نُشر في 5 سبتمبر 2025
رفض الرئيس فلاديمير بوتين الضمانات الأمنية الغربية المقترحة لأوكرانيا محذِّراً من أن أي قوات أجنبية تُنشر على أراضي الجارة ستكون «هدفاً مشروعاً» للقوات الروسية. جاءت تصريحات بوتين يوم الجمعة بعد يوم من إعلان عشرات الدول عزمها إرسال قوات إلى أوكرانيا كضمان أمني في حال التوصل إلى اتفاق سلام مرتقب بين موسكو وكييف.
خلال قمة «التحالف الراغب» التي عُقِدت يوم الخميس اتفقت 26 دولة على توفير قوات رادعة لمنع مزيد من العدوان الروسي في حال نجحت مساعي الوساطة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب. ومع ذلك، يبقى الالتزام الأمريكي — الذي تُعد مشاركته حاسمة لأي ترتيبات أمنية من هذا النوع — غير مؤكد.
قال بوتين في منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك، واصفاً احتمال وجود قوات أجنبية «خلال القتال خصوصاً» بأنهم سيكونون أهدافاً مشروعة. جاءت تلك الكلمات بعد عرض علني للعلاقات الوثيقة مع الصين وكوريا الشمالية، ما عزز نبرة التصعيد الدبلوماسي الروسي.
أضاف بوتين أن نشر قوات أجنبية لن يسهم في تحقيق سلام طويل الأمد، ومجدداً موقفه بأن تقارب أوكرانيا العسكري مع الغرب يُشكِّل من بين «الأسباب الجذرية» للصراع الذي اندلع عندما دخلت القوات الروسية البلاد في فبراير 2022. وقال: «إذا قُررت خطوات تؤدي إلى سلام طويل الأمد، فلا أرى أي مبرر لوجود هذه القوات على الأراضي الأوكرانية، نقطة على السطر».
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن المقترح الذي صدر عن قمة باريس «ليس مقبولاً بالتأكيد». وأضاف أمام الصحافيين أن وجود قوات دولية أو أي قوات أجنبية أو قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية قرب حدودنا «سوف نعتبره تهديداً لنا» — في تصريح يوضح رفض موسكو القاطع لأي انتشار عسكري غربي قرب حدودها.
علاوة على ذلك، زعم بيسكوف أن الضمانات الأمنية التي تحتاجها أوكرانيا واردة بالفعل في إطار الاتفاقات التي نوقشت في مفاوضات السلام في إسطنبول عام 2022. وتنص صيغة إسطنبول على أن تتخلى أوكرانيا عن الطموح للانضمام إلى الناتو وتتبنى وضعية حيادية وخالية من السلاح النووي، وفي المقابل تتلقى ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.
لكن اقتراح قمة باريس، الذي قادته فرنسا وبريطانيا، رأى أن قوة «طمأنة» تابعة لحلفاء غربيين ضرورية للدوريات داخل أوكرانيا لضمان تنفيذ أي اتفاق مستقبلي. وتستند وجهة نظر كييف والغرب إلى سجل طويل من التعديات الروسية على الاتفاقات السابقة، بما في ذلك الانتهاكات بين 2014 و2022 عندما كانت فصائل مدعومة من موسكو تقاتل الجيش الأوكراني في شرق البلاد.
أُقيمت قمة باريس برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحضرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما شارك آخرون عن بُعد، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. مثلت القمة محاولة أوروبية جديدة لإظهار قدرة القارة على الفعل المستقل عن الولايات المتحدة، خصوصاً بعد مبادرات ترامب لفتح قنوات مباشرة مع بوتين مما أثار مخاوف من تقبله لسرد الكرملين حول الحرب ومطالب وقف إطلاق النار.
يبقى دور الولايات المتحدة في خطة باريس غامضاً. قال ترامب سابقاً إن واشنطن لن تنشر قوات برية، لكنها قد تقدم دعماً آخر مثل القوة الجوية. من جانبه أكد بوتين أن الضمانات الأمنية يجب أن تُصاغ لصالح روسيا وأوكرانيا على حد سواء، مشدداً على أن موسكو «ستنفذ هذه الاتفاقات بالطبع»، ولكنه أضاف أن المسألة لم تُناقَش مع روسيا حتى الآن على مستوى جاد.
أفاد بيسكوف عقب مكالمة قادة القمة في باريس أن ترامب سيتحدث مع بوتين قريباً، وأن إجراء مكالمة من هذا النوع يمكن تنظيمه بسرعة.