في عام 1982، حوّلت الفنانة المفاهيمية أغنيس دينيس مكبّ نفايات قاحلًا قرب وول ستريت إلى حقل قمح امتدّ على مساحتي فدانين في مشروعها «حقل القمح — مواجهة». كُلفت دينيس بالمهمة عن طريق صندوق الفن العام، واستلزم العمل شهورًا من الجهد البدني والفني: إعداد التربة، حفر الأخاديد باليد، وزرع البذور. حافظت هي وفريقها على الحقل من خلال الري والتنظيف من الأعشاب الضارة والتسميد، وفي النهاية جنى الحقل أكثر من ألف رطل من القمح. الموقع، الذي كان مملوءًا بأنقاض حفرياات حفر مركز التجارة العالمي، كانت قيمته تقدر بأربعة مليارات ونصف المليار دولار، لذا كان فعل زرع القمح هناك تصريحًا جريئًا وصريحًا.
استخدمت دينيس هذا التباين لتوجيه نقد لولاءات المجتمع، مظهرة تضادًّا بين ما يمنحه الطعام من حياة وبين القيمة المُجردة للتمويل والعقارات. وصفت العمل بأنه تسلل للطبيعة إلى قلب المتروبوليس، رمزًا للغذاء والطاقة والتجارة. الحقل الذهبي، محاطًا بناطحات سحاب شاهقة، شكّل استعارة بصرية صارخة للتوتر بين التطور العمراني وهشاشة البيئة. وسعت دينيس من خلال ذلك إلى تسليط الضوء على قضايا مثل الجوع في العالم، وسوء إدارة الموارد، والتدهور البيئي.
على عكس التماثيل الجامدة، كان حقل القمح عملاً حيًا يتطور عبر الزمن. وبعد الحصاد وزّع القمح على ثمانية وعشرين مدينة كجزء من معرض دولي، وزُرعت البذور في أنحاء متفرّقة من العالم. بهذا الضم، استمرّت رسالة المشروع في النماء حرفيًا ورمزيًا.