مع تصاعد جهود إدارة ترامب لمحو أصوات ومجتمعات LGBTQ+ من السرد التاريخي، أقدمت حديقة يوسمتي الوطنية على فصل موظف كان يعمل كحارس متنزه بعد أن علّق علم الفخر العابر للهوية على صخرة معلمية خلال ساعات راحته.
الموظف، شانون «إس جي» جوسلن، وهو مرشد بيئي وعالم أحياء برية يعمل بالمنتزه منذ عام 2021، أعلنت عبر منشور على إنستغرام أنه طُرد من «وظيفته الحلم» في الثاني عشر من أغسطس. وفق روايته، أخبره نائب المشرف المؤقّت في هيئة المتنزهات الوطنية، راي ماكبادن، أنه «فشل في إظهار سلوك مقبول» بعد أن علّق علم الترانس على واجهة صخرة الجرانيت الشهيرة إل كابيتان.
قال جوسلن لـ Hyperallergic: «الرسالة التي يبعثها فصلي للعامة هي أنه إذا كان لديك هوية تم تحويلها إلى “أيديولوجيا” لا تتماشى مع الحكومه الحالية، فستكون حقوقك مختلفة عن حقوق الأمريكيين الآخرين الذين يَندرجون تحت المعايير المثالية لما ينبغي أن يكون عليه الإنسان — من مظهر ومعتقد وهوية».
من جانبه، صرّح متحدث باسم هيئة المتنزهات الوطنية لــ Hyperallergic أن الوكالة «تتابع إجراءات إدارية ضد عدة موظفين لعدم اتباعهم لوائح الهيئة». وامتنع المتحدث عن الإدلاء بتفاصيل حول قضية جوسلن.
وأضاف المتحدث أن حماية موارد المنتزه وتجربة الزوار أمران تؤخذان بجدية، وأن الوكالة لن تتسامح مع انتهاكات القوانين واللوائح التي تؤثر على تلك الموارد والتجارب، مشيراً إلى أن «عدداً من التظاهرات غير المصرح بها المتعلقة بإل كابيتان» في العام الماضي أثارت شكاوى من الزوار.
أوضح جوسلن أنه عرض العلم لنحو ساعتين في 20 مايو خلال ساعات راحته، وأن لوائح يوسمايتي حينها لم تكن تحظر تعليق الأعلام. لكن في اليوم التالي يبدو أن الهيئة حدّثت كتيّب قواعد المنتزه ليحظر «أي لافتة أو علم أو علامة يزيد مساحتها على خمسة عشر قدماً مربعاً» على أي معالم طبيعية أو ثقافية دون تصريح، مبررة ذلك بالحاجة إلى «توفير تجربة زائر غير مُنتَكَل» وحماية الموارد الطبيعية والثقافية.
نسخة الكتيّب الحديثة التي تحتوي على الحظر تحمل تاريخ 20 مايو، بينما توقيع المشرف المؤقت، ريموند ماكبادن، مؤرخ في 21 مايو 2025. النسخ السابقة من الكتيّب، التي اطلع عليها موقع Hyperallergic عبر أرشيف الويب، لم تتضمن أي إشارة إلى الأعلام أو اللافتات.
تعليق الأعلام على الجدار العمودي الشهير لإل كابيتان كان تقليداً يشارك فيه كثير من المتسلقين منذ زمن. ففي فبراير، نَشَر موظفون في الحديقة علماً أميركياً مقلوباً على جانب منحدر الصخرة احتجاجاً على تقليصات إدارة ترامب في تمويل هيئة المتنزهات. وفي يونيو الماضي، علّق متسلقون لافتة كُتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية» احتجاجاً على الهجوم العسكري الإسرائيلي المدعوم أميركياً على فلسطين.
يأتي فصل جوسلن في سياق هجمات مستمرة من إدارة ترامب على حقوق وظهور مجتمعات LGBTQ+. في فبراير، أزالت هيئة المتنزهات الوطنية كل الإشارات إلى المتحولين جنسياً والأشخاص الميميين من نصها الذي يصف ثورة ستونوال عام 1969، ثم امتدّ الحذف ليشمل الإشارات إلى الأشخاص مزدوجي الميل الجنسي في مايو.
اختتم جوسلن بالقول: «في احتفالي بهويتي وبالقبول، وُصِفت بالمهانة واعتُبرت غير مقبولة» — وهو تباين مأساوي في أسلوب معاملة البشر.