مسؤول أممي يحذر من أن مدينة غزة تعاني وضعًا كارثيًا مع تقدم دبابات إسرائيلية

رويترز

شنّت طائرات إسرائيلية غارات على طول ساحل غزة المطل على البحر المتوسط يوم الخميس.

قالت مسوؤلة أممية لهيئة الإذاعة البريطانية إن الوضع في مدينة غزة “لا يقل عن كارثة”، وذلك فيما تتقدم الدبابات والقوات الإسرائيلية في اليوم الثالث من هجوم بري. وأفادت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بأنها شهدت تيارًا متواصلًا من الفلسطينيين يتجهون جنوبًا خلال زيارتها الأخيرة للمدينة، مع بقاء مئات الآلاف داخلها.

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المستشفيات المرهقة على شفا الانهيار بسبب عرقلة وصول الإمدادات المنقذة للحياة.

وقالت الجيش الإسرائيلي إن قواته تقوم بـ”تفكيك بنى تحتية إرهابية والقضاء على إرهابيين” في مدينة غزة، مؤكدة أن أهدافها تحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس وهزيمة ما يصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل في ما وصفته بـ”المعقل الرئيسي” للحركة. ومع ذلك، أثار الهجوم على أكبر منطقة حضرية في غزة، حيث كان يعيش نحو مليون نسمة وقد تم تأكيد حدوث مجاعة فيها الشهر الماضي، إدانة دولية واسعة.

سجّل مكتب الأمم المتحدة وشركاؤه الإنسانيون عبور ما لا يقل عن 200 ألف شخص من شمال إلى جنوب غزة منذ منتصف أغسطس/آب، حين أعلنت إسرائيل نيتها السيطرة على مدينة غزة، وقد بلغ عدد الداخلين منذ يوم الأحد وحده نحو 55 ألفًا.

تقول تشيريفكو، التي تعمل في مكتب الأمم المتحدة الإنساني بمدينة دير البلح الوسطى، إنها سافرت إلى مدينة غزة قبل يومين ـ رحلة ذهاب وإياب مسافة 29 كيلومترًا استغرقت 14 ساعة. وتذكّرت قائلة: “الأحداث هناك، والمشاهد على الطريق إلى مدينة غزة، لا تقل عن كارثية”. وأضافت: “هناك تيار مستمر من الناس يعبرون من الشمال إلى الجنوب، كثير منهم مشياً على الأقدام. داخل مدينة غزة ما يزال الازدحام شديدًا لأن مئات الآلاف من المدنيين باقون هناك”.

يقرأ  جسم سقط من السماء في أستراليا يُرجَّح أنه حطام صاروخ صيني

وقالت إنها شهدت أيضاً ضربات إسرائيلية متعددة “قريبة جدًا” من قافلة الأمم المتحدة أثناء وجودها في المدينة، مضيفة: “كان الأمر مجرد ضربة تلو الأخرى طوال وجودنا هناك”.

وفي صباح الخميس، أفاد شهود لوكالة رويترز برصد دبابات إسرائيلية في حي الشيخ رضوان شمالًا وحي تل الهوا جنوبًا، وهما حيان تعرّضا لقصف كثيف في الأيام الماضية. كما أبلغوا عن تفجير قوات الاحتلال مركبات مفخخة يتم التحكم بها عن بُعد في كلا المنطقتين، ما أدى إلى تدمير العديد من المنازل.

وأعلنت مستشفيات محلية أن ما لا يقل عن 14 شخصًا قُتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة يوم الخميس، منهم تسعة في مدينة غزة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته “توسّع” عملياتها في المدينة من دون تقديم تفاصيل عن تحركاتها.

في مستهل الهجوم البري يوم الثلاثاء، قال رئيس أركان الجيش، الفريق اللواء إيال زمير، لجنوده إن عليهم “تكثيف الضربات ضد حماس وهزيمة لواء مدينة غزة بشكل حاسم، من أجل تنفيذ أسمى وأهم واجب أخلاقي — إعادة جميع الرهائن إلى الوطن وتفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس”.

حذّرت تشيريفكو من أن كثيرين غير قادرين على الامتثال لأمر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء إلى “المنطقة الإنسانية” المعلنة جنوبًا. وأوضحت: “تكلفة نقل متعلقاتك، إذا ما سعدتَ بإيجاد مركبة تنقلها، باهظة. لا يستطيع العديد من الناس تحملها. ولهذا السبب يسير الكثيرون مشياً، حاملين بالكاد مرتبة وربما كيسًا بلاستيكيًا”. وأضافت أنه حتى عند الوصول لا توجد ضمانات للمأوى أو السلامة.

قالت إنها تحدثت إلى الكثيرين الذين وصلوا مؤخرًا إلى دير البلح وخان يونس الجنوبية؛ كثير منهم جالسون على جوانب الطرق بلا شيء، لا مأوى لديهم ولا يعرفون إلى أين يذهبون. وذكرت: “بالأمس التقيت بعائلة كانت تمشي منذ أربعة أيام تحاول إيجاد مكان للنوم”. وكالة رويترز للأنباء
رويتزر

يقرأ  ترامب يقترح أن يلجأ ستارمر إلى الجيش للسيطرة على حدود بريطانيا