ميمي أونوها — الذكاء الاصطناعي يذكّرنا بأن هناك ما لا نعلمه

عندما زرت استوديوها في بروكلين، كانت ميمي أونووها تعمل تحت لافتة مكتوبة بخط اليد تقول: ما لا نتحدث عنه. جاءت هذه العبارة إلى ذهنها أثناء إعداد أعمال جديدة لمعرض افتُتح أواخر نوفمبر في الـVienna Secession، لكنها تصف كذلك معظم أعمالها متعددة الوسائط، التي تتناول بحدة ما تحتويه مجموعات البيانات — وما تغفله أيضاً.

بدأت، منذ عام 2019، العمل عن كثب مع باتريك بول، إحصائي في مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان، للتحقيق في جثث 95 شخصًا من ذوي البشرة السوداء تم اكتشافها في مقبرة في شوغر لاند بولاية تكساس، المدينة التي نشأت فيها. كان هؤلاء ضحايا نظام تأجير السجناء في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث سمحت الولايات الجنوبية للمزارع والشركات الخاصة بالاستفادة من السجناء لأشكال عمل قاسية. كان السكان المحليون يشتبهون بوجود مثل هذه المقبرة، لكن الدليل لم يظهر حتى عام 2018 عندما كشف علماء الآثار عن الاكتشاف. قالت لي: «كان يهمني أن أرى أي أشكال من الأدلة قادرة على الاختراق. البقايا، لا يمكنك إنكارها فعلاً».

مقالات ذات صلة

بنت نموذج تعلم آلي لتقدير احتمال ومواقع مقابر جماعية أخرى لم تُنَقَّب بعد متعلقة بتأجير السجناء. مع فريق من الباحثين، بدأت بجمع بيانات عن هذه المواقع من الأرشيفات، وقواعد بيانات المجتمع، والتواريخ الشفوية قبل أن تغذّيها إلى نظام الذكاء الاصطناعي. تعرض الآن نتائج تحقيقها في «الحقائق الميدانية»، فيديو ضمن عرض فيينا.

تشير تلك الأعمال، كما غيرها من مشاريعها، إلى أن غياب المعلومات هو أحد السبل التي يتحول عبرها العنصرية إلى منظومة مؤسساتية. اقتَرَحت مشروعها لعام 2016 «مكتبة مجموعات البيانات المفقودة» هذا الفكرة عمليًا: كان بإمكان الزوار سحب أدراج لتجد مجلدات معنونة بعبارات مثل «أطفال بيض تبنّاهم أشخاص ملونون» و«مساجد/مجتمعات مسلمة خضعت لمراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي/الاستخبارات الأمريكية»، وكانت هذه المجلدات خالية تمامًا من الوثائق لأن الأونوها لم تتمكن من العثور على المعلومات التي تبحث عنها. في العام التالي، وُضعت تدوينة على منصة جيت هب سمت هذه الفراغات نوعًا من «العنف الخوارزمي»، معرفَةً إياه بأنه «العنف الذي يمارسه خوارزم أو نظام اتخاذ قرار آلي عبر حجب المعلومات الضرورية أمام الناس ومنعهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية».

يقرأ  رسومات ديفيد هوكني على الآيباد تحطّم التقدير الأعلى في سوذبيز

ميمي أونووها: مكتبة مجموعات البيانات المفقودة، 2016.
الصورة: براندون شولمان

قالت لي إنها كانت تدرك وجود العنف الخوارزمي منذ سن مبكرة قبل أن تجد المفردات لوصفه. ولدت عام 1989 في بارما بإيطاليا ونشأت في ضواحي هيوستن، حيث تصف الإنترنت التي نشأت عليها بأنها كانت في الوقت نفسه «واسعة» وتشبه «حديقة مسوّرة» — حدودها رسمتها الشركات التي كانت تهيمن عليها. عندما التحقت ببرنامج الأنثروبولوجيا في جامعة برنستون كطالبة جامعية، بدأت تفكر في كل شيء كنظام قادر على الضم والاستبعاد معًا، ومن هناك تطورت لديها اهتمامات بتبعات التكنولوجيا السياسية والاجتماعية. في منتصف العقد الثاني من القرن الحالي نشرت كتاباتها عن البيانات في منشورات مثل كورتز وناشيونال جيوغرافيك، لكن تلك النصوص تجاوزت إطار الصحافة الموضوعية الاستقصائية لتتعامل مع الحقائق وردود فعلها عليها؛ فأدركت أن مقالاتها أقرب إلى الفن منها إلى التقارير، فشرعت بعد ذلك في إنتاج أعمال فنية.

في هذه الفترة تسعى إلى شيء أكثر «حسية» كما اختارت أن تصف؛ عملها «القماش في الكابل» (2022) تحية لإلهة الإيغبو آلا، كرّمتها عبر عقد أسلاك الإنترنت معًا وتهيئتها بتوابل عطرة — «إيماءة شفائية» على حد قولها. يظهر «الحقائق الميدانية» بنفس الفنانة، حيث تلعب شخصية تكافح معرفياً وعاطفياً مع احتمال وجود قبور أخرى تضم سجناء سود. بوضعها ذاتها في الفيديو، ضمنت أن يكون بحثها ليس مجرد مشروع فكري بحت، بل تجربة متجسدة وحسيّة.

أضف تعليق