بعد أن ادّعى متمردو الحوثي أنهم ضربوا ناقلة نفط مملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لسفن محترِقة زُعم خطأً أنها تُظهر هجومًا وقع في أواخر أغسطس 2025. في الواقع، كانت تلك الصور قد تداولت سابقًا في تقارير عن هجمات حوثية على الملاحة في الممر المائي الحيوي في أغسطس وأكتوبر 2024.
حملت بعض المشاركات، بينها منشور باللغة التايلاندية على فيسبوك شارك في 5 سبتمبر 2025، تسميات مطوّلة تُشيد بـ”عملية فريدة” للحوثيين وتذكر أن اليمنيين استهدفوا ناقلة نفط اسرائيلية من مدى يصل إلى 1,111 كيلومتراً، وأن الضربات أصابت الأهداف بدقة في البحر المتوسط. ظهر في إحدى الصور ما يشبه انفجارًا على جانب سفينه.
نُشرت صورة مماثلة في نفس اليوم على منصة X (تويتر سابقًا) مع تعليق تايلاندي يفيد: “عاجل: هجوم يمني على ‘سفينة جديدة’ في البحر الأحمر بتصويب دقيق وإشعالها”.
تزامن انتشار هذه الصور مع إعلان الجماعة المدعومة من إيران في 1 سبتمبر أنهم أطلقوا صاروخًا على ناقلة في البحر الأحمر، بعد أيام من مقتل رئيس وزرائهم في غارة إسرائيلية. مع ذلك، أفادت مصالح التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) أن الهجوم أخطأ الهدف ولم يصب السفينة المملوكة لإسرائيل.
قادت عمليات البحث العكسي عن الصور والتحريات إلى كشف أن الصورة الأولى استُخدمت في تقرير لوكالة رويترز نشر في 7 فبراير 2025، وكانت صورة أرشيفية منسوبة إلى “الإعلام العسكري الحوثي” وتظهر ناقلة النفط Cordelia Moon وقد اشتعلت فيها النيران بعد ضربها بصاروخ في البحر الأحمر بالقرب من ميناء الحديدة، في مقطع متداول بتاريخ 1 أكتوبر 2024. كما نُشر الفيديو المرتبط على موقع القوات المسلحة اليمنية (التابع للحوثيين) في 3 أكتوبر 2024.
أما الصورة الثانية فتبين أن استخدامها الأول في تقارير لوكالة الأسوشييتد برس بتاريخ 24 أغسطس 2024، حيث قيل إنها لقطة مأخوذة من فيديو نشره الإعلام الحوثي في 23 أغسطس 2024 ويُظهر ما وصفوه بأنه هجوم على الناقلة اليونانية العلم Sounion في البحر الأحمر. نُشر ذلك الفيديو أيضًا على موقع القوات المسلحة اليمنية، واستُخدمت اللقطات لاحقًا في تقارير إعلامية دولية مثل NBC وThe Telegraph.
انتشرت هذه الصور مرة أخرى عبر فيسبوك وتيك توك ومنشورات على X، لكنها في الواقع تظهر سفنًا مختلفة وقد دارت بالفعل في سياقات إخبارية سابقة خلال أغسطس وأكتوبر 2024، لا كإثبات لهجوم وقع في أواخر أغسطس 2025.
سبق لوكالة الأنباء الفرنسية AFP أن فككت وأوضحت معلومات مضللة أخرى تتعلق بهجمات الحوثي في البحر الأحمر، مما يؤكد الحاجة إلى التحقق من مصدر الصور ومقاطع الفيديو قبل تداولها أو الاعتماد عليها كدليل على أحداث جديدة.