شنّت إسرائيل يوم الثلاثاء ضربة صاروخية في الدوحة استهدفت قيادات بارزة من حماس. هزّت انفجارات حي اللقطيفية المدينة، بينما ارتفعت أعمدة الدخان فوق منطقة كتارا، المعروفة كمركز ثقافي يضج بالمطاعم والمعارض الفنية. وتقع المؤسسات الفنية الرئيسية في قطر — التي تُدار بواسطة متاحف قطر مثل متحف «ماثاف» للفن العربي الحديث، والمتحف الوطني لقطر، ومتحف الفن الإسلامي — على مسافة آمنة نسبيًا من منطقة الضربة، رغم قِرب المشهد الثقافي من بؤرة الحدث؛ علماً بأن بعض هذه المؤسساث تقع خارج نطاق الاستهداف المباشر.
إن الضربة تمثل صدمة لقطر، الدولة الخليجية الصغيرة المشهورة بثرواتها من النفط والغاز واستضافتها لكأس العالم 2022، وببروز قطاعها الثقافي المتسارع النمو.
مقالات ذات صلة
في مايو الماضي حصل الملف الثقافي القطري على دفعة كبيرة عندما أعلنت آرت بازل عن شراكة مع مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية (QSI) وشركة QC+ — الذراع التجارية لصندوق الثروة السيادي وذراع متاحف قطر — لإطلاق معرض في الدوحة في فبراير المقبل. وأوضحت الشركة أن النسخة الافتتاحية من «آرت بازل الدوحة» ستقام في M7، وهو محور إبداعي في حي التصميم بالدوحة.
رغم أن «آرت دبي» ومعرض أبوظبي الفني أقاما فعالياتهما لأكثر من عقد، اعتبر وصول آرت بازل بمثابة دخول حقبة جديدة للخليج، الذي عُد على الدوام الحدود التالية للتجار الذين يسعون للوصول إلى جامعين جدد في ظل تراجع سوق الفن العالمي.
تضع ضربة الثلاثاء هذا النمو—الذي غذّته سمعة قطر بالاستقرار الاقتصادي والسياسي في منطقة مضطربة—في موضع خطر محتمل. ففي يونيو، بعد أسابيع من إعلان آرت بازل، شنت إيران هجومًا بالصواريخ على قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر؛ لكن تلك الضربة أُبلغت عنها مسبقًا لكل من قطر والولايات المتحدة، واعترضت الصواريخ ولم تُسجل إصابات. ورُئي الهجوم آنذاك على أنه مناورة رمزية للانتقام من هجمات أميركية على منشآت نووية إيرانية أكثر من كونه تصعيدًا فعليًا، وقد أعلنت إيران وقطر في وقت لاحق تصحيح المسألة و«حلّها بالكامل».
على النقيض من ذلك، جاءت الضربة الإسرائيلية يوم الثلاثاء من دون إنذار مسبق؛ ومع أن البيت الأبيض قال إنه أبلغ قطر مسبقًا، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، تلك التصريحات بأنها «لا أساس لها». وأكدت حماس في بيان أن القادة الكبار لم يُقتَلوا في الهجوم، غير أن عدّة أشخاص من بينهم نجل خليل الحية، مفاوض المجموعة، قُتلوا.
السؤال الواضح الآن هو ما إذا كان الجامعون والتجار — الذين غالبًا ما يتحاشون حتى أدنى مؤشرات عدم الاستقرار — سيظلون يأتون إلى الدوحة، لا سيما إذا ما أثارت الضربة ردود فعل انتقامية أو تصاعدًا نحو مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وقطر.
«فريقنا يراقب عن كثب التطورات في الدوحة ويحتفظ باتصال منتظم مع شركائنا»، قال متحدث باسم آرت بازل في بيان لـ ARTnews. «نحن ماضون في التزامنا الكامل لتنظيم دورة افتتاحية ناجحة لآرت بازل قطر في فبراير 2026.»
لطالما استضافت قطر القيادة العليا لحماس ولعبت دورًا محوريًا في المفاوضات بين الحركة وإسرائيل والولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب في غزة. ومنذ إطلاق إسرائيل غاراتها وعمليتها البرية على غزة إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، جرت العديد من محادثات وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية.
ولم تلتزم الحكومة القطرية الصمت في ردّها؛ ففي اتصال هاتفي مع الرئيس ترامب، نقل عن الأمير تميم بن حمد قوله إن قطر «ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها والحفاظ على سيادتها». ووصف الأنصاري الضربة بأنها «اعتداء إجرامي» و«انتهاك صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية».