ما علمني إياه فنّ القتال عن التعلم والتطوير
هل حلمت يوماً بأن تصبح سيدَ كونغ فو أو نينجا بارع؟ في الأفلام يظهرون كأنهم لا يعرفون الخوف. درّبتُ فنون القتال طفلاً، ورغم أن بعض ردود الفعل السريعة تلاشت مع الزمن، بقيت لدي عقليةُ الجرأة والتركيز. درْسٌ لا أنساه: لا تختزل نظرك في المشكلة؛ وجّه بصرك إلى الهدف جسدياً وذهنياً، وستكسر الحواجز الحقيقية والمتخيلة على حدّ سواء.
إذا أردت مواجهة تحديات عالم التعلم والتطوير (L&D)، فلنرتدِ كيمونو الخيال ونستعد لوجوهٍ مجازية. فرقُ L&D تواجه عقبات حقيقية: ميزانيات ضيقة، تطوّرات تقنية متسارعة، دافعية متدنية لدى المتعيلمن، وأهداف عمل تتبدّل أسرع مما يتطلب تحديث المنهج.
لا تهتمّ للقلق: كما في الفنون القتالية، لكل ضربة مضادّ. دعونا نخمد أكبر خمسة مخاوف لدى مديري التعلم والتطوير.
أكبر خمسة مخاوف لدى مديري L&D
الخوف الأول — أن التعليم لا يواكب بيئة الأعمال المتطورة
المشكلة: بيئات الأعمال في تغيّر مستمر وسريع — من مطالب السوق المتغيرة إلى صعود الذكاء الاصطناعي. البرامج التدريبية معرضة لأن تخلّف خطوة أو اثنتين، والسؤال الجوهري: كيف يظلّ التعلم محدثاً وفعّالاً وجاذباً دون احتراق الموارد؟
الضربة المضادّة — الاعتماد على الخبراء الموضوعيين ومنصات LMS قابلة للتوسع
الخطوة الأولى هي الجاب: ضرب مباشر يحافظ على المسافة ويهيّئ لحركات أكبر. في سياق التعلم، الجاب هو الخبراء الموضوعيون (Subject Matter Experts — SME) ومنظومة إدارة تعلم مرنة وقابلة للتوسيع. شارك من يعي عملك في تصميم المحتوى؛ فهم لا يقدّمون محتوى فحسب، بل يتوقّعون القادم ويضمنون توافق التعلم مع تحديات العمل الحقيقية. مزج الرؤى الخبيرة مع تقنية مرنة يضمن بقاء التعليم محركاً للتغيير لا تابعاً له.
الخوف الثاني — تدنّي دافعية المتعلّمين والمشاركة واحتفاظ المعرفة
المشكلة: في بيئة عمل سريعة الإيقاع، يصبح التدريب أمراً يؤمّله الناس “عندما يتوفّر الوقت” — أي غالباً لا وقت. عندما يتحوّل التعلم إلى عبء، تنخفض المشاركة ويضعف تثبيت المعرفة.
الضربة المضادّة — الارتداد بضربةٍ علوية: ثقافة داعمة للتعلّم
الخطوة الفعّالة هي العمل على ثقافة منظّمية ترى التعلم جزءاً من يوم العمل لا استثناءً له. اجعل الغاية واضحة: لماذا يفيد التدريب؟ سلّط الضوء على أنه:
– يوفر الوقت ويبسّط العمل
– يفتح آفاق نمو جديدة
– يعزّز التعاون ومشاركة المعرفة
وليس الكلام وحده كافياً — نفّذ تغييرات عملية:
1) تقصير وتخصيص الدورات: قسّم المحتوى إلى وحدات صغيرة يمكن الوصول إليها عرضياً، واستخدم بيانات المتعلّم لتكييف المسارات.
2) إدخال المرشد الآلي (AI Mentor): مرشد ذكي متاح على الأجهزة المختلفة ليقدّم إرشاداً فوريّاً عمليا عند الحاجة، ما يقلّل الإحباط ويعزّز الاحتفاظ.
