أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة إصدار قرار يعيد إحياء حل الدولةين لإسرائيل وفلسطين، في تصويت جاء أقلّ من 24 ساعة بعد تصريحات رئيس وزراء اسرائيل بأنّ دولة فلسطينية «لن تكون».
إعلان «نيويورك»—ورقة من سبع صفحات تحدد خطوات ملموسة ومقيدة زمنياً وغير قابلة للتراجع نحو حل الدولتين—اعتمد يوم الجمعة بتأييد 142 دولة، ومعارضة 10 دول، وامتناع 12 دولة. من بين المعارضين: اسرائيل والولايات المتحده.
مواد الإعلان دعت إلى تحرك جماعي لوقف الحرب على غزة، وتحقيق تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي على أساس التنفيذ الفعّال لحل الدولتين. كما ألزم الإعلان حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، بإطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء حكمها في غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية، تمهيداً لهدف قيام دولة فلسطينية ذات سيادة واستقلال.
رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالمبادرة السعودية–الفرنسية واعتبرتها خطوة لصياغة «خطة قابلة للتنفيذ» نحو حل الدولتين، ودعت إلى تفعيل كل الآليات لرفع الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
سياق التصويت
جاء تأييد الجمعية العامة في ظلّ استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، وفي أعقاب موافقة نتنياهو على خطة توسعة للاستيطان بالضفة الغربية قد تجعل قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً عملياً. مراسلة الجزيرة من نيويورك، كريستين سالومي، وصفت التصويت بأنه يعكس «مقاومة دولية كبيرة» ومحاولة المجتمع الدولي دفع عملية التفاوض إلى الأمام وسط تعثر المحادثات.
ويأتي التصويت قبل قمة أممية مقررة في نيويورك في 22 سبتمبر، تشارك الرياض وباريس في رئاستها، حيث وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من القادة بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية. حتى الآن تدعم 146 دولة عضوية الاعتراف بدولة فلسطين، ومن المتوقع انضمام نحو عشرة بلدان إضافية هذا الشهر من بينها فرنسا والنرويج وإسبانيا وإيرلندا والمملكة المتحدة.
ردود الفعل واحتدام التوترات الإقليمية
رفضت اسرائيل الإعلان ووصفت نتيجته بـ«المخزية»، فيما وصف المتحدث باسم وزارة خارجيتها الجمعية العامة بأنها «سيرك سياسي منفصل عن الواقع»، وانتقد عدم تصنيف القرار لحماس كمنظمة إرهابية. في غضون ذلك تصاعدت التوترات الإقليمية بعد ضربات إسرائيلية استهدفت لبنان واليمن وسوريا وتونس وقطر بالتوازي مع هجماتها على غزة والضفة الغربية.
أدان مجلس الأمن الضربة الإسرائيلية على قطر التي أسفرت عن مقتل خمسة أعضاء من حماس في الدوحة كانوا يجرون محادثات حول صفقة مقترحة، وفق تقارير، من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وهاجم رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، قادة إسرائيل واصفاً إياهم بـ«المتعجرفين»، ورأى أن توقيت الهجمات أثناء جهود الوساطة يشي بنية واضحة لإفشالها.
الوضع في غزة
مع إعلان نتيجة التصويت، استمر سكان قطاع غزة في التحمل تحت وابل من القصف والمدفعية الإسرائيلية؛ وسجلت حصيلة يوم الجمعة 59 قتيلاً بحسب مصادر محلية. وأعلنت الجيش الإسرائيلي أنه نفذ خمسة موجات من الغارات على مدينة غزة هذا الأسبوع في إطار خطة «الاستيلاء»، مستهدفاً أكثر من 500 موقع، مؤكداً عزمه «تكثيف ضرباته بشكل مركز» بهدف تدمير بنية حماس التحتية.