كمعلّمة بدأت مسيرتي المهنية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، شهدت تحوّلات كبيرة في مجال التعليم. عملت ست سنوات في التدريس بالمرحلة الإعدادية في مقاطعة دافيدسون بولاية كارولاينا الشمالية ثم توقفت لعدة سنوات لأتفرّغ لأمّيتي. خلال تلك الفترة حافظت على رخصتي المهنية عبر حضور كل برامج التطوير المهني التكنولوجية المتاحة، وولعت بتقنيات التعليم. بعد عودتي للعمل شغلت منصبًا في تكنولوجيا التعليم، ومنذ عشرين عامًا أعمل في هذا المجال، وأتولّى حالياً منصب مديرة تكنولوجيا التعليم والوسائط في مدارس مقاطعة دافيدسون. شغفي هو مساعدة الزملاء على تبسيط عملهم وابتكار أساليب تعليمية فعّالة باستثمار التكنولوجيا.
أحد أكبر التحوّلات التي شهدتها هو ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI). كبقية المناطق، كان ردّ فعل منطقتنا أولاً حظراً كاملًا بدافع الخوف من أن تتحوّل هذه الأدوات إلى وسيلة للغش وأن تفقد الطلبة قدرتهم على التفكير والتواصل. لعبت قيادة وزارة التعليم في كارولاينا الشمالية دورًا حاسمًا بتوضيح فوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيفية توظيفه لتحسين التعليم، فأصدرت الولاية إرشادات شاملة كانت من أوائل السياسات statewide في البلاد حول استخدام هذا النوع من الأدوات، وعملت على إطلاع المناطق التعليمية على المزايا والتحديات.
بعد تبنّي مقاطعة دافيدسون لإرشادات محلية مستمدة من إرشادات الولاية، أصبح بإمكان منطقتنا أن تكون نموذجًا إقليميًا في المسار والإجراءات. لقد غير الذكاء الاصطناعي التوليدي ملامح التعليم: إذ أصبح لدى المدرّسين مساعد رقمي يمكنه توليد خطط دروس ومواد مخصّصة بمجرد صياغة موجه جيد. بعد تعلمنا كيفية استخدام موارد الذكاء الاصطناعي لتسهيل العمل التدريسي، يتوجّب علينا الآن دمج هذه الموارد في أنشطة الطلبة مع ضمان حماية بياناتهم وخصوصيه.
فيما يلي خمس طرق منخفضة المخاطر لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع الطلبة:
1. موارد يُنشئها المعلم لتعميق التعلّم
– أبسط الطرق وأكثرها أمانًا هي أن يكون المعلم هو المستخدم الرئيسي للأداة. يمكن للمعلم أن يولّد تمارين ممارَسة متنوعة، نصوص قراءة مفلترة حسب المستوى، أو محفزات كتابة إبداعية مصمّمة خصيصًا لفئات تعلمية معيّنة. يتعامل الطلبة مع المواد التي أُنتجت مسبقًا دون إدخال بياناتهم الشخصية إلى نموذج الذكاء الاصطناعي، ما يحافظ على خصوصية المعلومات في نطاق المعلم.
2. العصف الذهني المجهول وتنظيم الأفكار باستخدام منصات مثل Padlet
– لوحات التعاون الرقمية تطوّرت لتدمج ميزات ذكاء اصطناعي، مثل تنظيم أو تلخيص الأفكار أو توليد صور. للاستفادة مع مخاطرة منخفضة، يُنشئ المعلم لوحة Padlet ويضبطها للمساهمات المجهولة بحيث لا يحتاج الطلبة لتسجيل دخول أو إدخال معرّفات شخصية. يمكن للمعلم بعد ذلك استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة في المنصة لتجميع المواضيع، تلخيص النقاشات، أو توليد صور مناسبة للوحة—طالما أن إعدادات الخصوصية والمتطلبات التنظيمية مُستوفاة.
3. إنشاء تقييمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي
– أدوات مثل أطر تقييم مدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل منصات تعليمية متخصصة تمكّن المعلمين من توفير اختبارات وتقويمات بسرعة وجودة عالية. يُدخل المعلم أهداف الدرس أو محتوى الدرس، فيُولّد النظام أنواعًا مختلفة من الأسئلة—اختيارات متعددة، أسئلة مقالية قصيرة، أو حتى معايير تقييم (rubrics). تُدار بيانات الطلبة داخل منصة التعليم وفق سياسات الخصوصية الخاصة بها، ما يميّز إدارة بيانات التقييم عن أي جمع مباشر بواسطة نموذج الذكاء الاصطناعي.
4. أدوات إبداعية سريعة تعمل داخل المتصفح
– توجد أدوات بسيطة تعتمد الذكاء الاصطناعي وتعمل مباشرة عبر المتصفّح دون حاجة لتسجيل دخول أو جمع بيانات شخصية، وهي مثالية لشرحات سريعة أو فترات إبداع قصيرة. مثال عملي هو مولّد الصور النصيّة الذي يسمح للطلبة بإدخال موجه نصي ورؤية صور تولّد فوريًا، ما يتيح تجربة ممتعة وآمنة دون حفظ معلومات شخصية خارج جلسة المتصفح.
5. محاكاة التفاعل مع الذكاء الاصطناعي عبر بناء موجهات منظمة
– بدلاً من السماح للطلبة باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي مباشرة، يمكن للمعلمين تصميم سيناريوهات محاكاة حيث يملأ الطلبة عناصر مُحدّدة (مثل الشخصيات، الإعدادات، العقدة السردية) عبر قوائم اختيار أو نماذج إلكترونية. يجمع المعلم هذه المدخلات ويصوغ موجهًا متكاملًا يقدّم إلى نموذج لغة كبير لتوليد نصّ—قصة أو تحليل. بهذه الطريقة يتعلم الطلبة مبادئ هندسة الموجهات وتأثير المدخلات على مخرجات الذكاء الاصطناعي، بينما يظل المعلم وسيطًا آمنًا يتحكّم بالبيانات.
تُبيّن هذه الاستراتيجيات أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يكون آمنًا وعمليًا إذا قدّم المعلّمون القيادة اللازمة وتم الحفاظ على معايير الخصوصية. مع تخطيط مدروس وتركيز على جوهر العملية التعليمية—التدريس الجيد والتعلّم الهادف—يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح شريكًا يدعم المعلم بدل أن يحلّ محله. بالفضول والالتزام بأفضل الممارسات نضمن أن التكنولوجيا تقوّي الروابط الإنسانية في قلب التعليم ولا تستبدلها.
اشترِك في edCircuit لتبقى مُحدّثًا بأحدث الحلقات والبودكاست والمقالات والرؤى المهنية.
سيو توبين مديرة تكنولوجيا التعليم والوسائط في مدارس مقاطعة ديفيدسون بولاية كارولاينا الشمالية. بدأت مسيرتها بحصولها على درجة البكالوريوس في الدراسات الاجتماعية للمرحلة الثانوية من جامعة هاي بوينت، وعملت ست سنوات في مدرسة South Davidson الإعدادية. مؤهلة لتدريس المواد الاجتماعية للصفوف 6–12 والرياضيات للصفوف 6–9، وتحمل درجة الماجستير في تكنولوجيا التعليم من جامعة إيست كارولاينا، وهي في عامها العشرين في مساعدة المعلمين على دمج التكنولوجيا في المناهج ورفع جودة التعلم.