أثارت تصريحات السفير توم باراك أمام مجموعة من الصحفيين موجة استنكار ومطالبات رسمية بالاعتذار ومقاطعة إعلامية.
يُعرَّف باراك نفسه كسفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، وقد أدلى بتعليقاته يوم الثلاثاء عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في بيروت لمناقشة خطط نزع سلاح حزب الله.
في إحاطته للإعلام المحلي بعد الاجتماع، انتقد باراك الصحفيين لانطلاق أسئلتهم جميعاً في آن واحد، وربط ما وصفه بسلوكهم بالصراعات الإقليمية. قال لهم بالحرف الواحد: «سنطبق مجموعة قواعد مختلفة… رجاءً اصمتوا للحظة. وأريد أن أقول لكم شيئًا: في اللحظة التي يبدأ فيها الأمر بالتحول إلى فوضى، إلى حالة شبيهة بسلوك الحيوان، نرحل. فهل تريدون أن تعرفوا ما الذي يحدث؟ تصرّفوا بمدنية، تصرّفوا بلطف، تصرّفوا بتسامح، لأن هذه هي المشكلة في ما يحدث بالمنطقة.»
وأضاف: «بموازاة لطفكم واهتمامكم وأسئلتكم المدروسة سنقدم لكم إجابات. وإن لم ترغبوا في ذلك الأسلوب، فنحن نرحل.»
أثارت هذه العبارات ردود فعل غاضبة سريعة في لبنان وخارجه، حيث اتهم عدد من المعلقين الدبلوماسي بالمظاهر المتعالية والذهنية الاستعمارية.
وكتبت رئاسة الجمهورية اللبنانية عبر حسابها على منصة «إكس» أنها تأسف للتصريحات، مؤكدة «تقديرها الكامل لجميع الصحفيين، ومؤكدة أسمى عبارات الاحترام لجهودهم وتفانيهم في أداء واجباتهم المهنية والوطنية». ابدى بيان الرئاسة انزعاجه من النبرة التي صاحبت الموقف.
من جهة أخرى، دعا الاتحاد اللبناني للصحفيين وسائل الإعلام اللبنانية والعربية إلى مقاطعة أي فعاليات مستقبلية يشارك فيها المبعوث حتى يصدر اعتذار رسمي علني. واعتبر الاتحاد أن تعليقات باراك ليست مجرد زلة لسان أو موقف فردي، بل تعكس شعورًا متعاليًا غير مقبول في التعامل مع الإعلام، واحتقارًا ضمنيًا لجوهر العمل الصحفي.
وأضاف الاتحاد أن مضمون التصريح ينبئ بـ«تكبّر استعماري متجذّر تجاه شعوب المنطقة» وينتهك قواعد اللياقة الدبلوماسية الأساسية والقيم التي ينبغي للدبلوماسية أن تمثلها، وعلى رأسها احترام حرية الصحافة وحق الشعوب في المعرفة.
وفي حديثه مع قناة الجزيرة، رأى الكاتب محمد حسن سويدان، المقيم في بيروت وعمودياً في «ذا كرايدل»، أن تصريحات باراك تعكس النظرة الأميركية إلى المنطقة، قائلاً: «اليوم يذكرنا توم باراك بكيفية نظرهم إلى شعوب المنطقة عندما يصف أفعالهم بأنها حيوانية».
وزارة الخارجية الأميركية لم ترد فورياً على طلب للتوضيح أو تعليق من قبل المكتب المعني بالملف؛ حتى ساعة النشر لم تصدر الادارة الامريكية ردا.