أهمية اختيار الفصل المناسب — دروسٌ مستفادة من عقدٍ في التربية الخاصة

نظرة عامة:

هذه مقالة تأملية لمعلّمة متخصِّصة تستعرض رحلتها الممتدة لعقد من الزمن في مجال التربية الخاصة، مؤكِّدةً على ضرورة وضع الطلاب في بيئات صفّية أصغر وأكثر دعمًا لتلبية احتياجاتهم الأكاديمية والاجتماعية-العاطفية، والدفاع عن مسارات تعلم فردية مناسبة لكل طالب.

بداية الرحلة

قبل عشرة أعوام، دفعني فضولي تجاه كيفية تفكير الأطفال وشعورهم وتعلّمهم إلى عالم التربية الخاصة. منذ ذلك الحين، كان عملي عبر دوائر مدرسية عامة مختلفة رحلة حافلة بتحديات ونموّ ومعنى. لقد قابلت على طول الطريق طلابًا لافتين في قدراتهم، بدءًا من الناشئين الذين يبدؤون مسيرتهم التعليمية وحتى طلاب المرحلة الإعدادية الذين ينتقلون إلى مرحلة جديدة. هؤلاء الطلاب لا يكفون عن إدهاشي بطرق استثمارهم لنقاط قوتهم.

لغز توزيع الطلاب في الفصول: كيف يُتخذ القرار؟

تباينت آليات التقييم والتوجيه والقرارات المتعلقة بوضع الطلاب داخل الفصول بين دائرة وأخرى. عادةً ما يُدرَج الأطفال في برامج قبل المدرسة حيث يتعاون المعلمون والأهل مع الأطباء لتشخيص العجز أو الصعوبة التعلمية أو الحالة الطبية، ومن ثم تُصاغ خطط مدرسية تراعي إمكانيات الطفل بهدف إظهار نمو واضح. لكن المشكلة الحقيقية تظهر حينما لا يوفِّر الحيّز المدرسي إعدادًا مناسبًا لغالبية هؤلاء المتعلِّمين؛ وهنا تبدأ إحباطاتي.

أهمية الفصول الصغيرة

غالبًا ما يتعلَّم هؤلاء الطلاب بشكل أفضل في مجموعات صغيرة تتراوح بين أربعة وثمانية طلاب ذوي مستويات متقاربة. في بعض الدوائر التي عملت بها سابقًا، لم تُؤمن الإدارة مثل هذه التجهيزات، بل جُمِعَ الجميع في فصل يعجُّ بعشرين إلى خمسةٍ وعشرين طالبًا ومعلمةٍ واحدة، مع افتراض أن الجميع سيفهم المادة المقدَّمة بطريقة واحدة. نتيجة ذلك أن الاحتياجات الأكاديمية والاجتماعية لهؤلاء الأطفال ظلت دون تلبية.

مخاطر الشمول غير الملائم

يقرأ  الاتحاد الأوروبي يرسل دعماً لمكافحة حرائق الغابات في إسبانيامع تزايد حصيلة القتلى

عندما يُوضَع طلاب لديهم احتياجات تعلمية خاصة في فصولٍ عامة مزدحمة دون دعم ملائم، تتفاقم لديهم مشاعر القلق والضغط والغضب، ويبدأون بإظهار سلوكيات عدوانية أو انسحابية—إلقاء أشياء، ضرب زملاء أو معلمين—بسبب عدم توفير بيئة تسمح لهم بالتعلّم على وتيرتهم الخاصة. بالمقابل، يفرح الأهل بانخراط أطفالهم اجتماعيًا في البيئة العامة، إلا أن الأداء الأكاديمي قد يتدهور. لماذا لا نُدرج هؤلاء المتعلّمين في الفصول العامة لبعض الفقرات اليومية، ونمنحهم في الوقت نفسه بيئة أصغر للتعلّم الأكاديمي؟ بهذا التوازن يحافظ الطفل على تواصله الاجتماعي مع أقرانه بينما يبني أسسًا معرفية متينة في مجموعة أصغر. الهدف في النهاية أن يكتسب الطالب المهارات الكافية ليُعاد دمجه نهائيًا في الصف العام.

الفوائد الاجتماعية للمجموعات الصغيرة

من الناحية الاجتماعية، يشعر الطلاب براحة أكبر بين أقرانهم المتشابهين في نمط التفكير والوتيرة. المجموعات الصغيرة تقلِّل الضغوط المتعلقة بالأداء والمقارنة المستمرة، وتمنح الأطفال ثقة متزايدة في إنجازاتهم وقدرتهم على التقدّم.

تحقيقي الشخصي: نموذج غرفة الموارد

بعد سنوات من العمل في فصول مشتركة لم تكن مناسبة، قررت تغيير نهجي في السنة الثامنة من مسيرتي. قُبلت للعمل في قسمي الأصلي—دائرة مدينتي التي شجَّعتني على دخول مهنة التعليم—كمعلمة في غرفة الموارد. في هذا النموذج، يُستخرج الطلاب من الصف العام لمواد مثل الرياضيات واللغة ليُدرَّسوا وفق مستواهم الأكاديمي في مجموعة صغيرة، مع الاستمرار بإدماجهم في أجزاء من اليوم داخل الصف العام للحفاظ على البعد الاجتماعي. وتبيّن أن العديد من طلابي ازدهروا في هذه البيئة المصغرة.

النتائج الأكاديمية والتكييفات

تحسّنت درجات الاختبارات لدى الطلاب في غرفة الموارد، لا سيما عندما أُتيح لهم الاستفادة من تكييفات مثل تمديد الوقت، تقليل عدد الأسئلة، وقراءة الأسئلة بصوتٍ عالٍ. عبر هذه التعديلات يصبح ارتفاع مستوى التحصيل شبه مضمون؛ وبمجرد تحقيق الاهداف المحددة، يُعاد الطالب إلى الصف العام وهو يمتلك مهارات راسخة.

يقرأ  إسبانيا تسجل ثالث حالة وفاة جراء حرائق الغاباتآلاف الأشخاص لا يزالون مشردين في أنحاء أوروبا

نداء للمعلّمين والأهل

أشاهِد الفرح حين أنمو طفلًا، وأؤمن أن اختيار البيئة الصفّية المناسبة يلعب دورًا محوريًا في تنشئة الطفل الشاملة. على الأهل أن يكونوا واعين بخيارات الوضع التعليمي أثناء الدفاع عن حقوق أبنائهم، وعلى المعلِّمين الجدد أن يفهموا هيكل دائرة التعليم ودرجات التدريس كي يستطيعوا توجيه الأطفال إلى المكان الأنسب لاحتياجاتهم. بالنسبة لي، التزامي منصبٌّ على نجاح الطالب بكل أبعاده—أكاديميًا، واجتماعيًا، وعاطفيًا—وأترقب بشوق متابعة إنجازات طلابي في العقد القادم.

أنا أنجيلا سكوتيز، أُدرِّس التربية الخاصة منذ أكثر من عشرة أعوام، وما تزال هذه المهنة شغفي الأعظم. أعمل على خلق بيئة داعمة وشاملة تراعي احتياجات كل طالب على حدة، عبر تعليم مخصّص وتعاون قوي مع العائلات، وتركيز على بناء الثقة لتمكين كل طفل من بلوغ أقصى طاقاته. Watching my students succeed—academically, socially, and emotionally—remains the most rewarding aspect of my work.

أضف تعليق