ابنِ علاقات واعمَلوا معًا بشكل أفضل!
الكثير من مصممي التعليم يختبرون علاقة حب وكراهية مع الخبراء الموضوعيين: نتخيل خبيرًا كفؤًا يتحدث بوضوح تام، ويعرف مادته عن ظهر قلب، ويكون متاحًا دائمًا، ويُسهِم في تسهيل عملنا. لكن الواقع غالبًا ما يكون مختلفًا: الخبراء مشغولون، لا يأخذون تصميم التعليم بجدّية، يصعب العمل معهم، ولديهم أولويات وأهداف مختلفة، وأحيانًا يجتزئون معلوماتهم بدل أن يشرحوا الصورة كاملة في جلسة أو جلستين فعّالتين.
منظور الخبير الموضوعي
– لم يختروا العمل معنا طوعًا في كثير من الأحيان؛ هم مُكلفون بالمشاركة، ما يعني أن علينا التوافق مع جداولهم المزدحمة.
– بما أنهم مسؤولون عن العمليات التي ندرب عليها، فقد يشعرون أننا ندخل كخبراء خارجيين نخبرهم كيف يؤدون عملهم، رغم أننا لا نملك خبرتهم العمليّة.
– قد يحملون انطباعًا سيئًا عن التدريب أو عن فريقنا نتيجة تجارب سابقة مع تدريبات مملة أو غير فعّالة، وبالتالي قد يترددون في استثمار وقتهم الثمين معنا.
– بعد انتهاء المشروع، ننتقل نحن إلى مشاريع أخرى بينما يظلّون هم في بيئة العمل نفسها، مطالبين بتغطية أي ثغرات تظهر بعد التطبيق.
– نادرًا ما يُكافَأون على الوقت والجهد الذي يبذلونه؛ وعندما يحصد التدريب الإطراء يذهب الفضل غالبًا إلى مصممي التعليم أو القسم، رغم أن نجاح المشروع لا يتحقق دون مساهمتهم.
ماذا يمكننا أن نفعل لجعل حياتنا وحياتهم أسهل — وبناء تعليم أكثر فعالية
– نحتاج الى إعادة ضبط توقعاتنا: عملية الاكتشاف والتعاون تستغرق وقتًا أطول مما نحب أن نظن.
– ركّز على الفهم لا على الأداة: لا يوجد برنامج يحل محل خبرة الخبير في تحديد ما يجب تدريسه ولماذا؛ أفضل ما تفعله الأدوات هو تسهيل الكيفية.
– احترم الخبراء: هم أوصياء المعرفة، وبدونهم لا ننجز عملًا ذا جدوى.
– ان نتبنَّى وجهة نظرهم هو الطريق لفهم همومهم ومشاكلهم، وتعلم لغتهم المهنية واستخدامها.
– استمع أكثر مما تتحدث: راقب إحباطاتهم وتفسيراتهم، ووجّه الحوار بلطف لا بالفرض.
– شاركهم في الاختبار التكراري: من النموذج الأولي وحتى الإنتاج، واطلب ملاحظاتهم فعلاً وطبّقها.
– امنحهم الاعتراف: عندما يظهر أن التدريب فعّال، ذَكِّر القائمين بالإشراف وذوي العلاقة بمساهماتهم.
ما يجب تجنّبه
– لغة متخصصة مطمورة (Jargon): “لغة المصممين” تطفِئ تفاعل الخبراء؛ مهمتنا أن نترجم المفاهيم النظرية إلى أمثلة ذات مغزى بالنسبة لهم.
– عقبات إجرائية: استبدل نماذج الإدخال الطويلة بمحادثات وجهاً لوجه وتدوين ملاحظات؛ لا تكلِّف الخبراء مهامنا.
– موقف التعلِّي: مهاراتنا متخصّصة وقيمة، وكذا مهارات الخبراء؛ ليست أفضلية أو دونية، بل تكامل.
الخلاصة
التعامل مع الخبراء فرصة لاكتساب خبرة، وبناء علاقات، وإنتاج تدريب فعّال — أو قد يكون عبئًا لا مفر منه. إن اجتهدنا في تحسين تعاملنا معهم ولو قليلًا، فإننا لا نخدش سمعتنا فحسب، بل نؤثر مباشرة في جودة تجربة المتعلِّم ونتائج العمل. ما خبراتك؟ ما الأساليب التي نجحت معك في التعاون مع الخبراء؟ شارك المجتمع بتجربتك.