أعلن وزير النقل الاتحادي، باتريك شنيدر (الحزب المسيحي الديمقراطي)، مساء الخميس عن إقالة رئيس شركة السكك الحديدية الألمانية (Deutsche Bahn) ريتشارد لوتس، بعد التوصل في برلين إلى اتفاق متبادل يقضي بإنهاء عقده التنفيذي قبل موعده.
وذكر متحدث باسم الشركة أن شنيدر ورئيس هيئة الرقابة في دويتشه بان، فيرنر غاتسر، والدكتور ريتشارد لوتس اتفقوا اليوم على فسخ عقد الرئيس التنفيذي بصورة مبكرة، مشيراً إلى أن لوتس سيبقى متاحاً بصفة تنفيذية إلى حين تسوية مسألة تعيين خليفة على رأس الشركة.
نشر مكتب وزير النقل الفدرالي على حسابه في X تغريدة قال فيها: «حان وقت إعادة تنظيم هيكلية وشخصية». وكان عقد لوتس ممتدّاً حتى عام 2027، لكن الإنهاء المبكر للعقد يعني توقّع تعويض خروج يقدّر بنحو 2.84 مليون يورو. وقد تلقى لوتس في العام الماضي راتباً ثابتاً قدره 1.42 مليون يورو إضافةً إلى مكافآت تقارب 700 ألف يورو.
ينتمي لوتس إلى مجلس إدارة دويتشه بان منذ 2010 وتولى رئاسة المجلس منذ 2017، وسيبقى في منصبه الإداري مؤقتاً إلى أن يُعيّن خليفة دائم.
تشير تقارير إلى أن البحث عن المرشح المناسب قد يستغرق وقتاً أطول من المتوقع، إذ رفض عدد من الخبراء بعالم السكك عرض هيئة الرقابة، وفق ما نقله موقع هاندلسبلات عن مصادر سككية. من بين الأسماء التي تواصلت معها الهيئة كان رئيس السكك الفدرالية النمساوية ÖBB أندرياس ماثي، ورئيس المكتب الفدرالي السويسري للنقل السابق بيتر فوغليستالر، غير أن الاتصالات لم تُثمر.
من الأسماء المطروحة كذلك مايكل بيتر، رئيس سيمنس موبيليتي، وتُعد إيفلين بالا، المسؤولة عن النقل الإقليمي في دويتشه بان والمقيمة في جنوب تيرول، مرشحة محتملة قوية.
سيكشف شنيدر عن الاستراتيجية الجديدة لدويتشه بان في 22 سبتمبر. وقال الوزير: «دائماً أقول: الاستراتيجية أولاً، ثم الأشخاص»، مضيفاً أن الخطوط العريضة للمفهوم جاهزة.
وتأتي هذه الخطوات في ظل وضع مالي وتشغيلي متدهور لدى الشركة: فقد سجّلت دويتشه بان خسائر تشغيلية بمليارات يورو في 2024 — خسارة صافية قدرها 1.8 مليار يورو وفق بيانات المجموعة — بينما بلغت الخسارة الصافية للنصف الأول من 2025 نحو 760 مليون يورو. كما وصلت دقة مواعيد القطارات الطويلة المسافة إلى أدنى مستوى تاريخي بنسبة 62.5%، والبنية التحتية تعاني أيضاً من حالة سيئة.