3) تطبيق المعارف عملياً: وفّر فرصاً لتطبيق ما تعلّموه عبر نماذج تعليم مختلطة تجمع بين التعلم الرقمي والجلسات العملية وورش العمل. بهذه الخطوات لا تهزم فقط الخوف، بل تسيطر على المباراة وتقدّم مسارات تعلم شخصية وتكيفية.
الخوف الثالث — التطوّر السريع لتقنيات التعلم
المشكلة: ليس فقط عالم الأعمال سريع التطوّر، بل تقنيات التعلم تتغيّر أيضاً. الخوف أن يتخلف فريق L&D عن ركب الأدوات الجديدة والواجهات الغامرة.
الضربة المضادّة — ضربةٌ مباشرة عبر تطوير مهارات مستمرّة
الحلّ يكمن في تبنّي عقلية تقنية داخل فرق التعلم: من لا يتعلم سيبقى دائماً وراء المنحنى. maîtrرة الميزات اللامعة لا تكفي؛ المهمّ استخدام الأدوات بطريقة تربط النتائج بالأهداف. نفس المبدأ ينطبق عند اختيار شريك تطوير محتوى إلكتروني.
الخوف الرابع — صعوبة قياس نجاح التعلم
المشكلة: تطلق دورات ولا تستطيع إثبات أثرها. بدون دليل واضح، قد يُنظر إلى L&D كـ”ترف” وليس كقوة أعمال أساسية.
الضربة المضادّة — تقييم منهجي مدعوم بالبيانات
اتّبع إطاراً استراتيجياً لتقييم التدريب يربط الجهود التعليمية بنتائج العمل، مثل إطار تقييم التدريب (TEF). خطوات رئيسية:
– تحديد أهداف قابلة للقياس ومتوافقة مع أولويات الشركة قبل بدء التدريب.
– تعريف مؤشرات لقياس التقدّم والنجاح طوال رحلة المتعلّم.
– تصميم استراتيجية جمع بيانات وردود فعل ذات صلة.
– حساب العائد على الاستثمار وتقديم توصيات عملية للتحسين المستمر.
وجود بيانات قوية يمنحك موقفاً تفاوضياً أقوى أمام الجهات المعنية.
الخوف الخامس — نقص الميزانية والوقت والموارد
المشكلة: مطلوب من فرق L&D إنجاز المزيد بموارد أقل. وغالباً السبب يعود لعدم القدرة على إثبات قيمة التعلم.
الضربة المضادّة — التوافق الاستراتيجي وضربات مدروسة
بادر بمزامنة استراتيجية التدريب مع نتائج تهمّ القيادة: زيادة الإنتاجية، تسريع التوظيف، تقليل الأخطاء، رفع رضا العملاء. كن ذكياً في إدارة الموارد: الانتقال الكامل إلى الرقمية أو الاستعانة بوكالة متخصصة لتطوير محتوى مخصّص يمكن أن يقلّل العبء الداخلي ويسرّع التنفيذ — استثمار أولي يُوفّر وقتاً وتكلفة على المدى البعيد. ركّز التدخّلات على نقاط ضعف الأداء في العمل؛ حين يرتبط التدريب بحلّ مشاكل حقيقية يصبح ربحاً وليس تكلفة.
كل خوف له نقطة ضعف
مثل محاربي القتال، يفوز مديرو فرق L&D بالاستراتيجية والدقّة والتدرّب. هذه المخاوف حقيقية لكنّها ليست مستحيلة: من محاذاة التعلم مع أهداف العمل إلى تخصيص المسارات وإثبات الأثر، ضروبك المضادّة قابلة للتنفيذ. ركّز على النتائج، استخدم أدواتك بحنكة، واحتفظ بعينك على الهدف النهائي: تعلم حقيقي وقابل للقياس يغذّي نجاح الشركة.
الخاتمة
قد تتغيّر المخاوف، لكن عقلية المواجهة تبقى. الخوف مجرّد عقبة — ولديك الحركات اللازمة لتجاوزها.
eWyse
eWyse وكالة حائزة على جوائز، تعتمد منهجية فريدة اسمها إطار 3C لبناء دورات إلكترونية مثالية تُحفّز وتسلّي وتعلّم المتعلّمين بينما تُمكّن الشركات من بلوغ أهدافها. لنتبادل الأفكار!