تواجه حكومة ميييلي فضيحة رشوة بينما تقترب جولتا انتخاب مهمّتان في سبتمبر وأكتوبر.
نُشر في 28 أغسطس 2025
اضطر رئيس الأرجنتين خافيير ميلي إلى مغادرة تجمع انتخابي في لوماس دي ثامورا، إحدى ضواحي بوينس آيرس، بعدما قذف محتجون سيارته بحجارة صغيرة وزجاجات وقطع أخرى.
في يوم الأربعاء عقد ميلي وأعضاء حزبه الليبرتاري «لا ليبرتاد أفانزا» تجمعًا انتخابيًّا لتعبئة الناخبين قبيل استحقاقين حاسمين. في 7 سبتمبر من المتوقع أن تُجرى انتخابات محلية في مقاطعة بوينس آيرس، وفي 26 أكتوبر ستُجرى انتخابات منتصف الولاية التي سيسعى فيها مرشحوها للفوز بنصف مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 257 مقعدًا وبثلث مقاعد مجلس الشيوخ.
تُعتبر هذه الانتخابات اختبارًا مهمًا لميلي عند بلوغه منتصف فترة رئاسته التي تمتدّ أربع سنوات. لكن ميلي، الذي فاجأ المشهد السياسي بفوزه المفاجئ في 2023، تعرّض لرفض واسع بسبب سياسة «الصدمة» التي حاول تطبيقها على الاقتصاد الوطني. كما اهتزت إدارته بفضيحة رشوة تورطت فيها شقيقته كارينا ميلي.
أثناء وقوف ميلي وكارينا على صندوق شاحنة مفتوحة يلوحان لمؤيديهما ويوقّعان تذاكر التواقيع، أفاد شهود بأن مقذوفات طارت في اتجاههما بينما حاول محتجون الاقتراب من المركبة. ونشر المتحدّث الرئاسي مانويل أدورني صورة على منصة التواصل الاجتماعي تُظهر ما بدا وكأنه حجر مُلقى باتجاه الرئيس. وقال أدورني: «كان يمكن أن يقتلوا أي شخص. هم لا يكترثون بحياة الإنسان، ولن يكترثوا أكثر بالبلد. النهاية.»
أظهر فيديو تسارع الشاحنة للفرار من الحشد. رفع أحد المتظاهرين حقيبة تمثيلية مطبوعًا عليها صورة كارينا ميلي وبداخلها فُتوَر دولارية بارزة من أماكن غريبة. وهتف آخرون «ارحل ميلي!» و«برا ميلي!»، في مشهدٍ تزاوج فيه الغضب الشعبي مع التمظهر الرمزي للفساد.
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن أحد مؤيّدي ميلي عُولج إسعافيًا ونُقل إلى المستشفى بعد اشتباكات ألحقت به إصابات في أضلاعه. لكن لم تُسجّل إصابات بين أعضاء الوفد داخل الشاحنة.
استخدم ميلي الحادث للانقضاض عبر وسائل التواصل على «الحركة الكيرشنرية» اليسارية، وغرّد متهمًا المحتجين بأنهم «مجانين فارغو الرأس للجوء إلى العنف مرة أخرى» ودعا الناخبين يومي 7 سبتمبر و26 أكتوبر إلى القول في صناديق الاقتراع: «الكيرشنرية لا مرة أخرى». وفي تغريدة أخرى اختزل الاختيار السياسي إلى صيغة حادة: «حضارة أم بربرية».
احتُفظت صورة متظاهر يحمل حقيبة تمثيلية وأوراق دولار مزيفة في إشارة إلى فضيحة فساد تتعلق بشقيقة الرئيس، كارينا ميلي.
اتّخذ ميلي إجراءات درامية للسيطرة على التضخّم المتصاعد في الأرجنتين، لكن حملته التقشّفية شملت تقليص خدمات شبكات الضمان الاجتماعي وتسريحات جماعية في صفوف الموظفين الحكوميين وتحريرًا تنظيميًا واسعًا. اشتهر بأنه احتفظ بمنشارٍ خلال حملته كرمز لرغبته في تقليم البيروقراطية، لكن منتقديه يحذّرون من أن سياساته تركت الفئات الأفقر في البلاد أكثر عرضة للخطر. فبينما تشير الإحصاءات الرسمية إلى تباطؤ التضخّم، ارتفعت معدلات البطالة والفقر.
زيدت اتهامات الرشوة من حدّة المعارضات ضد إدارته. تشغل كارينا ميلي منصبًا رفيع المستوى في حكومته بصفتها السكرتيرة العامة للرئيس، لكن تسجيلات صوتية تناقلتها وسائل الإعلام أظهرَت دييغو سبانوولو، رئيس الوكالة الوطنية لذوي الإعاقة وحليف مقرب من ميلي، وهو يدّعي أن كارينا كانت تحصل على عمولات من عقود حكومية مخصّصة لمساعدة ذوي الإعاقة. ردّ ميلي بإقالة سبانوولو، وندد علنًا بتلك التسجيلات قائلاً للصحفيين في لوماس دي ثامورا: «كل ما يقوله كذب. سنقدّمه للعدالة ونبرهن أنه اختلق الأكاذيب.»
واختتم ميلي الظهور بتأكيد تماسك الصورة العائلية والسياسية، حيث بدا إلى جانب شقيقته على ظهر الشاحنة خلال التجمع.