كندا والمكسيك تتعاونان لمواجهة تهديدات ترامب بالتعريفات الجمركية الأمريكية — أخبار الحرب التجارية

تعهدت كندا والمكسيك بتعزيز التنسيق وتقوية العلاقات التجارية في ظل حرب التجارة التي يشنها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.

زار رئيس وزراء كندا مارك كارني مكسيكو سيتي يوم الخميس، والتقى بالرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم لمناقشة أطر التعاون الاقتصادي والأمني، تمهيداً لمراجعة اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا (USMCA) المقررة العام المقبل.

في مؤتمر صحفي مشترك، أعلن الزعيمان عزمهما توسيع آفاق التعاون بين البلدين والحفاظ على شراكة ثلاثية قوية مع الولايات المتحدة. ووصفت شينباوم العلاقات بأنها مبنية على احترام متبادل، معربة عن تفاؤلها بأن العمل المشترك سيستمر لتجاوز أي تحديات. وقالت: «المكسيك وكندا ستسيران معاً، باحترام متبادل وباليقين أن التعاون هو السبيل لتجاوز كل الصعاب».

من جهته أكد كارني أن أميركا الشمالية تشكل «حسداً اقتصادياً للعالم»، مستدلاً على ذلك بارتباطات التجارة والتكامل الصناعي بين كندا والمكسيك. وأضاف: «لديّ ثقة كاملة، ولدى الرئيسة أيضاً، بقدرتنا على إيجاد التعديلات اللازمة لتعزيز المنافسة والقدرة التنافسية في منطقتنا».

وجاءت الزيارة بينما تسعى كل من شينباوم وكارني لإبرام تفاهمات جانبية مع إدارة ترامب؛ ومع ذلك أكدا أنهما لا يتنافسان بل «سيتقدمان معاً» في المفاوضات.

بدأت هذا الأسبوع مشاورات عامة حول مستقبل اتفاقية USMCA، تمهيداً لمراجعة وطنية ستجريها كل دولة العام المقبل. وتواجه كندا صعوبات متزايدة في إعادة التفاوض مع واشنطن على بعض بنود اتفاقياتها، في ظل توترات تجارية وسياسية تفاقمت بعد تصريحات لترامب طالب فيها بأن تنضم جارتها الشمالية «كولاية رقم 51» إلى الولايات المتحدة.

كما اتخذ ترامب مواقف استفزازية تجاه المكسيك، من بينها إصدار أمر تنفيذي طالب فيه الجهات الحكومية الأميركية بالإشارة إلى «خليج أميركا» بدلاً من «خليج المكسيك». وفي أغسطس أُبلغ أن ترامب وقع أمراً تنفيذياً سرياً يجيز للجيش شن ضربات ضد شبكات المخدرات المكسيكية، ما دفع شينباوم إلى التهدئة وتأكيدها آنذاك: «لن تكون هناك غزو للمكسيك».

يقرأ  خدمة المتنزهات الوطنية الأمريكية تطرد حارسًا لرفعِه علمَ فخرِ المتحوّلين جنسيًا في يوسمايت

وفي سياق حربه التجارية، فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية كبيرة: 50 في المئة على الصلب الكندي و25 في المئة على بعض الأدوية المكسيكية، بالإضافة إلى رسم نسبته 25 في المئة على سلع مرتبطة بتهريب الفنتانيل، مبرراً ذلك بتدفق المخدرات عبر الحدود المكسيكية إلى الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن المكسيك وكندا هما الشريكان التجاريان الأكبران للولايات المتحدة على التوالي، بينما تمثل الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول لكل منهما. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين المكسيك وكندا نحو 40.5 مليار دولار في 2024، في حين بلغ حجم تجارة كندا مع الولايات المتحدة نحو 924.4 مليار دولار.

تعد زيارة كارني أول زيارة ثنائية لرئيس وزراء كندي إلى المكسيك منذ ثماني سنوات؛ ووصف المسؤولون الكنديون العلاقات بأنها «ممتازة» مع اعترافهم بأنها يمكن أن تكون أكثر قرباً وتكاملاً في المستقبل. االلقاءات الرسمية أكدت رغبة البلدين في تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الإقليمية.

أضف تعليق