هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة اغتيال قادة حركة حماس في قطر مجدداً إذا لم تطرد الدوحة مسؤولي الجماعه.
غير مكترث بالغضب الدولي الذي أثارته الغارة في العاصمة القطرية، قال نتنياهو يوم الأربعاء إن على الدول أن «تصفق» لإسرائيل على حملتها الجوية وسلسلة القتل التي تمتد عبر الشرق الأوسط.
«أقول لقطر ولكل الدول التي تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تقدمونهم للعدالة — لأنكم إن لم تفعلوا، سنفعل نحن»، قال نتنياهو.
جاءت هذه التصريحات بعد يوم من تنفيذ إسرائيل هجوماً غير مسبوق في قطر استهدف قيادات رفيعة في حماس في الدوحة، بينما كانت محادثات حول مقترح وقف إطلاق النار المدعوم أميركياً جارية.
ووصفت قطر، الوسيط الرئيسي في المفاوضات بين إسرائيل وحماس والمضيف لأكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، الضربة بأنها «جبانة» مؤكدة أنها لم تتلق أي تحذير من واشنطن.
في غضون ثلاثة أيام فقط، شنّت إسرائيل ضربات في غزة ولبنان واليمن وسوريا وتونس وقطر، مع استمرار المداهمات اليومية في الضفة الغربية المحتلة.
قالت حمدة صلحوت من قناة الجزيرة: «إسرائيل لا تتردّد مجدداً في التدخل في شؤون دولة أخرى أو انتهاك القانون الدولي وسيادة الدول من خلال التورط في صراعات عسكرية. رأينا هذا مراراً في هذه المنطقة، وليس فقط أثناء الحرب على غزة؛ لقد ظهر هذا طوال المسيرة السياسية لنتنياهو، وهو يقول الآن إنه سيأخذ الأمور بيده. لا يبدو أن إسرائيل تبالي بما يعتقده بقية العالم — بالرغم من كل الانتقادات وانتهاكات القانون الدولي.»
هذا إرهاب دولة
وصف رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني هجوم إسرائيل على الدوحة في مقابلة مع شبكة سي إن إن بأنه «إرهاب دولة».
«لا أجد كلمات تعبر عن مدى غضبنا من مثل هذا الفعل… هذا إرهاب دولة»، قال آل ثاني يوم الأربعاء. «نحن مخدوعون.»
وأضاف أن الولايات المتحدة عبرت عن دعمها لقطر «في مناسبات عديدة».
وقال آل ثاني إن أفعال إسرائيل «قتلت أي أمل» لدى أهالي الرهائن المتبقين في غزة. «كنت قد التقيت بإحدى عائلات الرهائن صباح يوم الهجوم، هم معتمدون على هذه الوساطة، ليس لديهم أمل آخر.»
«أعتقد أن ما فعله نتنياهو أمس قد قتل أي أمل لأولئك الرهائن»، أضاف رئيس الوزراء. «يجب أن يُحال للمساءلة، إنه مطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية. أن يرى شخص مثله يَدّرس عن القانون — وهو يكسر كل قانون — لقد انتهك كل القوانين الدولية.»
يُتّهم نتنياهو، إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، أمام محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم حرب تتعلق بأعمال إسرائيل في غزة.
رد دول الخليج
تدافع القادة الإقليميون نحو الدوحة في أعقاب الضربة. التقى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن المتوقع أيضاً وصول ملك الأردن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
أثارت الضربة صدمة في دول الخليج، حيث تكتّلت دول كانت قد سعت مؤخراً لاستكشاف تطبيع العلاقات مع إسرائيل حول قطر.
«هناك رد سيكون من المنطقة»، قال آل ثاني. «هذا الرد يخضع حالياً للتشاور والنقاش مع شركائنا في المنطقة.»
وأكد أن قمة عربية-إسلامية ستُعقد في الدوحة خلال الأيام المقبلة لتحديد مسار العمل.
«هناك استجابة جماعية يجب أن تحدث من المنطقة»، قال آل ثاني. «نأمل أن تكون هناك خطوة ذات مغزى تردع إسرائيل عن مواصلة هذا التنمر.»