أدوبي — الذكاء الاصطناعي في كل شيء، في كل مكان، وفي آنٍ واحد

في مؤتمر ماكس 2025، طرحت أدوبي رسالة واضحة ومباشرة: بدلاً من التنقّل بين أدوات ذكاء اصطناعي متعددة، ينبغي للمبدعين أن يصلوا إلى أفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل التطبيقات التي يستخدمونها بالفعل — حتى لو لم تكن من إنتاج أدوبي.

الرسالة الأساسية هنا هي “الخيار”. أدوبي فتحت ميزة الملء التوليدي في فوتوشوب لتعمل مع نماذج شركاء مثل جوجل وبلاك فورست لابز، وليس مع فايرفلاي فقط. هذا تحوّل ملحوظ لشركة أمضت العامين الماضيين في الدفع بنموذجها الخاص.

على سبيل المثال، عند تنقيح صورة في فوتوشوب يمكنك الآن اختيار محرك الذكاء الاصطناعي الذي يتولى مهمة “إضافة جبل في الخلفية” أو أي تعديل آخر، ما يمنحك مزيداً من البدائل الإبداعية — وإن بقي السؤال ما إذا كان أغلب المستخدمين سيهتمون بنوع النموذج أم فقط بجودة النتيجة.

الفيدو ومساعدو الذكاء الاصطناعي

حالياً الفيديو هو الحدود الجديدة للذكاء الاصطناعي، وليس مفاجئاً أن أدوبي في 2025 تهاجم بجدية صانعي المحتوى الذين تحوّلوا إلى أدوات مستقلة. من أبرز ما أعلنته أن فايرفلاي بات يولّد موسيقى خلفية تتزامن تلقائياً مع طول اللقطات. العرض المُبيّن جعل الاستخدام يبدو بسيطاً: البرنامج يحلل الفيديو، يستنتج المزاج المرجو، ويقترح مجموعة من الخيارات. هناك كذلك توليد تعليق صوتي بعدة لغات، ومحرر فيديو جديد قائم على الويب في الطريق.

لمستخدمي Premiere Pro — الذين يحررون كل شيء من فيديوهات يوتيوب إلى أفلام طويلة — أُضيفت أداة قناع الكائنات بالذكاء الاصطناعي التي تُسرّع عملاً مملاً مثل عزل الأشخاص أو العناصر لأغراض تصحيح الألوان أو التأثيرات. من جرب القناع إطاراً بإطار سيفهم أهمية هذا التحديث.

وليس هذا فحسب: في شراكة تبدو مُوجَّهة مباشرة إلى اقتصاد المؤثرين، تبني أدوبي مساراً مباشراً من Premiere إلى يوتيوب شورتس. ستتمكن من ابتكار محتوى قصير في أداة محمولة جديدة ودفعه مباشرة إلى يوتيوب باستخدام قوالب مصمّمة خصيصاً لصيغة الشورتس.

يقرأ  سينر وإيغا سفياتيك يحققان انتصارات سهلة — كوكو غوف تكافح في بطولة أمريكا المفتوحة

اعتراف بالواقع

هذا اعتراف من أدوبي بما يجري بالفعل: كثير من مشتركِي Creative Cloud لم يعودوا ينتجون فيديوهات مؤسسية أو أفلاماً، بل يصنعون محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي غالباً لأغراض تجارية.

كما لم تستطع أدوبي تجاهل صعود ChatGPT الذي يستطيع الآن القيام بمهام مثل تحرير الصور بناءً على أوامر نصية. لمواجهة هذا التحدي، تُدخِل أدوبي روبوتات محادثة تفاعلية إلى تطبيقاتها الإبداعية. بعبارة أخرى، بدلاً من التنقّل بين القوائم، ستتمكن من أن تطلب من فوتوشوب أو إكسبرس ما تريد بلغةٍ عادية وسيُنجز التطبيق الخطوات نيابةً عنك.

في فوتوشوب ويب، على سبيل المثال، يوجد مساعد قادر على التعامل مع المهام المتكررة؛ لذا يمكنك أن تطلب “إزالة الخلفية من كل هذه الخمسين صورة منتج” بسهولة. للمبدعين الغارقين في مراجعات العملاء، هذا النوع من الأتمتة قد يوفر وقتاً ثميناً.

هل هذا مستقبل الإبداع؟

تُظهر بيانات استقصاء أدوبي أن 86% من المبدعين يستخدمون الآن الذكاء التوليدي، و76% منهم يقولون إنه ساهم في نمو أعمالهم. السؤال المتبقي: إلى أي مدى سيعيد هذا تشكيل أدوات العمل الإبداعي وطريقة تفكيرنا في صاحب القرار الإبداعي؟

أضف تعليق