خداع بصري مبتكر من «بوزيبل» في جوائز الفيديو الموسيقية يُرسّخ معياراً جديداً في التصميم المكاني

أول مرة شهدت عرضًا أنامورفيًا يعمل فعلاً كانت قبل قليلٍ من عام. في ساعة متأخرة من الليل، وجدت نفسي عند مفترق طرق في شينجوكو بطوكيو، أُحدّق فيما بدا قطًّا عملاقًا يقفز خارج لوحة إعلانية رقمية، وتساءلت للحظة إن كان أحدهم قد وضع شيئًا في كأس الأساههي. كان الأثر مقنعًا إلى درجة أن بعض المارة تراجعوا من تلقاء أنفسهم.

تلك اللحظة بلورت في ذهني حقيقة عميقة حول السرد البصري في عقد العشرينيات: القوة لا تكمن في التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في الطريقة التي نستخدمها لنسج روابط إنسانية حقيقية. من هذا المنطلق، أثار إعجابي إنجاز وكالة Possible المبتكرة في لوس أنجلوس، عندما حوّلوا شخصية Moon Person الشهيرة لجوائز MTV من غرض ثابت إلى أيقونة ثقافية نابضة بالحياة.

كسر الجدار الرابع

ما يجعل هذا الإنجاز استثنائيًا هو التحدي التقني ذاته. بخلاف الشاشات المنحنية الضخمة المرتبطة عادةً بعروض الأنومورفيا الباهرة—كما رأينا في تركيبات تايمز سكوير—استندت منصة الـVMA كليًا إلى شاشات مسطحة. هذا القيد دفع فريق Possible إلى آفاق إبداعية جديدة: مثال صارخ على أن الضرورة تلد الاختراع.

لم يتحقق الأمر بالتقنية المكلفة وحدها؛ بل استلزمه ستة أسابيع من التجريب المكثف والعمل المتجانس مع مصمم الإنتاج مات ستاينبرينر وفريق Visual Noise Creative. كانت عملية التعاون تدوّر باستمرار، تختبر حيل المنظور والخدع البصرية حتى بدا كل تحريك ثلاثي الأبعاد بأصالة.

النتيجة كانت إحدى عشرة تحريكًا متميزة تُظهر شخصية Moon Person عبر طيف من المزاجات والسيناريوهات؛ في لحظة يتحول إلى كروم كإشارة مباشرة لتصميم الكأس المادي، وفي أخرى يتشبث بحافة الشاشة أو يتخذ أوضاعًا بطولية.

لكن مما تعلمته عبر السنين أن التأثير الحقيقي لا ينبع فقط من المؤثرات الخاصة، بل من فهم الشخصية. نهج Possible مع Moon Person يمثل هذا تمامًا: بدلاً من عرضه كشعارٍ شركة جامد، صاغوا بطلًا له حضور وشخصية محسوسة.

يقرأ  عدسة على درَّاجتينرسالة حبّ من المصوّر ريكي آدم إلى ليدز

أبعاد سردية صغيرة، تأثيرات عاطفية كبيرة

مفهوم البوابة البين-بعدية قدم الإطار السردي، لكن التفاصيل الصغيرة هي التي ولّدت الرنين العاطفي. حين انطلقت أشعة من خوذة Moon Person عبر الجمهور، أو حين بدا أنه يخطو مباشرةً إلى حلبة العرض، حدث ما يشبه السحر وامتد تفاعل الجمهور.

أبعد من الثبات

من الصعب على العاملين في هذا المجال الاعتراف به، لكن العروض الثابتة لم تعد كافية. الجمهور الشاب على وجه الخصوص بات أكثر نضجًا بصريًا؛ نشأ مع فلاترات إنستغرام، وتأثيرات تيك توك، وتجارب ألعاب غامرة. توقعاتهم تتجه نحو تفاعلية وشخصنة أكبر، والعروض البصرية التي تنجح اليوم هي تلك التي تخلق حوارًا بين المحتوى والمشاهد، فتجعل المشهد—بل المشحد—يعيش ويتنفس ضمن الفضاء المشترك.

أضف تعليق