بيلاروسيا وروسيا تنفذان تدريبات عسكرية مشتركة في ظل توترات مع حلف الناتو

موسكو ومينسك: مناورات دفاعية واتهامات غربية بـ«التهديد»

تصر موسكو ومينسك على أن المناورات المشتركة تأتي في إطار إجراءات دفاعية بحتة، وتصفان المخاوف الغربية بأنها «هراء». خلال التدريبات عرضت روسيا بعض أسلحتها المتطورة، فيما أجريت تجربة إطلاق لصاروخ كاليبر من غواصة «أرخانغلسك» في مياه بحر بارنتس، وقد نفذت الغواصة الضربة من وضع غاطس حسبما أفادت وكالة إنترفاكس.

شارك في المناورات نحو 7 آلاف عنصر، بينهم 6 آلاف جندي بيلاروسي، وأقيمت المناورات في مواقع داخل بيلاروس وروسيا. دمشق الدرجة العالية في العرض والتنسيق بدت واضحة: عربات مدرعة مموهة تخوض عبوراً نهرياً، ومروحيات تحلّق منخفضة فوق قمم الأشجار، مجندون شباب يعبئون قذائف في منظومات مدفعية، وآخرون يجهزون طائرات مسيّرة لتمارين ضرب وهمية.

على الطرف الآخر، تعتبر دول حلف شمال الأطلسي على امتداد الجناح الشرقي للحلف هذه المناورات تهديداً، خاصة بعد ما زعمت بولندا ورومانيا خروقات جوية بطائرات مسيّرة روسية. وقد أسقطت بولندا طائرات مسيّرة وصدرت تحذيرات من وارسو بأن «الصراع المفتوح» صار أقرب الآن من أي وقت منذ الحرب العالمية الثانية. كما اتهمت رومانيا روسيا بانتهاك أجوائها أثناء الهجمات على أوكرانيا. وفي تحول عملي، أعلن الحكومة البريطانية التي يقودها حزب العمال أن مقاتلاتها ستؤمن مهام دفاع جوي فوق بولندا رداً على التهديدات الجوية.

سمحت بيلاروس لوسائل إعلام أجنبية نادرة بالدخول إلى بعض فعاليات المناورات، ودعت صحفيين وفرق تلفزيونية وضباطاً من الجيش الأمريكي. وقد التقى المُلحق العسكري الأمريكي برايان شوب وزير الدفاع البيلاروسي الذي قال: «أعطوا الضيوف الأمريكيين أفضل المواقع وأرواهم كل ما يهمهم». وظهرت لقطات لخرينين وهو يصافح ضباطاً أمريكيين ويشكرهم على الحضور.

استثنت السلطات الإعلامية تغطية بعض المناورات البحرية في بحري بارنتس والبلطيق، ومناورات قرب غродنو قرب الحدود البولندية والليتوانية. وسعت مينسك إلى التقليل من حجم الحدث بتسليط الضوء على مشاركة 7 آلاف عنصر فقط، بالمقارنة مع مناورات «زاباد» لعام 2021 التي ضمت نحو 200 ألف فرد قبل أشهر من بدء روسيا غزتها الشاملة لأوكرانيا.

يقرأ  ماكرون يعيّن وزير الدفاع سيباستيان ليكورنورئيسًا للحكومة

وقال وزير الدفاع فيكتور خرينين ان خفض الأعداد يعكس جهود مينسك لخفض التصعيد: «ليس لدينا ما نخفيه؛ نحن نستعد فقط للدفاع عن بلادنا». وأشارت بيلاروس أيضاً إلى الحضور الدولي للمناورات، مؤكدة أن مراقبين من 23 دولة تابعوا الفعاليات، بينهم حلفاء تقليديون لموسكو ومينسك.

أضف تعليق