بين عامي 2004 و2006 حظيت بفرصة العيش في سايتاما قرب طوكيو والعمل كمدرّس لغة إنجليزية، وخلال تلك الفترة وَقعتُ في غرام الفن الياباني. لكن لأكون صريحًا: انتقاء الأعمال الجيدة من بين كمٍّ هائل من المانغا المتوسطة كان أشبه بالبحث عن ذهب في حاوية قمامة.
في السنوات الأخيرة ازدادت صعوبة هذا البحث بسبب سيلٍ من الأعمال المُنتَجة بالذكاء الاصطناعي. هذا الطوفان يخفي المبدعين الحقيقيين — أولئك الذين يمتلكون مهارة حقيقية وفهمًا ثقافيًا — فتظل أعمالهم غير مرئية غالبًا، خصوصًا للجمهور خارج اليابان. حواجز اللغة، وتعقيدات الشحن الدولي، والفجوات الثقافية تتكامل لتبقي هذه الكنوز مقفلة عن من يقدّرها حقًا.
كانت هذه الإشكالية مصدر إزعاج لإريكا هيرست المقيمة في جورجيا بالولايات المتحدة، التي تعمل نهارًا مترجمة لأفلام الساموراي اليابانية. فقرّرت أن تفعل شيئًا حيالها.
خمسة فنانون يستحقون المعرفة
في الخامس من سبتمبر أطقت إريكا مجموعة «البورتريه الياباني» لتقريب أفضل ما في الفن الياباني إلى جمهور عالمي بطريقة شخصية للغاية. كل بورتريه يُصنَع حسب الطلب من صورتك ويُرسم يدويًا في اليابان. تعاونت مع خمسة فنّانين محترفين، كل واحد منهم يحمل مزية فنية فريدة.
تقول إريكا: كل يوم أمُرّ على جدائل لا تنتهي من البورتريهات المصنوعة بالذكاء الصناعي، ويصبح من الصعب أكثر فأكثر أن يجد الناس أعمالًا حقيقية مرسومة بيدٍ بشرية. هذه المجموعة تهدف لإعادة الأصالة إلى المشهد.
لمَافتهُ الحاسمة: لن تحتاج للغوص في مواقع يابانية، أو القلق من الشحن الدولي، أو معاناة حاجز اللغة. تُقدَّم الطلبات بالإنجليزية، وتُشحن الأعمال النهائية من الولايات المتحدة لتصل سريعًا إلى المشتريين.
تضيف إريكا أيضًا خطًّا يابانيًا شخصيًا على كل عمل: اسمك مكتوبًا بأحرف يابانية جميلة تُكمّل العمل الفني.
تعرف على الفنانين
ميدوري إيواما: رسامة استلهمت أعمالها من بيولوجيا الكائنات؛ ظهرت رسوماتها في كتاب عن فحوصات داخل أفواه الحيوانات. تشتغل بأسلوب الأوكييو-إي القديم مع لمسة علمية معاصرة.
كاراغي مانبو: يتقن سمِي-إي — فن الحبر الياباني — ونال تكريمًا في مهرجان ثقافي سينمائي بحصوله على تقدير شرفي وجائزة الفن الكبرى.
كينونيك: متخصص في بورتريهات الأنمي، لكنه أيضًا يقدّم شيئًا خارقًا وممتعًا: صور الحيوانات الأليفة مرتدية هيئة شخصيات أنمي — قطك كفتاة سحرية؟ نعم من فضلك.
آو موتشيزوكي: أنجز عددًا لا يحصى من البورتريهات المخصّصة لVTubers وصانعي المحتوى على يوتيوب، ويُظهِر فهمًا عميقًا لتقاطع الثقافة الرقمية مع الفنون التقليدية.
إيموموكو: تضيف طاقة معاصرة إلى بورتريهات المانغا؛ نهجها لا يهجر التقليد بل يطوّره ويمنحه حياة جديدة.
الوقوف إلى جانب الإبداع البشري
أنا من أشدّ المعجبين بهذا المشروع، وليس لأنني مهووس قليلًا بفنون القطط اليابانية فحسب. المسألة أكبر من مجرد طبعة معينة؛ إنما تتعلّق بالحفاظ على ما هو ثمين. كل مرة يختار فيها شخص صورة مرسومة يدويًا بدل صورة مولَّدة آليًا، فهو يصوّت للإبداع البشري، والأصالة الثقافية، وقيمة المهارة الحقيقية.
كما تقول إريكا: هذه المجموعة تربط بين عالمين؛ تُمكّن الفنانين اليابانيين من الظهور والاعتراف العالمي، وفي الوقت نفسه تمنح الجمهور سبيلًا سلسًا لامتلاك قطعة من ثقافة يابانية حية.
الفنانون اليابانيون يستحقون التقدير العالمي. المحترفون الإبداعيون يستحقون وصولًا إلى عمل أصيل. وعشّاق الفن يستحقون شيئًا صُنِعَ بيدٍ إنسانية وقلب إنساني.