ترامب يقترح أن يلجأ ستارمر إلى الجيش للسيطرة على حدود بريطانيا

في مؤتمر صحفي ختامي بعد زيارة رسمية ثانية للرئيس الأمريكي إلى المملكة المتحدة، اقترح دونالد ترامب أن يستعين رئيس الوزراء السير كير ستارمر بالقوات المسلحة لوقف موجات الهجرة غير القانونية عبر القناة الإنجليزية.

قال ترامب إنه ناقش قضايا الهجرة مع ستارمر خلال لقاء في مقر إقامته الريفي تشيكرز، مؤكداً سياساته القائمة على تشديد الإجراءات لتأمين الحدود في الولايات المتحدة ومقترحاً أن تتخذ بريطانيا إجراءات مماثلة، حتى لو استلزم الأمر “استدعاء الجيش” أو استخدام وسائل صارمة أخرى. وأضاف أن التدفق غير المنتظم للمهاجرين “يعرِّض الدول لخطر التفكك من الداخل” وأن إدارته تعمل على طرد عدد كبير ممن دخلوا الولايات المتحدة.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، كثّف ترامب عمليات الترحيل وشدّد إجراءات مواجهة عبور الحدود بطرق غير قانونية، كما أرسل قوات للمساعدة في جهود الأمن الحدودي ووقع أوامر تنفيذية تحظر اللجوء على نطاق واسع على القادمين عبر الحدود الجنوبية.

استقبلت العائلة الملكية والرئيس في فعاليات رسمية حافلة شملت زيارة إلى قلعة وندسور وحفل عشاء رسمي، قبل أن يغادر الزوجان ترامب من مطار ستانستيد على متن “إير فورس ون” عقب المؤتمر الصحفي.

في جلسة أسئلة وأجوبة واسعة مع صحفيين بريطانيين وأمريكيين تطرقا فيها إلى قضايا عدة — من إعلان دولة فلسطينية وحرية التعبير إلى الحرب في أوكرانيا والطاقة — أبرزا ما وصفاه بـ”العلاقة الخاصة” بين البلدين وأعلنا صفقة تكنولوجية تهدف إلى تعزيز استثمارات شركات أمريكية في بريطانيا والتعاون في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والتقنيات الناشئة.

الصفقة الموقعة في تشيكرز تهدف إلى زيادة التعاون الاستراتيجي في التقنيات المتقدمة، وهو ما صرّح ترامب أنه سيساعد الحلفاء على الهيمنة في هذا المجال.

يقرأ  ماركو روبيو يلتقي بنيامين نتنياهو لمناقشة تداعيات الضربة على قطر

تجنّب الطرفان الدخول في مناقشات حادة حول بعض القضايا المتنازع عليها، ومنها اتهامات بالمساس بحرية التعبير وقرار إقالة بيتر ماندلسون من منصب سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. حين سئل عما إذا كان يشعر بالتعاطف مع اللورد ماندلسون، قال ترامب: “أنا لا أعرفه فعلاً”، ثم تحوّل السؤال إلى ستارمر الذي أوضح أن قرار الإقالة اتخذ بسبب روابط ماندلسون مع المتوفى المدان جيفري إبستين.

أشار ترامب أيضاً إلى وجود اختلاف حول مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية؛ فستارمر يعتزم الاعتراف قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في خطوة سياسية مهمة رغم أنها ذات طابع رمزي إلى حد كبير، إذ إن فلسطين تحظى باعتراف دولي محدود لكنها لا تمتلك حدوداً متفقاً عليها دولياً ولا عاصمة أو جيشاً. حتى الآن اعترفت 147 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة بفلسطين.

أعرب ترامب عن معارضته لهذه الخطوة ووجّه انتقادات لحركة حماس متهمها بأنها “تستخدم الرهائن طُعمًا” في غزة.

كما أثارت الحرب في أوكرانيا أسئلة حول جهوزية القيادات، حيث عبّر ترامب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعدم مشاركته بفعالية في جهود السلام قائلاً إن “بوتين خذلني فعلاً”. دعا ترامب الحلفاء الغربيين إلى التوقف عن شراء النفط الروسي للضغط على موسكو للانخراط في مفاوضات، لكنه امتنع عن الالتزام بفرض عقوبات جديدة على روسيا.

فيما بدا منسقاً سياسياً، لم تظهر خلافات كبيرة بين ترامب وستارمر بشأن إجراءات مواجهة الهجرة غير النظامية؛ ووقفت الحكومة البريطانية إلى جانب موقف حازم لإدارة الأزمة. قال ستارمر، واقفاً إلى جانب الرئيس، إن الهجرة غير الشرعية قضية تتعامل معها حكومته “بجدية شديدة”.

أوضح رئيس الوزراء أنه أبرم عدة اتفاقات لإعادة المهاجرين مع دول أخرى بما في ذلك فرنسا، وأشار إلى بدء تطبيق آلية “واحد خارج مقابل واحد داخل” كخطوة مهمة، لكنه حذر من أنه “لا توجد وصفة سحرية”. حتى الآن عبر أكثر من 30 ألف شخص القناة في قوارب صغيرة هذا العام — وهو أعلى مستوى يتم تسجيله في هذا التوقيت من العام منذ بدء رصد البيانات في 2018.

يقرأ  قادة أوروبيون يتوجهون بسرعة إلى الولايات المتحدةلدعم أوكرانيا ودرء خطر الاستسلام

أضاف التقرير أن تصاعد عمليات العبور يعتبر من أبرز القضايا السياسية الداخلية التي تضغط على الحكومة لتقديم حلول عملية. وضمن سياسات إدارته لمكافحة الهجرة غير الشرعية، أصدر ترامب سلسلة أوامر تنفيذية وعمّق حملات الترحيل، بينما تشير بيانات وكالة حرس الحدود الأمريكية إلى تراجع في اعتقالات المهاجرين منذ توليه المنصب.

الحكومه البريطانية تؤكد أنها مستمرة في سَنّ إجراءات وتوسيع التعاون الدولي لقطع دابر عصابات تهريب البشر والحدّ من المخاطر الإنسانية والأمنية المرتبطة بالتدفقات غير المنظمة.

أضف تعليق