بعد يومٍ واحد على سرقة مجوهراتٍ ثمينة من متحف اللوفر في فرنسا في عملية سطو جريئة نهارًا، انتشر مقطعٌ قصير يُزعم أنه يُظهر الحادث من داخل قاعة أبولو على مواقع التواصل بعدة لغات. لكن وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) تحققَت وأكدت أن المشهد مُولَّدٌ بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نشرت لقطة مدتها عشر ثوانٍ على منصة إنستغرام في 20 أكتوبر 2025، بعنوان: «لقطات سرقة مجوهرات اللوفر». يُظهر المقطع رجلين يرتديان صدريات صفراء، وبالقرب منهما مُشاركٌ آخر بنفس الزي، وهما يضعان غرضًا داخل حقيبةٍ سوداء بينما يدوي إنذارٌ في الخلفية. تُرى شظايا زجاج على اليسار وتاج سليم داخل حافظة عرض على اليمين، وينتهي المشهد بخروج الجناة عبر نافذة بعد أن صاح أحدهم بالفرنسية: «On y va!».
انتشر الفيديو بسرعة عبر منصات عدة شملت X وTikTok وYouTube ومنشوراتٍ ناطقةً بالفرنسية على فيسبوك، وذلك في وقت أثارت السرقة التي حدثت في 19 أكتوبر جدلاً سياسياً وأعادت نقاش أمان المتاحف الفرنسية إلى الواجهة. ومع ذلك، بدا كثيرون يعتقدون أن المقطع حقيقيًا، في حين أثبتت التحقيقات عكس ذلك.
علامات مميزة للذكاء الاصطناعي
– أظهر البحث العكسي عن الصور أن نسخةٍ بالفَرنسية من الفيديو على TikTok تضمنت علامة مائية «Sora»، ما يشير إلى أن المشهد نُشئ بواسطة برنامج من شركة OpenAI.
– تشتمل اللقطة على عدة شذوذات بصرية تُعد مؤشرات للولادة الاصطناعية للمشهد، منها:
– موضع يد الشخص الذي يُفترض أنه يصور بالموبايل، إذ تبدو يده منعكسةً في فراغٍ لا مرآة فيه.
– طريقة خروج أحد اللصوص عبر النافذة، حيث يخطو إلى نقطةٍ لا يبدو أن هناك دعمًا مرئيًا لوزنه.
– شكل وأبعاد حافظات العرض وترتيبها في الغرفة لا يتطابقان مع الترتيب الفعلي لقاعة أبولو كما يظهر في فيديوهات المتحف الرسمية.
– على هذا الأساس، رُبط الفيديو بمؤشرات توليدية وليس بتسجيل حقيقي للحادث.
ما تم توثيقه فعلاً
حتى هذه المرحلة من التحقيق، كان المقطع الوحيد الذي أُذيع من داخل المتحف قد بثته شبكة أخبار فرنسية (BFMTV): مقطعٌ قصيرٌ من مسافة بعيدة يظهر واحدًا فقط من أربعة لصوص. وفقًا للتحقيقات الرسمية، صعد اللصوص سلمًا قابلًا للتمدد من شاحنة نقلِ أمتعةٍ مُسرَقة، واستخدموا أدوات قطع لاقتحام نافذةٍ في الطابق الأول تؤدي إلى صالة عرض المجوهرات. وبينما أسقطوا تاجًا مرصعًا بالألماس والزمرد أثناء فرارهم نزولًا على السلم ثم انتقالهم على دراجات سكوتر، تمكّنوا من الفرار بعد أن سرقوا ثماني قطع مجوهرات تُقدَّر قيمتها بنحو 102 مليون دولار.
اعترافات وإجراءات
اعترفت لورانس دي كار، مديرة متحف اللوفر، أن اللصوص استغلّوا نقطة عمياء في شبكة المراقبة الأمنية الجانبية للمتحف. أعيد فتح المتحف في 22 أكتوبر بعد إغلاقٍ دام ثلاثة أيام، لكن قاعة أبولو بقيت مُغلقة لإجراء تحقيقاتٍ إضافية وتحسين تدابير الأمن—مع ملاحظة وجود ثغرات بحاجة إلى معالجة، ومنها غياب تغطية كاميرت خارجية معينة.