقوعها.

يقرأ  دو كوان — قطب العملات المشفرة الكوري الجنوبي — يقرّ بالذنب بتهمة الاحتيال

إيجاد التوازن الصحيح في استخدام المقابلات الآلية

النقاش حول مقابلات الذكاء الاصطناعي معقّد ويستدعي موازنة دقيقة بين الفوائد والمخاطر. الخلاصة الواضحة: لا ينبغي للذكاء الاصطناعي أن يحلّ محل البشر، بل أن يدعمهم. قدرات الذكاء الاصطناعي قادرة على رفع كفاءة فرق التوظيف بشكل ملحوظ ما دام هناك اهتمام كافٍ بصيانة الأنظمة وحماية البيانات وضمان العدالة. بهذا الشكل يمكن للشركات إنشاء عملية مقابلات مؤتمتة فعّالة ومحترمة تجاه المرشحين في آنٍ واحد.

الأسئلة الشائعة

كيف تعمل أنظمة المقابلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟
تتفاعل أنظمة المقابلات الآلية مع المرشحين عبر روبوت محادثة أو منصة فيديو، وتُقيّم الأداء استنادًا إلى ردود معدّة مسبقًا. تقيم هذه الأنظمة المحتوى (مثل الكلمات المفتاحية والصياغة) وفي كثير من الحالات تُحلّل طريقة الإلقاء—نبرة الصوت ووضوحه وسرعته—بل وتستخدم تحليل الفيديو لالتقاط تعابير الوجه واتجاهات النظر.

هل يجب إعلام المرشحين مسبقًا أنهم سيجرون مقابلة مع ذكاء اصطناعي؟
نعم من الأفضل إبلاغ المرشحين مسبقًا لضمان الشفافية وإتاحة فرصة التحضير وبناء ثقة. إذا كانت هناك مخاوف من رفض البعض للمقابلات الآلية، فاطمئنهم بأن التواصل البشري سيُستأنف في المراحل التالية، وأنهم سيحظون بفرصة لمقابلة أعضاء الفريق البشري عند تقدمهم في المسار.

هل ستستبدل المقابلات بالذكاء الاصطناعي المجندين البشريين بالكامل؟
لا توجد دلائل حالية على استبدال المجندين تمامًا. الأرجح هو تحول دورهم إلى نموذج هجين يجمع بين كفاءة الذكاء الاصطناعي وحكم وخبرة العنصر البشري، مما يتيح أفضل ما في العالمين: سرعة ودقة مع مراعاة التعاطف والمرونة الإنسانية.

أي الصناعات الأكثر استخدامًا لمقابلات الذكاء الاصطناعي؟
تُعتبر المقابلات الآلية مفيدة جدًّا للقطاعات التي تتطلب توظيف أعداد كبيرة بصورة متكررة، مثل التجزئة وخدمة العملاء والتقنية. ومع ذلك، نشهد تبنّيًا متزايدًا في قطاعات أخرى كالرعاية الصحية والمالية، خصوصًا في مراحل الفرز الأولية أو التوظيف على نطاق واسع.

يقرأ  طفل من بين 33 فلسطينياً أُصيبوا في اقتحام للجيش الإسرائيلي في رام اللهالضفة الغربية المحتلة

أضف تعليق